"فتاة الخبر" .. قضية شغلت السعوديين وما زالت

هكذا إذن، إدانة المتهم الأول اللبناني في الحقين العام والخاص وذلك بالسجن لـ 6 سنوات وجلده 300 جلدة، وكذلك إدانة المتهم الثاني السعودي بالحقين العام والخاص وذلك بالسجن لـ 2 سنتين وجلده 200 جلده تنهي قضية تخبيب وتنصير وتهريب "فتاة الخبر" خارج المملكة.

 

أن يسمع بين الحين والأخرى، توجه مسلم نحو النصرانية أمر بات عادياً، ولكن أن يكون هذا الحدث في السعودية، فتلك تعد صاعقة أدت إلى إحداث جدل واسع بين المجتمع المحافظ بطبيعته، كيف لا والكثيرون يعتبرونه مركز العالم الإسلامي، فالفتاة السعودية التي كانت تعمل في شركة خاصة في محافظة الخبر في المنطقة الشرقية تركت الدين الإسلامي واعتنقت الدين المسيحي، فعلتها، على يد مواطن سعودي، وآخر من الجنسية اللبنانية، كانا قد اقنعا الفتاة على حد قولها.

 

الفتاة صاحبة الـ 32 عاماً، لم تعد بغريبة على السعوديين، حيث كانت تعمل في شركة خاصة بالتأمين غادرت السعودية واتجهت إلى لبنان حيث مكثت في "كنيسة"، في حين أعلن السفير السعودي في بيروت على العسيري في بيان صحفي صدر آنذاك، أن السفارة لم يثبت لها أن الفتاة اعتنقت الدين المسيحي، فيما أشارت الكثير من الصحف إلى أن الفتاة كانت على خلافات أسرية مع زوجها اذ تزوجته من فترة قريبة وأن السفارة السعودية في بيروت جمعتها بوالدتها التي حاولت أقناعها بالعودة إلى السعودية الا أن الفتاة لم تستجب لدعوات والدتها وأصرت على اعتناق الدين المسيحي كما صرحت بذلك على قنوات فضائية تلفزيونية بعضها "مسيحي" وكما بث ذلك من خلال "اليوتيوب".

 

وفي إحدى لقاءاتها المتلفزة قالت "مريم" وهو الاسم المستعار التي أطلقته على نفسها محاولة منها لتبرير فعلتها أنها حلمت في منامها ذات ليلة أنها تعتنق الدين المسيحي غير أن زملاء لها في الشركة التي كانت تعمل بها غرروا بها وأقنعوها بالدخول إلى الدين المسيحي. 

 

وفي تطور لافت لمجريات الأحداث وعلى وسائل الإعلام السعودية قال والد الفتاة أنه نجح في مقابلة ابنته في منطقة يسكنها "مسيحيين" في بيروت وبعد ترتيب اللقاء عن بعد عن موقع ابنته قالت لها بكلمات "مختصرة" أنها تريد العودة إلى المملكة.

 

الداخلية السعودية التي أحالت القضية للإنتربول الدولي في تلك الفترة، قالت على لسان الناطق باسم شرطة المنطقة الشرقية المقدم زياد الرقيطي، إن وزارة الداخلية السعودية تتابع عن كثب مع الإنتربول الدولي في الدولة التي تتواجد فيها الفتاة لترتيب عودتها إلى السعودية دون أن يزيد على ذلك بتفاصيل أخرى، فيما تم ترحيل المقيم اللبناني الذي كان يعمل رئيسا للفتاة في شركة التأمين ألقي القبض عليه من قبل الجهات الأمنية في الثقبة إلى السجن العام في الخبر.

 

الفتاة السعودية التي احتجزت في السويد قالت إن محامي المتهم الرئيس في قضيتها سبب منعها من العودة الى أرض الوطن بعد أن كذب عليها وأوهمها بأنها ستتعرض للقتل بمجرد وصولها حيث قال لها المحامي "سعودي الجنسية ": لا تصدقي كلام أهلك لأنهم سيذبحونك بمجرد وصولك الى أرض المملكة. 

 

وأضافت الفتاة التي تواجدت بدار الهجرة التابعة لإحدى منظمات حقوق الإنسان بمملكة السويد: "إنها لم تركب طائرة في حياتها، وكان هذا اول جواز سفر تستخرجه، وعن كيفية حصولها على تصريح يسمح لها بالسفر دون إذن ولي أمرها، قالت: "مديري اللبناني والمتهم الرئيس في القضية وعلى مدى 7 أشهر حاول إقناعي بإعتناق المسيحية، وقال لي: إذا أردتِ السفر فسوف أتصرف، وبالفعل طلب من "معقب" على علاقة به بمساعدته ونفّذ ما طلبه، وأحضر إذن سفر بمفردها، واتجهنا الى جوازات جسر الملك فهد معا، وأحضر ورقة فارغة ومختومة، وقام بتعبئتها أمامي بعد أن اخذ المعلومات من الجواز، حيث أدّعى دخوله جوازات الجسر خلسة وختمه للإذن دون علم أحد.

 

وبحسب صحيفة اليوم بينت الفتاة أنها تعاني أزمة حقيقية وتناشد الجميع مساعدتها للعودة الى اهلها، حيث تعيش بلا جواز سفر بعد أن صادره منها مسئولو الكنيسة حين أقامت في لبنان، ومنحوها ما يسمى "تذكرة مرور"، وعن مقابلتها لوالدها عن بعد 50 مترا في بيروت، قالت: "العاملون بالدير أوهموني أن والدي سيقتلني بمجرد اقترابه مني ولذلك أبقوا على مسافة بيننا".

 

بدوره، أكد شقيق الفتاة أن أخته أخبرته خلال المكالمة الأخيرة والتي استغرقت 33 دقيقة أن مديرها اللبناني حاول على مدى 7 أشهر أن يغير دينها، وعلمها أشياء عن المسيحية، مدّعيا أن المسيحية فيها خلاصها من كل ما تعانيه. وذكرت شرطة محافظة الخبر أنها عثرت على "الانجيل" عندما قامت بتفتيش مكتب الفتاة بشركة التأمين التي كانت تعمل فيها.

 

وفي هذا الإطار، أسدل الستار عن قضية "فتاة الخبر" اليوم السبت، بعد أن اصدرت المحكمة الجزئية بالخبر اليوم السبت حكما بإدانة المتهمين بقضية تخبيب وتنصير وتهريب "فتاة الخبر" خارج المملكة وذلك بإدانة المتهم الأول اللبناني في الحقين العام والخاص وذلك بالسجن لـ 6 سنوات وجلده 300 جلدة، وكذلك إدانة المتهم الثاني السعودي بالحقين العام والخاص وذلك بالسجن لـ 2 سنتين وجلده 200 جلده وقد وأعترض عليه المتهمين وذلك بتقديم مذكرة استئنافية وذلك فيما يخص الدعوى المنظورة لدى فضيلة ناظر القضية.

 

ووفقا لمحامي أسرة "فتاة الخبر" حمود بن فرحان الخالدي، الذي قال واصلت اليوم (السبت) المحكمة الجزئية بمدينة الخبر النظر في قضية " فتاة الخبر " حيث حضر المتهم اللبناني ومحاميه والمتهم السعودي وقد حضر ايضا من أسرتها والدها وأخيها.

 

وذكر أن ناظر الدعوى بعد التأمل والدراسة لأوراق الدعوى وما احتوته من أدلة وبراهين قوليه وفعليه وبعد تسبيب حكمه بالأدلة النظامية والشرعية قد أصدر حكمة ولله الحمد بإدانة المتهمين بالقضية وذلك بإدانة المتهم الأول اللبناني في الحقين العام والخاص وذلك بالسجن لـ 6 سنوات وجلده 300 جلدة، وكذلك إدانة المتهم الثاني السعودي بالحقين العام والخاص وذلك بالسجن لـ 2 سنتين وجلده 200 جلده حيث أبدى المحامي القناعة بالحكم وأعترض عليه المتهمين وذلك بتقديم مذكرة استئنافية عليه وذلك في ما يخص الدعوى المنظورة لدى فضيلته.

 

ونوه الخالدي أن الحكم المشار له قد تم إصداره في الدعوى المنظورة والخاصة (بتخبيب فتاة على زوجها، وتهريبها، وتنصيرها) وفق الحقين العام والخاص، وأفاد الخالدي أن الدعوى المفروزة والخاصة (بالتزوير، والرشوة، واستغلال النفوذ) والتي قد فرزت في وقت سابق لازالت الجهات ذات الاختصاص تتعامل معها وذلك تمهيداً لإحالتها للمحكمة الإدارية (ديوان المظالم) الدائرة الجزائية للنظر فيها وإصدار الأحكام.