احترس من الرسائل النصية .. فهي تجعل المراهقين أكثر سطحية

وفقا لدراسة جديدة، فإن المراهقين والبالغين من الشباب الذين يدمنون عادة إرسال الرسائل النصية بكثرة (أكثر من 300 رسالة يوميا) هم أكثر عرضة لمخاطر أكبر من قرحة الإبهام أو ألم الأصابع.
وقد جاء على لسان Paul Trapnell أستاذ علم النفس المشارك بجامعة وينيبيج في كندا أن المرسلين بكثرة يصبحون أكثر مادية، وأقل اهتماما بشأن النمو الداخلي، فهم مولوعون بالثروة والمظهر الخارجي مقارنة بهؤلاء الغير مرسلين للرسائل بشكل متكرر.
ومن جانبهم قام الباحثون باستطلاع رأي أكثر من 2200 طالب حول عاداتهم في إرسال الرسائل النصية، هؤلاء الذين ترواحت أعمارهم بين 18 و 22 وجمعت البيانات من 2007 حتى عام 2011.
فقد أصبحت الرسائل النصية عبر الهاتف المحمول الوسيلة المفضلة للتواصل بين المراهقين والشباب، وفي 2010 اعتمد 72 %منهم على تلك الرسائل، مقارنة بـ 51% عام 2006.
ووفقا للاستطلاع فقد أفاد 30% من الطلاب إرسالهم لأكثر من 200 رسالة يوميا، في حين ذكر 12% منهم أنهم يقومون بإرسال نحو 300 رسالة في اليوم.

قدم الباحثون إليهم مجموعة من الاختبارات اشتملت على:

- اختبار السمات القياسية لقياس الصفات مثل الانبساط والانفتاح على الخبرات.
- استبيان يقيس الميل للمشاركة في التفكير والتأمل الذاتي، كموافقة الطلاب أو اعتراضهم على جمل مثل "أنا أحب أن أنظر إلى حياتي بطرق فلسفية".
- استبيان يُسأل فيه الطلاب لتقييم بعض من الأهداف الحياتية؛ كالثروة والشهرة والسلطة، وكذلك الأسرة والصحة والقيم الروحية.
نظر الباحثون بعدها ما إذا كان لإرسال الرسائل بشكل متكرر أثر على نتائج تلك الاختبارت من عدمه. وفي نهاية الأمر خلصوا إلى أن من يقومون بإرسال أكثر من 100 رسالة يوميا هم أقل عرضة بنسبة 30% إلى شعور بقوة بمدى أهمية قيادة حياة أخلاقية ذات مباديء وأسس بالنسبة لهم، وذلك مقارنة بهؤلاء المرسلين لـ 50 رسالة أو أقل في اليوم.
وفي الآونة الأخيرة ركز بعض العلماء على حالة المخ الافتراضية، واكتشفوا أنه في حالة الهدوء والسكون يبدأ المخ في إتاحة الفرصة للتفكير في الحياة والمواقف.
ولكن هناك بعض العوامل المشتتة التي تعمل على إعاقة التفكير كذلك وهي كإرسال الرسائل بكثرة مثلا، وأنت إذا اعتدت على الانجذاب إلى العالم الخارجي من خلال تشتيت وسائل الإعلام، فإنك تقلل من فرص التأمل في الأخلاق والمباديء والعلاقات الاجتماعية والعاطفية طويلة الأجل.
وبالمثل فإن هناك احتمالا كبيراً إلى أن يشتت هؤلاء الأشخاص بإرسال الكثير من الرسائل، مما يجعلهم ينظرون إلى الأمور الحياتية بشكل أكثر سطحية وتفاهة.
وأخيرا فإن نصيحتنا للآباء الذين لم يتوصل أبناؤهم إلى عادة الإرسال المبالغ فيه للرسائل النصية، هو ضرورة توفير الوقت للأطفال والمراهقين الخالي تماما من العوامل المشتتة كالتلفاز ووسائل الإعلام وأيضا الرسائل النصية.