في ليلة من ذهب .. سلطان بروناي يحتفل بعقد قران ابنته وسط 2000 مدعو

عندما يذكر اسم سلطنة بروناي، تتماثل في الاذهان صور تكاد تكون مأخوذة من كتاب الف ليلة وليلة تجسد القصور الفخمة ويختلط فيها لمعان الذهب وبريق الالماس. ولا عجب في ذلك فالسلطنة الصغيرة معروفة بالثراء الشديد والسلطان حسن بلقية يحتل مكانا مميزا على قائمة اثرياء العالم بل واختير كأغنى رجل في العالم في عام 1997. وفي احياء لليلة من ليالي الف ليلة احتفل السلطان بعقد قران ابنته ماجدة نور بلقية، 31 عاما، على بنقيران خير الله خليل، 32 عاما، وهو موظف حكومي.
الحفل الذي اقيم في قاعة العرش بالقصر الملكي حضره اكثر من الفي مدعو بينهم نائب رئيس وزراء ماليزيا نجيب رزاق.


صور من الحفل

وكانت مراسم الزفاف قد انطلقت من اسبوعين وبلغت قمتها في عقد القران يوم الخميس الماضي ثم تقديم العروسان للشعب بالأمس. وفي بداية اليوم الحافل بالاحتفالات وحسب التقاليد الملكية استقبل السلطان العريس وقاده الى المنصة الملكية حيث جلست العروس ثم اخذ السلطان بيد زوج ابنته ووضعها على جبين العروس قبل ان يجلسه بجوارها. ورفع العروسان اللذان تألقا في زي من اللون الاحمر المزين بالمجوهرات أيديهما ابتهالا وشكرا لله.

واطلقت المدافع 17 طلقة معلنة بداية الاحتفال.

وكانت الاميرة تضع على رأسها تاجا من الالماس وتحمل باقة صغيرة من الورد المرصع بالماس، واضاف قرط من الالماس بحجم الزيتونة المزيد من التألق على وجهها.

 نهاية الحفل وقبيل مغادرة القصر توجه العروسان بالتحية للسلطان وزوجتيه.

وفي خارج القصر تجمع الاف الاشخاص في شوارع المدينة تحت الشمس الحارقة لرؤية ابنة السلطان وزوجها في سيارة الرولزرويس مكشوفة مرصعة بالذهب. وامتلأت الشوارع بلافتات تحمل صورا للزوجين الملكيين فوق أراض مرتفعة مزروعة بالورود الصفراء. واللون الاصفر هو اللون الملكي لبروناي. والاميرة ماجدة الحاصلة على درجة الماجستير في علوم البيئة من جامعة كينغز كوليدج بلندن، هي الابنة الرابعة للسلطان وتعمل في ادارة البيئة والمتنزهات. ويحتل العريس منصب اداري مساعد في مكتب رئيس الوزراء.

ولم تشهد سلطنة بروناي مثل هذه الاحتفالات منذ 2004 عندما تزوج ولي العهد المهتدي بالله الطالبة الجامعية سارة صالح، 17 عاما،. واقيمت في تلك المناسبة الاحتفالات التقليدية واختتمت بليلة الحناء وزينت شوارع العاصمة بندر سري بيغاوان بالأعلام والأقواس والإعلانات التي تحمل صور العريس والعروس والعبارات التي تدعو لهم بالتوفيق. واصطف آلاف طلاب المدارس وأهالي المدينة على الارصفة منتظرين مرور موكب الزفاف الملكي الذي جال في شوارع المدينة على سيارة من طراز «رولزرويس» ذهبية اللون مخصصة للمناسبات الجليلة في السلطنة. ويذكر ان لأبي العروس، السلطان حسن بلقية، أربعة من الأبناء وست من البنات من صالحة ومن زوجته الثانية الملكة مريم، التي كانت مضيفة طيران وطلقها عام 2003 وجردها من سائر ألقابها الملكية. وفي أغسطس (آب) 2005 تزوج من مذيعة التلفزيون الماليزية أزريناز مظهر حكيم التي تصغره بـ32 عاما. وهو يقطن قصره الواقع في الاستانة نور الإمام، ويحكم دولة يتوفر التعليم والرعاية الصحية فيها بالمجان ولا تجبى فيها ضرائب من المواطنين. وللسلطان بلقية ـ الذي سيحتفل بعيد ميلاده الحادي والستين الشهر المقبل ـ ثروة هائلة تقدر بحوالي 40 مليار دولار (يقال انها انكمشت كثيرا في الآونة الأخيرة) جعلته ذات يوم أثرى أثرياء العالم، وذلك بفضل سيطرته التامة على موارد الدولة وأهمها النفط. وهو يشتهر بمجموعته الضخمة من السيارات العتيقة والمعدلة التي يقال انها تضم ما بين 1000 و5000 سيارة.

ويذكر ان السلطان اقام احتفالا خياليا بمناسبة عيد ميلاده الـ50 وكان من ضمن المدعوين المغني الاميركي مايكل جاكسون والامير تشارلز ولي عهد بريطانيا. وتبعا لكتاب «غينيس للأرقام القياسية» فإن له 200 «رولزرويس»، وهي أكبر مجموعة تحت سقف واحد من هذه الماركة لأي جهة على الإطلاق. وفي التسعينات اشترت أسرته نصف إجمالي مبيعات هذه السيارة في العالم. وهو أيضا صاحب آخر «رولزرويس فانتوم 6» أنتجها المصنع. وكل هذا إضافة الى امتلاكه كل طراز من سيارات الأثرياء والمشاهير مثل أساطيله من ماركات «لامبورغيني» و«بورشه» و«جاغوار» و«فيراري» و«آستون مارتن» إضافة الى امتلاكه 7 سيارات سباق (الفئة الأولى) «مكلارين». وجزء كبير من هذه السيارات صمم خصيصا له وتبعا لمواصفاته. ويملك السلطان أيضا طيارتي «بوينغ 747» أثاثها مطعم بالذهب وست طائرات صغيرة وطائرتي هليكوبتر.