علاجات موضعية .. يمكنها تخفيف الآلام التهاب المفاصل
03:15 م - الأربعاء 17 أبريل 2013
هل تعاني من التهاب مفاصل خفيف إلى متوسط، أو ربما ألم في الكتف أو المرفق بسبب العمل الشاق؟ إذا كان مصدر الألم قريبا من سطح البشرة، يجب أن تلم بمعلومات كاملة عن مسكنات الآلام الموضعية.
تحقق العلاجات المضادة للالتهاب التي توضع على البشرة، مثل الكريمات وأنواع الجيل أو البخاخات أو اللاصقات أفضل نتيجة في الحالات ما بين الخفيفة إلى المتوسطة من الآلام التي تحدث بالقرب من سطح البشرة.
مسكنات الألم الموضعية تعتبر مسكنات الآلام الموضعية أدوية توضع على البشرة بدلا من أخذها في صورة حبوب أو سوائل. تأتي الوصفات الطبية في صورة أنواع من الكريم أو الجيل أو اللاصقات. وتخترق المكونات الفعالة ومضادات الالتهاب غير الاستيرويدية البشرة لتصل إلى موضع الألم. بالمقارنة، تغمر مسكنات الألم التي تؤخذ عن طريق الفم الجسم كله بالدواء.
يحدد مصدر المشكلة بدرجة كبيرة الطرف الذي يمكنه الاستفادة من مسكنات الألم الموضعية. «ربما تكون عظيمة النفع بالنسبة للمفاصل، تلك الأجزاء الظاهرية من الجسم مثل الركبتين والكاحلين والقدمين والكوعين واليدين»، هذا ما قالته الدكتورة روزالين نغوين، وهي أستاذة إكلينيكية في قسم الطب البدني وإعادة التأهيل بكلية الطب بجامعة هارفارد. وأضافت: «في تلك المناطق، يمكن أن يخترق الدواء البشرة ليصل إلى موضع قريب من المفصل».
مضادات الالتهاب
هناك نحو 20 مضاد التهاب غير استيرويدي متاح بالأسواق، من بينها الأشكال التي تعطى من دون وصفة طبية من الإيبوبروفين («أدفيل» و«موترين») والنابروكسين («أليف»).
بالنسبة لكثير من المصابين بالتهاب المفاصل، تعتبر مضادات الالتهاب غير الاستيرويدية أكثر فاعلية من الأسيتامينوفين (تيلينول) نظرا لأنها تستهدف الالتهاب، الذي يؤدي لحدوث الألم والتورم والتيبس.
حينما تؤخذ الأدوية عن طريق الفم، في صورة قرص طبي أو سائل، تمتص مضادات الالتهاب غير الاستيرويدية في القناة الهضمية. بعدها، يسير الدواء في مجرى الدم متجها إلى مصدر الألم. غير أن الدم يحمله أيضا إلى مواضع ليست في حاجة إليه. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي أحد مضادات الالتهاب غير الاستيرويدية إلى اضطراب في المعدة أو حتى نزيف أو قرحة.
إن استخدام أحد مضادات الالتهاب غير الاستيرويدية الموضعية يركز الدواء بالقرب من موضع الألم. غير أن كمية ضئيلة من الدواء ما زالت تخترق مجرى الدم. لهذا السبب، ربما تكون مضادات الالتهاب غير الاستيرويدية الموضعية ممنوعة بالنسبة للأفراد المعرضين بصورة كبيرة لآثار جانبية.
وقد يشمل هذا أفرادا لهم تاريخ مع القرح أو نزيف الجهاز الهضمي. وقال الدكتور نغوين: «قد أصر على رفضي استخدام أحد مضادات الالتهاب غير الاستيرويدية، على الرغم من أن الخطر قد يكون أقل بكثير مما يمكن أن يكون عليه في حالة استخدام التركيبات الكيميائية التي تعطى عن طريق الفم».
هل مسكنات الألم الموضعية مناسبة لحالتك؟
تقول الدكتورة نغوين إن كثيرين ممن يسألونها عن مضادات الالتهاب غير الاستيرويدية يتطلعون إلى وسائل لتجنب إضافة أقراص جديدة - والآثار الجانبية لها.
تقول: «في الأغلب، يرغبون في تجنب تفاعلات الأدوية. بعض الناس لا يرغب في حقيقة الأمر في تناول أقراص طبية أو يجد صعوبة في بلعها».
تساعد القدرة على استهداف الألم على وجه التحديد في تجنب الآثار الجانبية للأدوية التي تعطى عن طريق الفم. وتقول الدكتورة نغوين: «في حالة ما إذا كانت هذه مشكلة موضعية، يتسبب فيها مفصل واحد فقط في حدوث الألم، فلن تكون هناك حاجة لأن ينفذ الدواء عبر أجزاء الجسم». إذا كان الألم يؤثر على منطقة ممتدة، مثل أسفل الظهر، أو يؤثر على أكثر من جزء من الجسم، فربما لا تكون مسكنات الألم الموضعية أفضل اختيار متاح.
ما مدى فاعلية الأدوية؟
توصلت دراسة علمية أجرتها مؤخرا منظمة «كوكرين كولابوريشن»، وهي منظمة دولية تضم خبراء في مجال الصحة، إلى أن بعض مضادات الالتهاب غير الاستيرويدية الموضعية التي تعطى بوصفات طبية تحقق تأثير تخفيف الألم نفسه الذي تحققه الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم، ولكنها تسبب قليلا من المشكلات في القناة الهضمية.
غطى تقرير منظمة «كوكرين» 34 دراسة شملت 7688 شخصا بالغا عانوا من ألم مزمن في الجهاز العضلي الهيكلي لمدة ثلاثة أشهر على الأقل. وقد تناولوا الكثير من الأنواع المختلفة من مضادات الالتهاب غير الاستيرويدية الموضعية لتخفيف الآلام التي يعانون منها. كان مضاد الالتهاب غير الاستيرويدي الموضعي «ديكلوفيناك» (فولتارين) فعالا كدواء يعطى عن طريق الفم لعلاج التهاب مفاصل الركبتين أو اليدين.
- مضادات التهيج والانزعاج Counterirritants: تحتوي منتجات (مثل «آيسي هوت Icy Hot» و«بنغاي Bengay») على مكونات مثل المينتول (النعناع) أو اليوكالبتوس وزيت الكافور، التي تخفي الألم الكامن بشكل مؤقت من خلال إعطاء شعور بالبرودة أو الحرارة. وتحتوي بعض مضادات التهيج المخففة للألم أو الالتهاب على ساليسيلات، وهي نوع من المواد الكيميائية مماثل للأسبرين له تأثير مضاد للالتهاب أكثر لطفا.
- كابسايسين Capsaicin: هذه المنتجات (مثل زوستريكس Zostrix) تشتمل على كابسايسين، وهي المادة الداخلة في تركيب الفلفل وتجعله حادا لاذعا جدا. ويؤدي تدليك البشرة بها إلى إلقاء حمل زائد على دوائر استشعار الألم. يسبب الكابسايسين ألما حارقا حينما يلمس عينيك أو فمك، لذلك توخ الحذر عند استخدام هذه المنتجات. لا تستخدم هذه المنتجات إذا ما كانت لديك حساسية من الفلفل الحار.
قيود الاستخدام
حينما تستخدم مضادات الالتهاب غير الاستيرويدية الموضعية حسب توجيهات الطبيب، من مرتين إلى أربع مرات يوميا، يمكن أن تتحكم في الألم من البسيط إلى المتوسط. أما بالنسبة لآلام التهاب المفاصل الحادة، فربما لا تتوافق خيارات مضادات الالتهاب غير الاستيرويدية الموضعية مع الجرعات الأكبر من الأدوية التي تعطى عن طريق الفم. غير أنه حتى في تلك الحالات، يمكن أن يساعد دواء موضعي في تخفيف حدة الألم.
«سوف أوصي بها حتى في حالة وجود ألم حاد في مفصل خارجي، على أمل أن تساعد في تخفيف أي جزء من ألم»، هذا ما قالته أخصائية معالجة الألم، جوان بورغ شتاين، المديرة الطبية لمركز سبولدينغ ويلسلي لإعادة التأهيل في ماساشوستس التابع لجامعة هارفارد. (لا تجمع بين مضادات الالتهاب غير الاستيرويدية التي تؤخذ عن طريق الفم والموضعية - التي تعطى بناء على وصفة طبية أو من دون وصفة طبية - دون أن تخبر طبيبك).
ربما يقيد التوفر والتكلفة استخدام مضادات الالتهاب غير الاستيرويدية الموضعية بالنسبة للبعض. في الولايات المتحدة، يتمثل مضاد الالتهاب غير الاستيرويدي الموضعي الوحيد الذي يعطى بوصفة طبية والمتوفر على نطاق واسع في الصيدليات في جيل «ديكلوفيناك».
وربما تتطلب أنواع أخرى مثل «إيبوبروفين» و«كيتوبروفين» (أوروديس) و«إندوميثاسين» (إندوسين) و«بيروكسيكام» (فيلدين) طلبا خاصا من صيدلية متخصصة في تركيب الأدوية. وقد يؤدي هذا إلى رفع سعر الدواء، وتتفاوت تعويضات التأمين بحسب نوع تركيبة الدواء الموضعي التي وصفها الطبيب.
استفادة قصوى وأدنى
1- حالات الاستفادة القصوى من الدواء:
- حساسية المعدة لمضادات الالتهاب غير الاستيرويدية - وجود مصدر الألم بالقرب من سطح الجلد - انبعاث الألم من منطقة معينة، مثل مفصل واحد.
2- حالات أدنى درجات الاستفادة:
- القرح النشطة - تاريخ مرضي مع نزيف القناة الهضمية - الشعور بألم حاد
الآثار الجانبية
تعتبر الآثار الجانبية الحادة الناتجة عن الأدوية الموضعية خفيفة وغير شائعة. وهي عادة ما تتضمن احمرارا وحكة وأشكالا أخرى من تهيج البشرة. وتقول الدكتورة بورغ شتاين إنه عندما يواجه والداها تهيجا في البشرة، عادة ما يكون السبب هو المادة المستخدمة في تصنيع الكريم أو الجيل. وفي هذه الحالات، يمكن أن يقوم صيدلي بإعداد مضاد التهاب موضعي باستخدام مكونات أقل تهييجا للبشرة.
ويتمثل مفتاح أمان أساسي عند استخدام الأدوية الموضعية في غسل يديك جيدا بعد استخدام الأدوية لتجنب ملامستها عينيك أو أنفك أو فمك أو أي أغشية مخاطية أخرى.