موجة غضب عارمة بسبب برنامج تلفزيوني في الدنمارك يقيم أجساد نساء عاريات

موجة غضب عارمة بسبب تحيزه الواضح ضد المرأة
موجة غضب عارمة بسبب تحيزه الواضح ضد المرأة

تعم حالة من الغضب بعد قيام احد البرامج التلفزيونية في الدنمارك بعرض برنامج تتعرض فيه السيدات لتقييم أجسادهن من قبل مقدم البرنامج واحد ضيوفه. فقد بدأت الانتقادات اللاذعة وحملة غضب واسعة نشبت مؤخراً بعد بث برنامج تلفزيوني جديد في الدنمارك تقوم فيه السيدات بالتعري أمام مقدم البرنامج وأحد ضيوفه من أجل نقد أجسامهن، وهو البرنامج الذي وصف المشاهدون محتواه بـ "المهين والمتحيز ضد المرأة".  
 
وتقوم السيدات اللواتي يشاركن في البرنامج بارتداء رداء حمام، ثم يقفن أمام الرجلين (المذيع والضيف)، في ظل وجود إضاءة خافتة بالاستديو المخصص للتصوير. وبعدها تقوم كل سيدة بخلع الرداء، في الوقت الذي يقوم فيه المذيع، توماس بلاشمان، وهو أيضاً صاحب فكرة البرنامج، ومعه ضيفه، بإعطاء تقييمات لأجسامهن.
 
وما زاد من حدة الغضب الذي تولد بعد إذاعة البرنامج هو احتوائه على بعض التعليقات التي تحمل إيحاءات خارجة. وهو الغضب الذي امتد إلى العديد من وسائل الإعلام داخل الدنمارك وخارجها، ويكفي أن صحيفة الدايلي ميل البريطانية التي تناولت الموضوع تساءلت " هل هذا هو البرنامج الأكثر تحيزاً ضد المرأة في التاريخ ؟".
 
وهو ما أجبر بلاشمان، وهو أيضاً عضو لجنة تحكيم برنامج ذا إكس فاكتور (النسخة الدنماركية)، على الدفاع عن فكرته، بتأكيده أنه يقدم في حقيقة الأمر خدمة للسيدات، من منطلق أن "جسم المرأة يتوق لسماع كلمات من الرجل"، على حد قوله. 
 
كما أشار إلى أن برنامجه نتاج عمل عبقري وأن لديه هدف أسمى متعلق بمناقشة جماليات جسم المرأة من دون السماح بتحول المحادثة إلى مادة إباحية أو مصححة سياسياً.
 
وتابع بلاشمان: "أخبرتهم أن الفكرة الكاملة للبرنامج تتمحور حول السماح للرجال بالتحدث عن أجسام السيدات وهن عاريات أثناء وقوفهن أمامهم مباشرةً. والجسم الأنثوي يتوق لكلمات. أو بالأحرى كلمات الرجل، التي يتم توجيهها إلى الجسم".
 
كما لفتت الصحيفة إلى كم الانتقادات التي وجهت للبرنامج، حتى قبل أن يتم بثه، حيث حظي باهتمام إعلامي كبير ووصف بأنه برنامج مهين ومتحيز جداً ضد المرأة.
 
وعلّق على ذلك الكاتب كنود رومر بقوله في هذا الإطار: "البرامج التي تبث بهدف كسر المحرمات أو تحدي القوالب النمطية هي برامج سخيفة. وهو أشبه بنادي تعري خانق لا يهدف سوى لتعزيز المفاهيم الكلاسيكية الخاصة بهيمنة الذكور".
 
ووجه لوت هانسن، وهو واحد من أبرز المدونين في البلاد، انتقاداته للبرنامج، كما أطلق حملة يدعو من خلالها المسؤولين إلى إلغاء البرنامج قبل أن تُذَاع حلقات أخرى منه.
 
أما المنتجة صوفيا فرومبيرغ، التي دافعت عن البرنامج، فقالت إن البرنامج لا بد وأن يستمر، مؤكدة أن منتقدي التلفزيون لا يجب أن يكون لهم قول الفصل بخصوص ما هو جيد بالنسبة للرجال والسيدات. وأضافت "لدينا برنامج يكشف طريقة تفكير الرجل في جسم المرأة .. بصراحة شديدة. فما هي المشكلة في ذلك الأمر؟".