أسعار القصور في سان فرانسيسكو تغري مشاهير التكنولوجيا
12:12 م - السبت 6 أبريل 2013
لم يتمكن جيف باستر، وهو مطور عقاري للمنازل الفاخرة بمقاطعة مارين بولاية سان فرانسيسكو الأميركية، من إيجاد مشتر لقصره المطل على الشاطئ والذي كان قد عرضه مقابل 45 مليون دولار في شهر يناير (كانون الثاني)، ولكنه يتوقع أن يجد مشتريا له خلال المزاد الذي يعقده الأسبوع الجاري حيث حدد السعر المبدئي للقصر بـ25 مليون دولار، وذلك حسب وكالة «بلومبيرغ» الأميركية.
وقال باستر خلال مقابلة شخصية في القصر المقام على مساحة 15.000 قدم مربع (1.400 متر مربع) بجزيرة بلفيدير شمال ولاية سان فرانسيسكو والمعروفة بإطلالاتها الخلابة على وسط المدينة وجسر غولدن غيت المعلق الشهير: «الأشخاص ذوو الدخول المرتفعة دائما ما يكون لديهم أموال. كان لدينا مشترون على مدار الأشهر الماضية، ولكن مع عدم وجود شعور بالإلحاح .. أما الآن فإننا نحدد موعدا نهائيا».
وهناك إقبال كبير من جانب المسؤولين التنفيذيين لشركات التكنولوجيا، الذين يقومون بشراء العقارات بأقل من أسعار العرض للبيع، على شراء العقارات الفاخرة في منطقة خليج سان فرانسيسكو، حيث أدى النمو الكبير في شركات الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعية، مثل شركتي «تويتر» و«يامر»، إلى خلق موجة جديدة من أصحاب الملايين. وقال ريك تورلي، وهو رئيس شركة «كولدويل بانكر» للسمسرة السكنية بشمال ولاية كاليفورنيا، إن بعض المنازل القديمة ظلت لسنوات طويلة تبحث عن مشتر لها.
وفي عام 2012 كان هناك 13 صفقة مسجلة بقيمة تصل إلى أكثر من 10 ملايين دولار في أحياء ولاية سان فرانسيسكو الراقية، مثل باسيفيك هايتس وبريسيديو هايتس وسي كليف، وفق البيانات الصادرة عن شركة «داتا كويك» للأبحاث، مقابل 6 صفقات بيع العام الماضي و10 صفقات عام 2007.
ولا تشمل هذه الأرقام صفقات شراء المنازل في المناطق باهظة الثمن خارج المدينة، مثل بيلفيدير أو تيبورون، بمقاطعة مارين، ومدينة أثيرتون بمقاطعة سان ماتيو، ومدينة بالو ألتو بمقاطعة سانتا كلارا.
وقال تورلي: «من الصعب الحديث عما يحدث خلال فترة طويلة من العرض للبيع، لأنه من الواضح أن السوق في تغير مستمر. نجاح شركات التكنولوجيا ووسائل الإعلام الاجتماعية يعني أن الناس يبحثون بشكل عام عن منازل في سان فرانسيسكو ووادي السيلكون للعيش بها لأن مصادر هذه الشركات هنا، ولذا تعد هذه الأماكن هي المقصد الرئيسي للمشترين».
وقد ارتفعت عمليات الطرح العام الأولي في 2012 من قبل شركات منطقة خليج سان فرانسيسكو لتصل إلى رقم قياسي بلغ 17.5 مليار دولار في أسواق الأسهم العامة، بما في ذلك مبيعات شركة «فيس بوك» التي تتخذ من مينلو بارك مقرا لها، وشركة «يلب» في سان فرانسيسكو، وشركة «وركداي» بمدينة بليسانتون، وفقا للبيانات الصادرة عن شبكة «بلومبيرغ». ويتجاوز هذا المبلغ ضعف قيمة عمليات الطرح التي شهدها عام 1999 أثناء الطفرة الكبيرة لشركات الإنترنت، والتي وصلت قيمتها إلى 8.3 مليار دولار.
وقد حصل المساهمون البائعون على إيرادات 9.4 مليار دولار من عمليات الطرح العام الأولي في منطقة خليج فرانسيسكو في عام 2012، في حين تمكن مستثمرون آخرون من تحقيق أرباح قبل مبيعات الأسهم الأولية نتيجة ارتفاع أسواق الأسهم الثانوية مثل شركة «شيربوست».
وفي عام 2012، قام مؤسس شركة التواصل الاجتماعي «يامر»، ديفيد ساكس»، الذي باع هذه الشركة إلى شركة «مايكروسوفت كوربريشن» في شهر يونيو (حزيران) الماضي مقابل 1.2 مليار دولار، بشراء منزل تحت التشطيب في حي «باسيفيك هايتس» كان معروضا مقابل 38.5 مليون دولار، ولكن ضريبة نقل الملكية أوضحت أن الصفقة تمت مقابل 20 مليون دولار.
كان آخر من اشترى مسكن ساكس الجديد، المقام على طراز القصور الفرنسية، هو بيتر سبيرلينغ، رئيس مجلس الإدارة الجديد لشركة «أبولو غروب إنكوربوريشن»، الذي دفع مبلغا قيمته 32 مليون دولار في عام 2002، بحسب ديفيد باريت من مجموعة «وارويك بروبيرتيس» للسمسرة في عملية العرض للبيع.
يقول باريت: «لقد أنشئ ليكون أفخر مسكن في سان فرانسيسكو، من الحجر الجيري المحجر في فرنسا وبالاستعانة بنفس مركبي الزجاج الذين شاركوا في عمليات تجديد برج إيفل».
في هذا الشهر، أتم، جاي بول، المطور المقيم في سان فرانسيسكو لستة ملايين قدم مربع من مكاتب وادي السليكون، من بينها المجمع المؤلف من أربعة مبان الخاص بشركة «غوغل إنكوربوريشن» في سانيفيل، عملية شراء في الحي نفسه، بحسب شخص مطلع على تفاصيل الصفقة والذي طلب عدم ذكر اسمه نظرا لأن تفاصيل الصفقة ما زالت سرية. بيع المنزل بمبلغ 28.25 مليون دولار، بحسب دونا كراودر، من «تي آر آي كولدويل بانكر»، وسيط البيع المشارك. ورفضت التعليق على المشتري.
صفقات البائع
تمت الصفقة بخصم نسبته 48 في المائة على سعر البيع المعروض في عام 2007، وهو الوقت الذي سجلت فيه أسعار المساكن في الولايات المتحدة ارتفاعا هائلا. قام البائع مؤخرا بطرح سعر قيمته 34 مليون دولار، بحسب كراودر.
وفي بعض الحالات، تعتبر الخصومات الضخمة على المنازل الفاخرة هذا العام في سان فرانسيسكو ووادي السليكون انعكاسا للمنازل العتيقة التي بنيت قبل عقود والتي كانت بحاجة إلى تجديدات هائلة، حسبما تشير إليه كراودر.
علاوة على ذلك، فقد كان البائعون مدفوعين باحتمال زيادة ضرائب الأرباح الرأسمالية في عام 2013، حسبما أفادت به كراودر. حظيت قائمة منازلها المعروضة للبيع في برودواي بمنطقة مرتفعات المحيط الهادي بعروض أعلى سعرا في الماضي، من بينها عرض مقدم في مطلع هذا العام، حيث تم رفضها من قبل البائع، على حد قولها.
قالت كراودر في حوار هاتفي: «الأجيال تتغير في هذا الحي». وأضافت: «لو أدركنا في ذلك الحين أنه سيتم طرح أسعار للمساكن تسجل أرقاما قياسية، لكان من الحكمة بيعها» في عام 2007.
ودفع جاك دورسي، المؤسس المشارك لموقع «تويتر»، 9.9 مليون دولار في فبراير (شباط) مقابل منزل «متواضع» به غرفتا نوم في سي كليف والذي عرض بمبلغ 12.5 مليون دولار، بحسب أوليفيا هسو ديكر، صاحبة «ديكر بولوك سوثبيز إنترناشيونال ريالتي» ووكيل دورسي في الصفقة. وقام المدير التنفيذي لموقع «CRM»، مارك بنيوف، بشراء منزل مجاور في عام 2009، بحسب ديكر.
وسمي حي «سي كليف» بهذا الاسم نسبة لموقعه أعلى المحيط الهادي غرب «غولدن غيت». وفي مايو (أيار) نشرت دورسي، المعروفة بأنها تستقل حافلات عامة لتذهب إلى عملها، تغريدة على موقع «تويتر» من أشعار الشاعر الشيلي بابلو نيرودا: «أحتاج البحر لأنه يعلمني»، هذا ما جاء في رسالة بريد إلكتروني بعث بها ديكر إلى وكالة «بلومبيرغ».
ومن بين مشتري المنازل المليارديرات هذا العام مارك بينكوس، مؤسس شركة ألعاب الإنترنت «زينغا إنكوروبوريشن» (زيد إن جي إيه)، الذي اشترى منزلا في منطقة مرتفعات المحيط الهادي في يوليو (تموز) مقابل 16 مليون دولار بعد تخفيض قيمته 500 ألف دولار، بحسب ديكر، التي مثلته في الماضي والتي تعتبر وكيل البيع للمنزل الكائن بجزيرة بلفيدير.
وتشهد سوق الإسكان الأوسع نطاقا في المنطقة أيضا طلبا قويا، مدفوعا بإضافة 32.400 وظيفة جديدة في منطقة مدينة سان فرانسيسكو وضواحيها خلال العام حتى نوفمبر (تشرين الثاني).
ارتفعت أسعار المنازل والعمارات السكنية في منطقة الخليج التي تضم 9 مقاطعات الشهر الماضي بنسبة تقدر بنحو 21 في المائة عن عام سابق لتصل إلى متوسط قيمته 438 ألف دولار، وهو أعلى سعر سجلته المساكن حتى أغسطس (آب) 2008، بحسب شركة «داتا كويك» الكائنة في سان دييغو، زادت مبيعات المساكن بنسبة نحو 16 في المائة.
لقد عكف باستر على تطوير العقار الكائن في بلفيدير منذ عام 2008، حينما استحوذ على قطعتي أرض متجاورتين مقابل 9.3 مليون دولار، وطرح العقار للبيع في المزاد العلني في نوفمبر بعد انخفاضين في الأسعار، آخرهما وصل فيه السعر إلى 35.9 مليون دولار. وقد اتخذ القرار بهدف «حمل هؤلاء المعنيين على اتخاذ إجراء»، على حد قوله. هناك احتياطي سري يتجاوز 25 مليون دولار.
«هذا عقار فريد من نوعه».. هذا ما قاله في مقابلة بالمنزل في وقت سابق من هذا الشهر وهو يجلس خلف مقعد قديم فرنسي في المكتبة، كان من الممكن رؤية مدينة سوساليتو عبر النوافذ الممتدة من الأرضية إلى الأسقف وراءه.
وواصل قائلا: «إنه أشبه ببيكاسو. كم يساوي هذا؟!». ويحتضن الموقع الممتد على مساحة 1.14 فدان (0.46 هكتار) الشاطئ، حيث يمتد المنزل في جناحين على ثلاثة مستويات. ولغرف النوم السبع وغرف المعيشة أرضية من خشب الماهوغني، أما الحمامات التسعة الكاملة، فلها أرضية من الرخام والحجر الجيري. ويمكن الوصول إلى الشرفات الممهدة بحجر حفري من الهند من معظم الغرف بالطابق الرئيسي عبر الأبواب القابلة للطي ذات الحجم الكبير.
موقع ساحر
وأصبحت جزيرة بلفيدير، التي تفصلها مسافة 17 ميلا (28 كيلومترا) شمال سان فرانسيسكو بالسيارة، وتقل مساحتها عن ميل مربع، موقعا مفضلا لإنشاء منازل صيفية في نهاية القرن التاسع عشر، حسبما قال ديف غوتز، موظف السجلات بجمعية معالم بلفيدير وتيبورون. يتمتع الموقع، المتصل بتيبورون عبر طريق ممهد طبيعي، ومن ثم لا يعتبر جزيرة بشكل كامل، بمزايا طقس أكثر دفئا مقارنة بالمدينة العاصفة. وقال مايك فيوزن، مدير المدينة المؤقتة في بلفيدير: «هذا موقع رائع، به شوارع صغيرة ومنحدرات تل وعرة. إن سهم الإسكان باهظ القيمة».