هذا هو سبيل النجاة إذا أصابك سهم الخيانة
04:41 م - السبت 30 مارس 2013
خاص الجمال - إيناس مسعود
الخيانة كلمة من حروف قليلة ورغم ذلك تترك بالقلب والروح آثارا عميقة جارحة؛ فعندما يصيب الإنسان سهم الخيانة تتركز رغباته على شيئين وعادة يكونان في نفس الوقت، الأول هو الاندفاع لجرح من جرحه وبنفس العمق وإشعاره بنفس الألم كما تألم منه، والرغبة الثانية هي الارتقاء فوق الموقف والعفو عنه، ولكن وبكل أسف لا يفيد ذلك.
فالقلب يكون بين نارين الأولى أنه غير قادر على إيذاء من كان توأماً لروحه والثانية أن عمق الجرح وما تعرض له من عذاب يقف حائلا أمام العفو.
ورغم ذلك هناك خطوات يمكنك اتخاذها تفتح لك سبيلا للشفاء وتساعدك على التئام جرحك، فلكل ألم قصة ودواء، دعونا نقول إن بإمكانك التعافي عندما تتمكن من ملء العمق الذي خلفته الخيانة في نفسك، كما تستطيع مساعدة الطرف الآخر عند التوقف عن الرغبة في الانتقام منه.
تذكر أن أصعب أنواع الخيانة التي تترك وراءها آثارا خطيرة هي المتعلقة بالعلاقات والروابط الحميمة؛ فالحب يجعلك تندمج مع إنسان آخر تشعر بما يشعر تماما وكأنه جزء من نفسك، وعندما تتقيد بمثل هذه الروابط تؤمن أنها نوع من الواقعية الأكثر رقياً وعندما تتمزق تشعر وكأن روحك وجسدك قد فقد نصفه.
إذن كيف تخرج من هذه التجربة المؤلمة وتستطيع لم أشلاء نفسك التي تمزقت على يد من خانك مرة أخرى؟
الحل في التحرك نحو هذا السبيل:
امنح نفسك فرصة للفوز:
عليك الوقوف على قدميك مرة أخرى وبقوة وتقمص دور الطبيب المساعد وليس الضحية حتى تتمكن من مساندة نفسك وتحليل ما حدث لتدرك أساس المشكلة، وبهذا تكون مصدر دعم وقوة لنفسك وتساعدها على التعافي من هذا الجرح العميق، بينما إن تعاملت مع نفسك من منظور الضحية سوف تكون أحكامك كلها انحيازية تشاؤمية ولن توصلك إلى حل، إنما ستزيد الأمر سوءاً وتعمق الجرح أكثر وأكثر.
لا تنغمس في عواطف لا يمكن تحملها:
حاول يامن وقعت ضحية للخيانة أن تتحكم في مشاعرك وتجعلها في حالة من الاتزان فلا تبالغ في الحزن والتصرف بطريقة تفوق مستوى الألم، كما لا تضحك على نفسك وتحاول أن تشعرها بأن الحياة وردية وكأن شيئاً لم يكن، المطلوب هو أن يكون رد الفعل على قدر الفعل نفسه لا أكثر ولا أقل.
ضع خطة لتتعافى عواطفك:
بالطبع لا يمكن تحديد الدواء إلا عند اكتشاف مكان الداء، لذا صارح نفسك وحدد مكان الجرح وعبر عن ألمك بحرية واشعر بأنك ضحية لأن هذا هو أول خطوات العلاج، ثم ابدأ في علاج هذه المشكلات بنفسك وبكل ما تملك من قوة إرادة وإذا تطلب الأمر استعن بأحد يساعدك على هذا ولا تعتمد أبدا على فكرة أن الزمن قادر على علاج هذه الجروح؛ فالجرح لا يندمل من تلقاء نفسه وإذا لم تسرع في إحضار الدواء المناسب قد يتحول إلى ما هو أسوأ.
اشعر بالجرح العميق بداخلك واحزن عليه:
لا مشكلة من أن تشعر بجرحك وتتألم له وتحزن عليه، لكن امنح نفسك وعدا بأنك سوف تملؤه وتغلق ما حفره بداخلك.
ابحث عن شخص مقرب منك:
ينصحنا الحكماء دائما أن ننظر إلى من هم أكثر ابتلاء منا حتى تهون علينا مشكلاتنا ونكتشف أننا رغم ما نعاني في نعمة كبيرة؛ فمصيبتنا أقل بكثير من غيرنا، لذلك ابحث عن من تعرفهم من المقربين إليك والذين تعرضوا لمثل هذه الخيانة أو ما يساويها أو يفوقها وتمكنوا من النجاة من آثارها والتعافي منها حتى يكونوا قوة محفزة لك وضوءاً تهتدي به في طريقك للشفاء.
اعمل للمستقبل الذي سيكون أفضل من الماضي:
لا تركز انتباهك على الماضي وتحبس نفسك خلف قضبانه، فقط تطلع إلى المستقبل واجعل أملك في الله بأن يكون أفضل بطريقة عملية.
التصدى لحالة الإشفاق الذاتي بمساعدة شخص آخر:
واجه الندم والشعور بالضعف أو الإشفاق على نفسك وما حدث لها من خلال أفعال تساعدك على بناء احترامك لنفسك وثقتك بها، ومن أفضل هذه الأعمال المبادرة في تقديم المساعدة للغير فهذا يشعرك بالقوة وبأن هناك من يحتاج إليك.
يتطلب تحقيق ما سبق قدراً كبيراً من الموضوعية وقوة الإرادة، وحتى يسهل عليك ذلك تجنب مايلي:
- المبالغة في حبس نفسك في دور الضحية.
- تحويل ما بك من ألم إلى دراما مستمرة.
- التصرف كإنسان ممزق مشتت رافض للتحسن.
- الحزن على خسارتك للأبد بدون النظر بصراحة داخل جرحك لأنه شديد الإيلام أو لأنك تشعر بمنتهى الضعف.
- اختيار الشخص الخطأ لتشكي له عن ألمك وخاصة من يدفعون الضحية على الانتقام والمزيد من الاستياء والتحريض.
- تمجيد الماضي والشغف لما فات من أوقات جيدة.
- السماح للإشفاق على النفس والشعور بالندم بالسيطرة على نفسك وعقلك.
عزيزي وعزيزتي القراء حاولوا السعي جاهدين لتجنب هذه السلبيات لأنها تجعل الخيانة حقيقة دائمة ملتصقة بكم طوال العمر لدرجة تشل حياتكم وتجعلكم غير قادرين على تخطي الأزمة أو البحث عن علاج.