رقصة الهارلم شيك .. هل هي امتداد لعبدة الشيطان ؟

تمثل هزة أو رقصة الهارلم تقليعة جديدة عبر الإنترنت تأتي في صورة فيديو تقدمه مجموعات مختلفة من الناس يؤدون به استعراضا كوميديا راقصا يضم مقتطفات قصيرة من أغنية تدعى "هارلم شيك"، وكظاهرة غريبة تم نسخ الفيديو بواسطة كثير من الناس وانتشر مثل العدوى الفيروسية في أوائل فبراير من هذا العام 2013، فكل يوم نجد فيديو يحمل نفس الفكرة يتم رفعه على الإنترنت، لكن لماذا تم استخدام هذه الظاهرة في السياسة؟

كيف بدأت الفكرة؟

بدأت هذه الظاهرة أو الفكرة عندما نشرت عن طريق فيديو تم رفعه على اليوتيوب في الثاني من فبراير قدمه 5 من المراهقين من ولاية كوينزلاند باستراليا، وبدأ الفيديو بصورة تنافسية، يظهر به الأشخاص وهم يرقصون بطريقة استفزازية قذرة ويرتدون ملابس غريبة.
وهناك فيديوهات أخرى يبدأ بالرقص شخص بمفرده ويحيط به مجموعة من الأشخاص ويستمر لمدة تتراوح بين 30 إلى 32 ثانية ويغني الأغنية الشهيرة هارلم شيك ولا ينتبه له أحد في البداية وعندما يرتفع صوت الموسيقى يندمج جميع الموجودين في الرقص المجنون المتشنج.
وفي النصف الثاني من الفيديو يرتدي الناس غالبا الحد الأدنى من الملابس أو الأزياء المجنونة ويؤدون طقوساً غريبة.

أجزاء أغنية الهارلم:

- 15 ثانية مقدمة موسيقية.
- 15 ثانية من الموسيقى الصاخبة.
- ثم يدخل صوت زئير الأسد ويستمر حتى نهاية الثلاثين ثانية الأولى.

ماهو سبب نجاح هذه الظاهرة؟

يرجع نجاح ظاهرة هزة أو رقصة الهارلم وانتشارها بشكل كبير إلى عنصر الترقب والمفاجأة في بدء الفقرات بالإضافة إلى سرعة وقصر مدة الفيديوهات مما يسهل على الجميع مشاهدتها.
كما أن من السهل تنفيذه فهو لا يحتاج إلا إلى لقطة واحدة بالكاميرا لذلك انطلق المشجعون والمعجبون بهذه الظاهرة في تقديم فيديوهاتهم الخاصة والمختلفة مع الاحتفاظ بالعناصر الأساسية.

انتشار مذهل:

حتى يوم العاشر من فبراير الماضي وصل معدل فيديوهات رقصة الهارلم على اليوتيوب 4,000 فيديو في اليوم الواحد، وفي يوم الحادي عشر من نفس الشهر ارتفعت إلى 12,000 نسخة وحازت على 44 مليون مشاهدة، وفي 15 فبراير وصل عدد الفيديوهات إلى 40,000 وبلغ عدد المشاهدات 175 مليون.

الدول التي انتشرت بها:

انتشرت ظاهرة الهارلم شيك أو رقصة الهارلم في عدة دول منها أمريكا، المملكة المتحدة، كندا، أستراليا، ألمانيا وكثير من أوروبا، روسيا، أوروبا الشرقية، الصين، الهند، أمريكا اللاتينية، الإمارات، جامايكا، تونس، المغرب وأخيرا مصر.

كيف نظر العالم إليها؟

نالت هذه الرقصة تعليقات كثيرة ومتنوعة على مستوى العالم حيث تم تشبيهها بأغنية جانم ستايل الشهيرة، ووصفها البعض في بريطانيا على أنها ظاهرة، بينما وصفها من شاهدوها من الدول العربية على أنها رقصات تشبه ما كان يطلق عليه عبدة الشيطان وهي ظاهرة انتشرت منذ سنوات ماضية ولاقت الكثير من الهجوم.
وفي لوس أنجلوس اعتبروها شيئاً أقرب إلى الإسراف والمبالغة ويبعد عن أصل الرقصة المتواضع، بينما وصفها موقع آد إيدج على أنها لعبة، وهناك من وصفها بأنها قفزة أسماك القرش.

كيف تم استخدامها في السياسة؟

قام مجموعة من الشباب في مصر في شهر فبراير من عام 2013 بالتجمهر أمام مقر جماعة الإخوان المسلمين وكان من أبرز الملابس التي كانوا يرتدونها الجلابية البيضاء ومنهم من كان يضع ذقن عيرة.
بدؤوا الرقص بطريقة مجنونة ومستفزة عبروا من خلالها عن غضبهم الشديد من حكم الإخوان المسلمين وأنهم غير راضين تماما عنه وعن الحالة الاقتصادية السيئة، وكانت هذه الرقصة وسيلة ساخرة وسلمية من وجهة نظرهم للتعبير عن رأيهم بحرية ووضوح.

ردود الأفعال نحو هذا التصرف:

نالت تعليقات متعددة ومختلفة فمنهم من قال عنها نوع من أنواع الفوضى الخلاقة، ومنهم من وصفها بكلمات بذئية معتبرين أنها عمل طائش غير لائق بثقافة المجتمع واعتبروها نوعاً من السخرية ضد الدين؛ لأن من قاموا بها كانوا يرتدون زيا أقرب إلى الإسلامي، وعلى الجانب الآخر تقبلها البعض وكانت بالنسبة لهم عملا فكاهيا ترفيهيا يخرجهم من جو الاحتقان السياسي بمصر.