كيف تهدئان مخاوف طفلكما من المرض والدواء والذهاب للطبيب
05:23 م - الثلاثاء 19 مارس 2013
عندما يصاب أحد الأطفال بمرض معين نجدهم يصابون بالذعر من أمرين؛ أولهما الإصابة بالمرض نفسه، وثانيهما الخوف من الذهاب للطبيب، وهذان الأمران سوف نناقشهما بشيء من التفصيل، حتى يجد الوالدان الدليل الذي يرشدهما للتغلب على مخاوف طفلهما من الأمرين، وهو ما سوف نناقشه معكم على النحو التالي:
أولا: مخاوف الطفل من المرض وكيفية تهدئته:
عند تشخيص الطفل بأي مرض يجد الوالدان نفسيهما في دائرة من الصراع والإرباك فهناك قرارت هامة يجب اتخاذها؛ أولها كيفية إخبار الطفل بمرضه، ولو أن الفكرة الأولى التي دائما ما تجول في خاطر الأم والأب هو إخفاء الخبر عن الطفل ولكن مع تزايد زيارة الطبيب وعند الشعور بالارتياح والتحاليل فإنه وبلا شك سيدرك الطفل بأن هناك خطأ ما.
وغالبا ما يلجأ الأطفال الذي لم يعلموا بمرضهم إلى مخيلتهم لتفسير أعراض المرض وهذا ما يشعر الطفل بأنه معاقب لأمر قد تسبب به، ولذلك فإن خبراء الصحة اتفقوا على وجوب إخبار الطفل بالمرض. والقرار في تحديد من سيخبر الطفل عن مرضه هو قرار شخصي وممكن أن تتولى الأم أو الأب هذا أو أن ندعه لخبراء الصحة.
عندما تقرر إخبار طفلك عن مرضه حاول أن تختار المكان والزمان المناسبين كأن تكون أنت وطفلك وحدكما، ومن الضروري قبل التكلم مع الطفل عن المرض أن تفهم نوعية المرض ونوعية العلاج الذي سيخضع له وبهذه الطريقة ستكون مستعدا للإجابة على أي سؤال.
ويحدد عمر الطفل ونضوجه كمية المعلومات التي يستطيع إدراكها والتوجيهات التالية تساعد في تحديد مراحل تطور الطفل وما يستطيع إدراكه في كل مرحلة عمرية.
- المولود الجديد ولسن السنتين:
الطفل في هذه المرحلة لا يستطيع الإدراك وفهم المرض، فالأطفال ما فوق السنة يبدؤون بالاهتمام بلمس الأشياء من حولهم وكيفية التحكم بما حولهم، والطفل في هذا العمر أكثر خوفا من الإجراءات الطبية والتحاليل المخبرية. فإن أمكن السماح للطفل باتخاذ قرار بعلاجه عن طريق الفم، دعيه يختار بماذا يجب أن يخلط علاجه.. هذه القرارات الصغيرة تساعد في بناء الثقة وتعزيز مفهوم المراقبة عند الطفل.
- من ٢-٧ سنوات:
الطفل في هذه المرحلة أفضل معرفة بمرضه، وبهذا العمر يربط الطفل الأحداث ببعضها كربط بقائه بالسرير بسبب مرض أو أسلوب سيئ قام به؛ فالطفل يؤمن بأنه سيتحسن إذا اتبع الإجراءات، فيجب إخباره عن مرضه والإجراءات الطبية وإعلامه بأن المعالجة ستجعله في أفضل حال.
- من٧-١٢ سنوات:
الأطفال في هذا العمر محدودوا الخبرة؛ فهم ينظرون لمرضهم بأنه مجموعة من الأعراض ويدركون بأنهم سيشعرون بالتحسن عند تناول الدواء والتعاون مع الطبيب، وشرح المرض للطفل في هذا العمر يمكن أن يكون تفصيلياً بصورة مبسطة.
- من١٢ فأكبر:
أطفال ١٢ سنة لديهم القدرة على التفكير في الأشياء التي يتعاملون معها مباشرة، وهنا يجب الشرح للطفل عن كيفية تأثير العلاج على المرض.
- مرحلة المراهقة:
في هذا العمر يبدأ النضوج الذهني والفكري والتعامل في هذا العمر يكون بانفتاح عقلي غير متشدد ويجب إخبارهم عن طبيعة المرض وطرق المعالجة والوقاية، كما يجب إخبارهم بأن جميع الأطفال المصابين بالمرض تعالجوا ويعيشون حياة طبيعية بعد العلاج.
ثانيا: مخاوف الطفل من الدواء والطبيب:
يُصاب الأطفال غالباً بالخوف من الذهاب للطبيب، وقد يعود ذلك إلى الحقن أو الدواء المر الذي لا يستسيغه الطفل أو تخويف الكبار للصغار، ولهذا على الوالدين البحث عن السبب الذي يدفع الطفل إلى الخوف من الطبيب "ربما يكون بسبب حالة معينة أو موقف حدث قبل فترة من الزمن أو كان لتهديد الطفل بإحضار الطبيب"، وذلك لأن السبب مهما كان فهو مهم في حل هذه المشكلة وذلك من خلال إفهام الطفل بأن الذهاب إلى الطبيب يشفيهِ من المرض بعد الله ويجعله قوياً، وعلى الكبار محاولة تخفيف خوف الطفل وليس زيادة إحساسهِ بالرعب تجاهه وإفهامه أن هذا الشعور طبيعي ينتاب كل الأطفال، وهناك مجموعة من النصائح يقدمها الخبراء إلى الأهل لتجاوز خوف الأطفال من الطبيب وهي كما يلي:
- كونا صريحين وتجنبا الكذب بقولكما للطفل "إن الحقنة لا تؤلم"، إذ يصعب استعادة ثقتهِ بأقوالكما، ولكن عليكما إفهامه مدى أهمية الحقنة في معالجة المرض.
- لا تبتعدا عن الطفل أثناء الفحص وشجعاه بمسك يده أو بمداعبة خصلات شعره لأن ذلك يجعله أكثر اطمئناناً.
- خذا معكما لعبة من لعبه المحببة عند الطبيب.
- يمكنكما إهداء طفلكما لعبة على شكل حقيبة طبية، وبمشاركتهِ اللعب فيها ليتفهم عمل الطبيب ويُصبح أكثر تقبلاً له.
- لا تترددا بأخذ الطفل للعيادة عندما تأخذان شخصاً آخر للطبيب.
- إذا كان الطفل واعياً وبإمكانكما إفهامه أنه اذا لم يذهب إلى الطبيب فقد يمرض، وإذا كان مريضاً فإن مرضه سوف يزداد سوءاً، ويجب عليه تناول الدواء الذي يصفه الطبيب.
- عدم استعمال العنف والشدة وتذكرا أن الحوار وسيلة ناجحة للتعامل مع الأطفال.
بهذه الخطوات البسيطة ستساعدان طفلكما على التغلب من الخوف عند زيارة الطبيب.