دراسة جديدة تقلب الإعتقاد السّائد رأسًا على عقب .. البدناء المصابون بأمراض القلب فرصهم في الحياة أكبر
11:49 ص - الثلاثاء 26 مارس 2013
البدانة ليست حالة سيئة بالكامل، إذ أثبتت دراسة طبية حديثة أن أصحاب الوزن الزائد لديهم فرص أكثر للبقاء على قيد الحياة من ذوي الأوزان الطبيعية أو النحفاء، بل أن زيادة قليلة في الوزن قد تضمن للشخص عمراً أطول عموماً.
هناك اعتقاد شائع عن أن البدانة هي عامل خطير على صحة القلب وقد تقود الى الوفاة المبكرة. لكن بيّنت دراسة طبية جديدة أن نسبة الموت المفاجئ عند البدناء المصابين بأمراض القلب تقل 30 في المئة مقارنة بأولئك من ذوي الأوزان العادية.
وتوصّلت الدراسة التي أجريت في "يونيفيرستي كوليدج لندن"، إلى أنه حتى في حالات مرضى العلل القلبية الخطيرة فإن فرص الشخص العادي في الوفاة المبكرة تزيد بنسبة 15 في المئة عن شخص بدين في مثل حالته بالضبط.
ونقلت صحف بريطانية عن الدكتور مارك هامر، قائد فريق البحث، قوله: "التفسير المعقول لهذا الوضع غير المتوقع هو أن الأطباء يسارعون الى معالجة البدناء بأقوى العقاقير المتاحة لخفض مستويات الكوليسترول الضار وضغط الدم أيضًا. وهذا بسبب الإعتقاد السائد عن أنهم معرضون للوفاة قبل غيرهم".
ويقول: "بعبارة أخرى الخوف من فقدان المريض البدين حياته في وقت قصير هو الذي يحدو بالطبيب للجوء الى أقوى الأسلحة، فيما تثبت الدراسة أن مؤشر كتلة الجسد body mass index ليس هو المنظور الأفضل في التعامل مع أمراض القلب".
ويضيف الدكتور هامر أنه من الضروري الأخذ في الحسبان سائر العوامل الأخرى في هذا المجال، مثل النظام الغذائي والتمارين الرياضية، لأن بوسع الشخص أن يعيش حياة صحية بفضل هذه العوامل ولو كان ذو وزن كبير أو حتى في عداد البدناء.
يذكر أن فريق البحث تتبع حالات 4 آلاف و400 مريضًا بعلل القلب ضمن آلاف آخرين شاركوا في برنامج المسح الطبي في انكلترا واسكتلندا. ووجد أن أصحاب الأوزان العادية، الذين لا يستجيبون للعلاج على النحو المطلوب، يتوفون بعد متوسط 7 سنوات من الإصابة وأن هذا المعدل يرتفع بنسبة 30 في المائة في أوساط البدناء.
وهناك عوامل أخرى بالطبع لا علاقة لها بالوزن، إذ وجدت دراسات أخرى أن اولئك الذين يعيشون في بيئة ملوثة يخاطرون بالوفاة المبكرة بشكل أكبر من أولئك الذين يعيشون في بيئة نظيفة نسبيًا. كما وجدت أن رماد الهواء الملوث المتجمع في الأوعية الدموية يرفع فرص الوفاة المبكرة بنسبة 12 في المئة بغض النظر عما إن كان الشخص نحيفًا أو بدينًا.
وجاءت هذه النتيجة تبعًا لدراسة استغرقت قرابة 4 سنوات أجرتها كلية الطب المداري وسط 154 ألف مريض تلقوا عقاقير تتعلق بأمراض القلب.
وثمة أنباء سارة لأصحاب الوزن الزائد قليلاً، وهي أن الإحصاءات – وسط 3 ملايين شخصًا في بريطانيا - تؤكد أنهم أطول عمرًا من البقية، لكن هذا لا ينطبق على المفرطين في البدانة الذين يقل متوسط عمرهم نتيجة مختلف الأمراض المتصلة بالسمنة الزائدة.