أشخاص يحترقون ذاتيا بدون أي سبب حتي التفحم في ثوان بدون سبب
03:20 م - السبت 9 مارس 2013
خاص الجمال - هايدي عادل
أذا كان هناك من يسير في الطريق ووقعت علي رأسه صاعقة من السماء فأحترق، أو إذا أنسكب عليه أي مادة قابلة للإشتعال وتعرض للنيران وأشتعل حتي الموت ليس بالأمور الغريبة فهذه حوادث معروفة.
ولكن أن تشتعل النيران فجأة في جسد الإنسان بدون أي مقدمات لتحيله إلي رماد في ثواني، فهذا أمر يصعب علي العقل تصوره. ولذلك تعتبر ظاهرة الإحتراق الذاتي من أغرب الظواهر التي حيرت العلماء والناس جميعا.
حتي أن بعض العلماء قد حاولوا تكذيبها بشتي الطرق ولكنهم فشلوا لعدم وجود أي شبهة جنائية في تلك الحوادث. بل أن تكرار تلك الحودث أثار حيرتهم أكثر مع وجود شهود عيان علي تلك الحوادث التي وصفت بأنها كانت وكأن النار قد أشتعلت فجاة في أشخاص بعينها لتخمد بعد ثواني ليجدوا الشخص متفحما وفي بعض الأحيان بدون أن تمس ملابسه بسوء وغي أغلب الأحيان لا تمتد النيران إلي مسافة بعيدة عن الجسم ولا تمس متعلقات الضحية، وفي بعض الحالات يحترق جسم الضحية تماما ماعدا ساقيه.
وقد وصلت عدد حالات الأحتراق الذاتي Spontaneous human combustion إلي أكثر من 200 حالة. وقد تراوحت أعمار الأشخاص الذيت تعرضوا للإحتراق الذاتي بين أربعة أشهر وبين 114 سنة.
ويقول أحد العلماء أن الأحتراق الذاتي يحدث فجأة بدون أي مقدمات وبدون أسباب مادية خارجية ويحدث في أي مكان وأي زمان فقد يكون المرء في عمله أو بيته أو يمارس هواياته وفجأة ترتفع درجة خرارة جسمه فجأة وليس تدريجيا إلي 2000 درجة فهرنهيت وهي درجة حرارة كافية لتصهر الجسم وتحيله إلي رماد في ثواني.
ويري البعض أن سبب تلك النيران هو الطاقة الهائلة الكامنة في جسد الإنسان، التي كانت راكدة خامدة ثم أنفجرت كالبركان فجأة، وعندما تثور تلك الطاقة فإنها تدمر كل ما في داخل الجسم وحتي الخارج لتلتهم بقيته ولا تترك خلية واحدة إلا وتتركها متفحمة. وقد تسائل العلماء كثيرا عن منابع تلك الطاقة الرهيبة وسبب خمدوها ولماذا اسيقظت فجأة؟ وللأسف لم يجدوا تفسير لذلك.
حوادث الأحتراق الذاتي:
أقدم حالة إحتراق ذاتي معروفة هي تلك التي وقعت عام 1673م في فرنسا. وهي حالة تخص مواطنا فرنسيا كان معروفا بإدمانه للكحول. وفي أحد الأيام بعد عودته إلي بيته بعد إحتساء كمية كبيرة من الكحول، تهاوي علي فراشه المصنوع من القش وغاب عن الوعي سريعا ونام نوما عميقا؛ وفجأة شبت النيران في جسده وتفحم جسمه بالكامل بحيث لم يتبقي منه إلا جزء صغير من جمجمته وعظمة منفرده لأصبعه. وبالرغم من تفحم الرجل إلا أن ثيابه لم تحترق ولم يحترق فراشه المصنوع من القش.
أما أشهر حوادث الإحتراق فقد حدثت بمدينة "تشينج سفورد" في مقاطعة "أسكس" البريطانية. وقد وقعت الحادثة في أحد الأماكن الهامة وهو صالة " كورن إكس تشينج" وأثناء حضور حشد من الناس كانوا جميعا في هذه الصالة أثناء حفلة جماعية. وأثناء الحفل شبت النيران فجأة في أحدي السيدات لتحولها إلي كرة نار مشتعلة وبعد ثوان قليلة كان جسدها كله قد تحول إلي رماد ولم يتبق سوء فستانها الذي كانت ترتديه وحذائها.
وقد شلت المفاجأة الجميع وتملكهم الرعب والفزع فقد كان الأمر بشعا وغريبا. وقد كانت شهاداتهم بشأن الحادث متطابقة، فقد شاهدوا النار جميعا وشعروا بحرارتها الهائلة ولم يتكمن أحد من الإقتراب من المرأة المشتعلة التي تفحمت خلال ثواني قليلة.
وفي التاسع من مايو 1744 أشتعلت النار فجأة في سيدة تبلغ من العمر 60 عاما بدون أي أسباب لتتحول إلي رماد أمام إبنتها التي أنتابتها حالة من الرعب والفزع، ولم تستطع إنقاذ والدتها التي أحترقت بشكل مفاجيء وسريع في ظرف ثواني قليلة. وقد كانت تلك السيدة مدمنة علي الخمر، وقد لوحظ أن ملابسها والأشياء المحيطة بها لم تتأثر علي الرغم من أن بعضها كان قابلا للإشتعال!!
وفي الثاني من أغسطس عام 1951 وقعت حادثة شهيرة في امريكا. حيث كانت تعيش الأرملة "ماري ريزر" في شقة متواضعة بمفردها بسانت بترسبرج في فلوريدا. وفي أحد الأيام ساورت الشكوك صاحبة المنزل الذي تعيش به ماري في أن يكون أصابها مكروه أو حدثت لها مشكله، خاصة أنها لم ترد علي موظف البريد الذي دق بابها كثيرا دون أي أستجابة.
فقامت صاحبة المنزل بالإستعانة بعمال كانوا يعملون في صيانة أحد المنازل المجاورة ليقتحموا الشقة وكانت المفاجأة في إنتظارهم.
فقد شعر العمال بتيار من الهواء الساخن لفح وجوههم بمجرد دخولهم الشقة مما جعلهم يتراجعون، ولكنهم أستجمعوا شجاعتهم ودخلوا المنزل خاصة بعد أن أخبرتهم صاحبة المنزل أن هذا يعني أن الشقة تحترق وعليهم إنقاذ ماري.
وقد لاحظ العمال وجود لهب بسيط علي أحد الجدران التي تؤدي إلي المطبخ، وتمكنوا من إخماد النار بسهولة، وعندما توجهوا إلي المطبخ وجدوا ما أثار فزعهم بشدة حيث وجدوا ماري محترقة تماما وجثتها متفحمة.
وكان الكرسي الذي كانت تجلس عليه محترق بشكل جزئي، وكانت جثة ماري متفحمة بالكامل وجمجمتها كانت قد أنكمشت إلي نصف حجمها بفعل الحرارة الهائلة، وبجوار الكرسي كانت ساق ماري محترقة من فوق الكاحل ولكن أسفل القدم كان سليما هو وحذائها.
وقد تم العثور علي بعض الأواني البلاستيكية المنصهرة، ومرآة منفجرة بفعل الحرارة وصحيفة لم تحترق علي الأرض بجوار الكرسي.
ولم يستطع أحد العثور علي أي شواهد مادية تدل علي أن الحادث قد وقع بسبب أو بمؤثر خارجي.
والمثير للإنتباة أن ماري كانت ترتدي ثياب من النايلون ولم تتأثر تلك الثياب بالنيران، وقد عثر العلماء علي أثار الزيوت والدهون البشرية علي الجدران، وكذلك بعض الشموع التي لم تتأثر بالحرارة الهائلة للنيران.
وقد قدر اعلماء درجة الحرارة في تلك الحادثة بحوالي 3 آلاف درجة فهرنهيت. ولم يستطع العلماء تفسير كيفية حدوث هذا الحادث الغريب.
ومن الحوادث الشهيرة أيضا حادثة إحتراق طبيب أمريكي في منزله. وقد كانت حادثة إحتراق غريبة جدا ومثيرة للدهشة. فقد تم إكتشاف جثة الطبيب صدفة من قبل أحد الأشخاص الذي تملّكه الرعب مما رأه حتي أنه صار يركض في الشارع وهو يصرخ بشكل هيستيرى.
فقد رأي الرجل جثة الطبيب وقد تحولت إلي كومة من الرماد وأحترقت عظام الطبيب إلي درجة التفحم، وقد تبعثرت محتويات الغرفة علي بعد 20 سم منه ولكنها كانت سليمة ولم تمسها النار وكان من ضمنها أشياء مصنوعة من الخشب والمطاط، وحتي أن ملابس الطبيب نفسة كانت أيضا سليمة.
وبعدما درس الأطباء والعلماء الرماد المتخلف من جسد الطبيب أصابتهم الدهشة فقد قدروا أن هذا الإحتراق الذي حدث تلزمة درجة حرارة عالية جدا غير عادية –علي الأقل- تفوق درجة حرارة النار العادية بمرتين !!.
وقد أثارت تلك الحادثة ضجة إعلامية كبيرة. إذ نشرتها معظم الصحف والمجلات في أمريكا وتم وصفه بأنه أغرب وأبشع حادث ولم يجد العلماء تفسير له وللحوادث المماثلة.
وهناك حادثة أخري أثارت ضجة الإعلام وهي حادثة احتراق الدكتور جون بنتلي عام 1966.
فقد اشتعل بنتلي فجأة وتحول الى كومة من الرماد الناعم بدون سبب مفهوم.. والعجيب ان القدم اليمنى، وستائر الحمام ودهان الجدران بقي سليماً في حين تحولت عظامه الى رماد!
وفي حادثة أخري أحترقت سيدة تدعي ماري كاربنتر في ثوان معدودة أثناء نزهتها مع عائلتها بأحد القوارب، ولم تفلح جهود زوجها وأبنائها في إطفاء النيران بماء البحر. ولم تتأثر ملابسها المبتله بأي شكل بالحريق.
وتعتبر تلك الحوادث من أشهر حوادث الإحتراق الذاتي التي حدثت والتي تجاوزت الـ 200 حالة، والتي لم يجد لها العلماء أي تفسير منطقي حتي الأن، حتي أنهم أعلنوا عجزهم وفشلهم أمام تلك الظاهرة بإعتبارها من أعجب وأغرب الظواهر التي عرفتها البشرية في التاريخ القديم والحديث.