فندق في السويد يمنحك فرصة المبيت كالمشردين

إن كنت من محبي المغامرات خلال الأسفار فما عليك إلا التوجه الى مدينة غوتنبرغ (جنوب السويد) هناك سيتاح لك المبيت ليس في فندق ذي نجمة أو حتى نجمتين إنما ستعيش تجربة المشردين وتنام على فراشهم في العراء ومقابل ليلة تدفع ثمنها في أي فندق متواضع أو نزل كنت ستختاره في تلك المدينة السياحية الساحرة.

 

في غرفة معتمة وقارسة البرد وقذرة وغير مؤهلة للنوم العميق الهادئ بعد نهار سياحي طويل عليك ان تحط رحالك وتنام على فرشة في غرفة مهجورة إلا من بعض الكتابات على الجدران وعبوة طعام فارغة هناك وفراش رث دون وسادة أو غطاء.

 

هذه هي التجربة التي تمنحها إدارة "فاكتوم" في مدينة غوتنبرغ السويدية للنزلاء الذين يختارون المبيت في فندقها. ويتوفر فندق المشردين، إذا صح إطلاق تلك التسمية عليه، على 10 غرف . ويمكن للنزلاء حجز غرفهم عبر الانترنت مقابل (100 كرون سويدي) ما يعادل 15 دولارا أميركيا. 

 

ويتوفر لدى النزلاء عدة خيارات من المبيت، فإما ان يختاروا النوم على فراش مهمل ومتسخ تحت أحد جسور المدينة أو التوجه الى إحدى الحدائق العامة وإمضاء الليلة في العراء داخل كيس مخصص للنوم أو اختيار أرضية متسخة في أحد الأماكن العامة والاستلقاء على صحيفة من إحدى صحف السويد اليومية.

 

واستوحى القيمون على "الفندق" مناخ الغرف بعد معاينة آراء بعض المشردين في المدينة حول طريقة عيشهم وتلقت الادارة الى الآن نحو 1000 طلب من الحجوزات منذ تأسيس المشروع في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012.

 

وان كانت تجربة التشرد لليلة من النوم بعينين مفتوحتين شبه مستحيلة إلا أن الكثيرين خضعوا لها لكن لم يستطيعوا المبيت أكثر من أربع ساعات ليعودوا بعدها الى أحضان سريرهم الدافئ في مدينة تصل فيها درجات الحرارة في الشتاء الى 20 دون الصفر.

 

وحسب مديرة المشروع أيرون إسرايلسون فان الهدف من المشروع ليس الربح المادي على الاطلاق ، بل يراد منه تسليط الضوء على معاناة المشردين في ثاني أكبر مدينة في السويد ودفع الناس الى الاحساس بمعاناتهم ومن ثم حث الجهات الحكومية المعنية الى اتخاذ التدابير اللازمة لايجاد مأوى مناسب لتلك الطبقة من المجتمع. 

 

يذكر أن عدد المشردين في مدينة غوتنبرغ يقدر بـ 3،400 وهناك 340 منهم يعيشون في ظروف صعبة.