الفياجرا قد تساعد على التخلص من إرهاق الرحلات

 يصلح استعمال عقار الفياجرا لمساعدة المسافرين في رحلات طويلة باتجاه الشرق على التخلص من الإرهاق والخلل الطارئ عليهم جراء الفارق الزمني، حسب ما كشفته دراسة على الحيوانات.


حيث توصل فريق من العلماء الأرجنتينيين إلى أن العقار ساعد حيوان الهامستر (يشبه الفأر الكبير) على استعادة قواه بنسبة 50% بعد إخلال دورتهم اليومية العادية التي تقدر بـ 14 ساعة في ضوء النهار متبوعة بعشر ساعات ليلا.

فقد حقن الفريق العلمي مجموعة من هذه الحيوانات بـسبعين مايكروغرام من فياجرا، ثم أطفئوا الضوء في القفص الذي كانت الحيوانات تحفظ فيه لمدة تعادل فترة السفر من باريس إلى نيويورك (ست ساعات)، وكرروا هذه العمليات خلال عدة أسابيع.

للتذكير أن هذه العملية لم تكن فعالة إلا باستخدام العلاج بالضوء، وفي اتجاه زمني واحد فقط، نحو الشرق.

وقد نشرت الدراسة في مجلة بروسيدينغس أوف ناشيونل أكاديمي أوف ساينس الأمريكية.

فعند الثدييات، يقوم التناوب بين الضوء والظلام بضبط الساعة البيولوجية لديها، الشيء الذي يشجع على النشاط نهارا، وعلى النوم ليلا.

تغيير الزمن
وقام الباحثون من جامعة ناشيونل يونافرستي أوف كوالمز بتغيير دورة ضوء- ظلام لدى حيوانات الهامستر بست ساعات للأمام، وذلك بإشعال النور ست ساعات قبل الموعد المعتاد لصحوة الحيوانات.

ثم راقب الفريق العلمي نشاط العجلة الدوارة داخل القفص لتقييم الزمن الذي تنضبط فيه ساعاتهم البيولوجية للدورة الزمنية الجديدة، بشكل يجعل الحيوانات ناشطة نهارا لكنها تتوقف عن العمل عندما يطفأ الضوء.

وتعمد الفريق حقن فياجرا قبل بدء تغيير الزمن حتى تتعود الحيوانات على الدورة الزمنية الجديدة، ولاحظ العلماء أن التأثير موجود حتى في حالة حقن جرعات صغيرة من فياغرا تجنبا لوقوع انتصاب الذكر عند الحيوانات.

يذكر أيضا أن فياجرا، وهو معروف باسم سيلدينافيل عند الصيادلة، تم تطويره كعلاج لارتفاع الضغط الدموي والدبحة الصدرية، لكنه يستعمل أيضا في علاج خلل الانتصاب لدى الرجال.

ويشار إلى أنه عندما استعمل العلماء العقار دون إدخال التغيير في الدورة الضوئية -الليلية، لم يطرأ تغييرا على نشاط حيوانات الهامستر، وبالتالي استنتج الباحثون أن العقار ليس له هذا التأثير إلا مع استخدام الضوء.

وقال الدكتور ديجو جولومباك، الذي قاد فريق البحث، إن العقار يبدو يعمل عبر جزيء يسمى سي جي ام بي cGMP الذي يعرف بدوره في ضبط الساعة البيولوجية في الجسد، وهو جزيء متوفر بكمية كبيرة في الجسد نهارا.

ويقوم عقار فياجرا بوقف فعالية الإنزيم الذي يعمل عادة على تفكيك جزيء سي جي ام بي، مما يساعد على تكوين كميات كبيرة منها مجددا.

في اتجاه واحد فقط
وقال الدكتور جولومباك إن وجود آليات مختلفة يمكن استخدامها في إبطاء أو إسراع الساعة البيولوجية يفسر لنا لماذا يتمتع فياغرا بهذا التأثير عندما يتم إطفاء الضوء مبكرا، ولا تأثير له عندما يطفأ الضوء مؤخرا.

من جهته، قال البروفيسور روبرت لوكس، من جامعة مانتشستر البريطانية، إن الدراسة الجديدة تطرح إمكانية استعمال فياغرا بالتزامن مع هذا النوع من العلاج الضوئي، لكنه أضاف " أنه علينا الانتظار حتى يقام المزيد من الأبحاث لمعرفة ما إذا يمكن استخدام هذا العلاج عند البشر".

أما الشركة المنتجة لعقار فياجرا، فايزر، فقالت إن العقار مخصص للاستعمال حسب الوصفة المسجلة عليه.