من أجل الزواج والعمل .. فتيات كوريا الجنوبية مهووسات بجراحات التجميل
11:12 ص - الإثنين 3 يونيو 2013
وصل هوس الفتيات بالجراحات التجميلية في كوريا الجنوبية الى حد إجراء جراحات الفك عالية الخطورة، سواء كانت هنالك حاجة ملحة لإجرائها أم لا، وذلك بهدف تغيير شكل الوجه والحصول على مقاييس جمالية عالية. وتعتبر هذه الجراحة رائجة حالياً على الرغم من أنها مؤلمة ونتائجها السلبية مرتفعة (حالة من حالتين يمكن أن تتسبب بمشاكل خطيرة).
وتقضي جراحة الفك بتغيير موضع الأسنان وتحقيق الإنسجام في الوجه، وينصح الأطباء بها عادة في حال كان فك المريض متقدماً إلى الأمام أو متراجعاً إلى الخلف. لكن في شرق آسيا، تسعى النساء الى جراحة الفك بهدف الحصول على معايير جمالية محددة، بالإضافة الى الأنف المرتفع والعينين الواسعتين.
ويشرح تشوي جين- يونغ وهو بروفسور في طب تقويم الأسنان في جامعة سيول أن "جراحة الفك تغير المظهر أكثر من البوتوكس مثلا أو من جراحة الأنف، لأنها تغير هيكل الوجه بأكمله".
ويضيف: "إنها جراحة معقدة جداً وخطرة أحياناً. من المؤسف أن نرى أشخاصاً لا يعانون خللاً في شكل الأسنان يلجأون إلى هذه الجراحة للحصول على وجه جميل".
أما مخاطر هذه الجراحة فتراوح بين فقدان الإحساس الى الشلل. ويقول أحد الأطباء الأعضاء في الرابطة الكورية للجراحات التجميلية إن هذه الجراحة: "وجدت من أجل إصلاح التشوهات في شكل الأسنان، لكن لا يمكننا أن نلوم من يريد الخضوع لجراحة لتحسين شكله في بلد مثل كوريا الجنوبية حيث يأتي الجمال فوق كل إعتبار آخر، خصوصا لدى النساء".
ويشرح الطبيب، الذي فضّل عدم الكشف عن إسمه، أن عدد الشكاوى ليس مرتبطاً مباشرة بطبيعة الجراحة، بل بإرتفاع عدد النساء اللواتي يلجأن إليها.
وأظهرت دراسة حديثة أن 52 بالمائة من النساء اللواتي يخضعن لهذه الجراحة يتعرضن لمضاعفات بعدها. وسجلت وكالة الدفاع عن المستهلكين 89 شكوى سنة 2012، في مقابل 29 سنة 2010، لكن هذا الرقم هو بلا شك أدنى من الرقم الفعلي.
وتروي مريضة لأحد المنتديات الطبية: "فمي يميل إلى اليسار ومنطقة الفك لدي مخدرة إلى درجة أنني لا أشعر باللعاب عندما يخرج من فمي".
وقد أقدمت العام الماضي طالبة تبلغ من العمر 23 عاماً على الانتحار بعدما شرحت أنها لم تعد قادرة على مضغ الطعام وعلى التوقف عن البكاء بعد أن قطع الأطباء عرضياً أحد مجاري الدمع.
وبحسب الرابطة الدولية للجراحين التجميليين، تسجل كوريا الجنوبية أعلى نسبة من الجراحات للفرد الواحد في العالم، تليها الولايات المتحدة، البرازيل، الصين، ايطاليا، المكسيك واليابان.
ويظهر أشخاص على شاشات التلفزيون ليرووا كيف غيرت الجراحة حياتهم ويقال انهم يتلقون المال من أطباء في مقابل ذلك. وتنتشر الاعلانات في كل مكان.
واقترح أحد المحامين مؤخرا تحديد سن معينة للخضوع لجراحة الفك لأسباب غير علاجية.
في حين إقترحت بروفسورة علم الاجتماع ليم اين-سوك أنه ينبغي معالجة أسباب الهوس بالجراحات التجميلية.
وتقول: " إن كوريا الجنوبية مجتمع ذكوري تحتاج فيه المرأة إلى الذكاء والجمال في الوقت نفسه، وإلى الجمال أكثر من الذكاء في غالب الأحيان، إذا أرادت إيجاد وظيفة والزواج وتخطي كل مرحلة من مراحل الحياة".