مفاهيم طبية حديثة .. لتعريف النوبات القلبية
05:16 م - الإثنين 25 فبراير 2013
كل بضع سنوات يراجع فريق دولي من الباحثين تعريف النوبة القلبية بحيث يعكس التعريف الجديد المعارف الحديثة وتقنيات التشخيص الجديدة. وفي نهاية عام 2012 أعاد فريق البحث التعريف السابق للنوبة القلبية بشكل أكثر تحديثا من أجل تحديد ستة أنواع مختلفة للنوبات القلبية وكيفية حدوث كل واحدة منها وطريقة تشخيصها.
تعريف النوبة القلبية
تحدد التعريفات الجديدة الأنواع المختلفة للنوبة القلبية (يستخدم الأطباء هنا مصطلح «احتشاء عضلة القلب» myocardial infarction)، من خلال معرفة الأسباب ابتداء من الجلطة التي تمنع تدفق الدم، إلى الضغط الذي يتعرض له الجسم كله نتيجة مشكلات صحية مثل الإصابة بعدوى أو تناقص عدد كريات الدم الحمراء أو البيضاء، أو مضاعفات تحدث خلال عمليات مثل جراحة لتوسيع الشريان التاجي.
وهذه الفروق مهمة لأن علاج الأنواع المتعددة للنوبات القلبية يحدث بطرق مختلفة. ويوضح جيمس جانوزي، أخصائي الأمراض القلبية في مستشفى ماساشوستس العام التابع لجامعة هارفارد وعضو فريق بحث التعريف العالمي لاحتشاء عضلة القلب: «التوصل إلى لغة مقبولة عالميا عن أسباب النوبة القلبية أمر مهم للدراسات العملية عن العقاقير والأساليب الأخرى التي ربما تفيد نوعا واحد فقط من النوبات القلبية ولا تفيد أنواعا أخرى منها».
ويتكون فريق البحث المذكور من الجمعية الأوروبية لدراسة طب القلب ومؤسسة كلية طب القلب الأميركية، واتحاد القلب الأميركي واتحاد القلب العالمي تشخيص النوبة القلبية
رغم اعتقاد الكثيرين أن النوبة القلبية تتسبب في آلام شديدة بالصدر، لا يكون الأمر على هذا النحو دائما. ونظرا لاختلاف الأعراض باختلاف الشخص، يتطلب تشخيص النوبة القلبية رأي الطبيب وفحص المؤشرات والأعراض ونتائج التحاليل والفحوص.
ويقول دكتور جانوزي: «لا توجد طريقة مثالية في حد ذاتها، لكن عندما تستخدم الطرق معا يمكننا التوصل إلى استنتاج دقيق إلى حد كبير». ولفهم أهمية الأسباب المحتملة لآلام الصدر، من المهم تحديد ما يحدث بالضبط داخل الجسم. عند حدوث نوبة قلبية، تكون كمية الدم التي تصل إلى خلايا عضلة القلب غير كافية لها حتى تستمر وتبقى. وعادة ما يكون هناك شيء عرقل تدفق الدم عبر أحد الشرايين المغذية للقلب (الشريان التاجي).
يحدث هذا كثيرا عندما يحدث تصلب «عصيدي» يؤدي إلى انصباب مواد غنية بالكولسترول في مركز الشريان مما ينتج عنه جلطة دموية. وأحيانا يحدث ذلك بسبب انقباض في الشريان ينتج عنه ضيق مؤقت يعيق تدفق الدم. ونتيجة لذلك تتضرر خلايا عضلة القلب التي يغذيها الشريان.
وإذا عاد الدم ليتدفق خلال ساعة أو اثنتين، ربما تشفى بعض الخلايا التي تضررت. وإذا لم يحدث هذا تبدأ هذه الخلايا في الموت بسبب عدم وجود الأكسجين. وإذا أصبح هذا الضرر دائما وممتدا، ربما يفقد القلب القدرة على الانقباض وضخ الدم بكفاءة. وعندما يحدث هذا ربما يصاب المرء بقصور في عضلة القلب أو يموت.
ونظرا لاختلاف أعراض النوبة القلبية التي تتراوح بين الألم في الصدر والغثيان إلى الشعور بالقلق، يجب أن يعتمد الأطباء على معرفة المزيد من الأعراض من أجل التوصل إلى التشخيص الصحيح. لهذا يعمل الخبراء على إعادة تعريف النوبة القلبية والأعراض التي تساعد على تشخيصها.
أنواع النوبة القلبية
النوبات القلبية لا تتشابه. وحدد فريق البحث، الذي عكف على إعادة تعريف تشخيص النوبة القلبية، ستة أنواع مختلفة للنوبة القلبية:
- النوع الأول هو الأكثر شيوعا، حيث يحدث عندما يتجلط الدم أو يحدث شكل آخر من الانسداد في مجرى الدم في أحد الشرايين بالقلب. وعادة ما يكون الشخص الذي يصاب بهذه الحالة من مرضى قصور الشريان التاجي. إنها مشكلة في وصول الأكسجين بسبب عرقلة تدفق دم.
- النوع الثاني من النوبات القلبية يحدث عندما يكون القلب بحاجة إلى كمية أكسجين أكبر من الكمية المتوفرة. وينتج هذا النوع عن مشكلة في كمية الأكسجين ناجمة عن حاجة أكبر لتدفق الدم.
- النوع الثالث هو النوبة القلبية المميتة التي تؤدي إلى الوفاة، قبل التأكد من التشخيص بواسطة اختبارات الدم.
- النوع الرابع (أ) هو الذي يحدث أثناء إجراء جراحة في الأوعية الدموية، يتم خلالها فتح وعاء دموي مسدود ببالون في نهاية أنبوب مرن (قسطرة) يمرر داخل الشريان.
- النوع الرابع (ب) وهو شكل آخر من هذا النوع وهو النوبة القلبية التي تحدث عندما تسد الجلطة مجرى الدم بسبب دعامة معدنية صغيرة توضع من أجل توسيع الشريان خلال عملية جراحية في الأوعية الدموية.
- النوع الخامس هو الذي يحدث أثناء عملية جراحية في الشريان التاجي.
التشخيص
عادة ما يشخص الأطباء حالة المريض على أنها نوبة قلبية من خلال ملاحظة التغيرات التي تظهر على شاشة جهاز رسم القلب الذي يوضح النشاط الكهربائي للقلب خلال انقباضه وانبساطه. ومع ذلك قد تكون تلك التغيرات غير ملحوظة، وقد تظهر بعد ساعات من بداية النوبة القلبية. وكثيرا ما يبحث الأطباء عن التغيرات التي تحدث في اختبارين أو أكثر يفصل بينهم بضع ساعات.
ومع الأسف ربما يؤدي ذلك إلى تأخر التوصل إلى التشخيص الصحيح. لهذا السبب ينصح فريق البحث إجراء اختبار دم لقياس مستوى بروتين التروبونين troponin الذي يوجد بكثرة في عضلة القلب. ويفرز القلب المعتل كميات كبيرة من التروبونين في الدم. إذا ارتفع مستوى هذا البروتين في الدم عن المستوى الطبيعي فهذا يعني احتمال إصابة ذلك الشخص بنوبة قلبية.
فيما يلي بعض الإرشادات لتشخيص النوبة القلبية التي نشرت العام الماضي في دورية «سيركوليشين». فضلا عن ارتفاع مستوى التروبونين في الدم، يوجد واحد أو أكثر من الأعراض التالية:
- آلام في الصدر أو آلام تمتد إلى الذراع اليسرى.
- تغيرات مثيرة للقلق في رسم القلب أو اختبار التصوير بالأشعة.
- اكتشاف جلطة في الشريان التاجي.
ما معنى هذه الأنواع الجديدة من النوبات القلبية وإرشادات التشخيص لمن يعانون من نوبة قلبية؟
تعني لهم الكثير كما يرى جانوزي .. يقول دكتور جانوزي: نحن نضع أساس الرعاية الصحية الخاصة بالنوبة القلبية حتى يصبح معيارا. سيتيح لك هذا تلقي أفضل علاج سواء في المستشفى المحلي الذي تتلقى العلاج به أو في أي مستشفى آخر في العالم أو في مستشفى تابع لجامعة هارفارد.
مستويات التروبونين
التروبونين هو عبارة عن بروتين يفرزه القلب عند اعتلاله ويمكن أن يساعد الأطباء في تشخيص حالة المصابين بالنوبة القلبية. كذلك يمكن استخدامه في توقع ميعاد حدوث النوبة القلبية. وتتيح اختبارات قياس التروبونين عالية الدقة لنا رصد أقل تركيز لهذا البروتين لدى الأشخاص الذين لا يظهر عليهم أعراض النوبة القلبية؛ على سبيل المثال في حالة الأشخاص المصابين بقصور في الشريان التاجي ويزورون الطبيب بشكل دوري.
وأوضحت الدراسات أن ارتفاع مستوى التروبونين في الدم يمكن أن يساعد في توقع احتمالات الإصابة بالنوبة القلبية في المستقبل كما يقول الدكتور جانوزي.
ولا يزال الباحثون يحاولون اكتشاف من الذي ينبغي أن يخضع لاختبار دم لقياس مستوى التروبونين، لكنهم يشعرون أن لهذا الاختبار فوائد جمّة. ويوضح الدكتور جانوزي قائلا:«إنه سيمنحنا القدرة على تحديد مرض النوبة القلبية مبكرا أو حتى قبل أن تحدث. هل تتخيل عدد الأشخاص الذي سيتم إنقاذ حياتهم؟».