الصبغ المتكرر للشعر الأبيض يؤدي إلى تلفه
بالرغم من أن الشيب يعتبر من المظاهر الدالة على الوقار إلا انه يعد مشكلة لدى الكثيرين من السيدات والرجال الذين يحاولون إخفاءه بطرق مختلفة.
ويبدأ ظهور الشيب على جانبي الرأس، ثم يمتد إلى وسط الرأس، أما مؤخرة الرأس فهي مقاومة للشيب، وقلما يظهر الشيب بها، أما شعر الجسم مثل تحت الإبطين فالشعر الأبيض نادر الحدوث فيهما.
وعندما يبدأ الشعر الأبيض في الظهور فانه أول ما يبدأ في جذع الشعرة، وهناك نوع من الشيب الذي يحدث بسرعة في فترة زمنية بسيطة، وقد يحدث في خلال ساعات قليلة نتيجة للتعرض لحوادث عصبية شديدة ومفزعة، فيظهر الشيب على شكل دوائر حلقية، ويغطي كل فروة الرأس وبطول الشعرة وليس فقط عند الجذع، وقد سجلت 26 حالة من هذا النوع في الأبحاث الطبية على مدى القرنين الماضيين، الأمر الذي قد يسبب ظهور كميات من الخمائر سريعة الانتشار نتيجة للاضطرابات النفسية المفاجئة تقوم بأكسدة صبغة الميلانين في الشعر بسرعة فائقة، فيظهر الشعر الأبيض خلال أو بعد الحدث.
وقد يتأخر ظهور الشيب الأبيض السريع الانتشار الى أسبوع من تاريخ الصدمة العصبية أو النفسية.
- الشيب المبكر:
يعود السبب الرئيسي إلى ظهور اللون الأبيض لتوقف الخلايا الملونة في بصيلة الشعر عن تكوين وتصنيع المادة الملونة التي تسمى الميلانين، ويرجع توقف هذه الخلايا عن العمل إلى عدة أسباب منها ما هو معروف مثل العامل الوراثي، والعامل النفسي، وتقدم عمر بعض هذه الخلايا، كما وتوجد أسباب كثيرة وراء حدوث الشيب، وخصوصا الشيب المبكر، ومن هذه الأسباب: الهزال، والضعف البدني العام، ونقص بعض العناصر الغذائية، وأهمها: النحاس وحمض الفوليك وفيتامين بي المركب بأنواعه، وأمراض الجهاز الهضمي، وقد فسر ذلك في إمكانية وجود ميكروبات معينة وأورام خبيثة في الجهاز الهضمي تؤدي إلى الإسراع في ظهور هذا الشيب المبكر.
ومن الأسباب الأخرى التعرض لحرارة عالية، والإصابة بفقر الدم، كما تؤدي بعض الأمراض المعدية المزمنة الى ظهور الشيب المبكر كمرض الملاريا، والدرن، وهو الحال لدى الإصابة باضطرابات وظائف الغدد الدرقية وإفرازها، وتعد كل هذه الأسباب الصحية مسؤولة عن بعض حالات الشيب المبكر والتعجيل بالشعر الأبيض.
كما قد يظهر الشعر الأبيض بعد الإصابة بالتهابات اللثة والأسنان المتكررة، وأمراض فروة الرأس، مثل الالتهاب الدهني، وقشرة الشعر، وأمراض التوتر العصبي، وتعد ظاهرة ظهور الشعر الأبيض في مرضى الأعصاب أكثر وضوحا من غيرها، وكذلك حال الإصابة بشلل نصفي فقد يظهر الشعر الأبيض في النصف المشلول من الجسم.
- تقدم العمر:
يحدث مع تقدم الإنسان في العمر أمران، الاول، ان عدد الخلايا المنتجة لصبغة الميلانين يقل، ما يؤدي إلى نقص في كمية صبغة الميلانين وبالتالي إلى ابيضاض الشعر أو الشيب.
ثانيا:
زيادة عدد الجيوب الهوائية الموجودة بين خلايا قشر الشعرة نفسها، وهذا الهواء بما يحتويه من أوكسجين قادر على أكسدة الميلانين الموجود في خلايا قشر الشعرة الى مادة عديمة اللون أي إلى ابيضاض الشعر.
- علاج الشيب:
يكمن علاج الشيب المبكر بعلاج الأسباب التي أدت إلى ظهوره، فالتشخيص المبكر للمسببات المرضية والبدء بعلاجها يسهم كثيرا في وقف الزحف من الشعر الأبيض، لذا يجب الاهتمام بالصحة العامة والاهتمام بنظافة الشعر وتغذيته مع تدليك فروة الرأس واستخدام الطرق المتوفرة لإزالة القشرة وتناول الفيتامينات حال نقصانها من الأمور الأولية المهمة المؤدية الى تقليل ظهور الشيب المبكر.
- علاج فقر الدم:
وتناول حبوب الحديد وفيتامين بي المركب، وإزالة البؤر الصديدية كما الحال في التهاب اللوز المتكرر وعلاج الأمراض المعدية وتنظيم عمل الغدة الدرقية يؤدي أيضا الى تقليل الشيب المبكر، ويجب أن نذكر أن تحقيق الارتياح النفسي والاستقرار العاطفي والتقليل من الانفعالات الحادة يعتبر من أهم العوامل التي تؤدي الى تقليل ظهور الشعر الأبيض.
اما الشيب المصاحب لتقدم العمر فليس له علاج حتى الآن غير صبغ الشعر وتلوينه، الأمر الذى لا ينصح بها خصوصا للرجل، أما السيدات فان الحنة أفضل بكثير من الصبغات الأخرى، لأنها لا تؤدي إلى حساسية الجلد. لقد عرف الإنسان صبغ الشعر منذ آلاف السنين، وحتى يومنا هذا ما زال صبغ الشعر يعتبر أحد الوسائل المعروفة للجميع للتخلص من الشعر الأبيض، أو لإكساب الشعر شكلا خاصا لدى السيدات، ولبعض الرجال.
صبغات الشعر وبشكل عام هناك ثلاثة أنواع من صبغات الشعر:
الصبغات النباتية:
تعرف منذ الأزل وقد استخدمها قدماء المصريين والصينيين والهنود منذ آلاف السنين والتي منها الحناء (الحنة) والكحل، وأنواع أخرى تستخرج من خشب الجمل ومن الشاي الصيني.
وتعد الحنة أشهر أنواع الصبغات النباتية، وتتميز الحنة بأنها غير سامة وتحتوي على نسبة عالية من المواد الملونة، ويدوم تأثيرها قرابة عشرة أسابيع، وهي تستخلص من نبات الحناء الذي ينمو في الشرق وفي البلاد العربية، وتحضر عن طريق تجفيف أوراقها وطحنها مع الرمل الناعم لتصبح مثل المسحوق (البودرة).
والحناء غنية جدا بمادة التنين، وهي مادة قابضة، وبعض المواد الصمغية، وتضفي الحنة على الشعر الأبيض لونا أحمر مثل لون الجزر، أما الشعر الأسود فتكسبه اللون الباذنجاني أو الأحمر الغامق، وللحصول على النتيجة المرجوة لابد من تركها على الشعر لمدة تتراوح بين 2ـ 4 ساعات قبل إزالتها.
ولقد أثبتت الأبحاث الطبية أن للحناء فوائد كثيرة للشعر والجلد، فهي تخلو من أية أضرار جانبية، وتستعمل الحناء أيضا في علاج حالات كثيرة كالصداع والتقرحات الجلدية وتشقق الكعبين، كما ولها الفائدة في تنقية فروة الرأس من بعض أنواع الفطريات والميكروبات والطفيليات والإفرازات الدهنية الزائدة، كما تفيد في علاج قشرة الشعر والتهاب فروة الرأس وتعالج تساقط الشعر إذا ما وضعت على الرأس لفترة طويلة بعد تخمرها.
الصبغات العضوية الصناعية:
وهي الأكثر استعمالا، وقد تكون مؤقتة أو شبه دائمة، وتقوم الأصباغ الصناعية بتغيير لون الشعر من خلال ترسب هذه الأصباغ على طبقة الكراتين الخارجية للشعر، وفي بعض الأحيان تخترق الأصباغ جدار الشعرة إلى داخلها، وللصبغات الصناعية مزايا عديدة منها أن وقت التعرض للصبغة يكون قصيرا حوالي 45 دقيقة أو أقل، كما ان بالإمكان تغيير تركيز الصبغة وإمكانية الحصول على كل درجات الألوان، وهي لا تزول بالماء واستخدام الشامبو المتكرر، ومن الآثار الجانبية للأصباغ العضوية الصناعية حدوث حساسية أو أكزيما تلامسية بنوعيها التهيجي والمناعي في الجلد، ويعود ذلك لاحتوائها على عدة مواد كيميائية، وتتمثل أعراض هذه الحساسية بوجود حكة شديدة بالرأس مع تورم في جلد الرأس والأذنين والوجه، خصوصا الجفنين ثم ظهور فقاعات مائية، ولدى انفجار إحدى الفقاعات يحدث رشح من جلد الرأس، الأمر الذى يستلزم العلاج الفوري لدى أخصائي أمراض جلدية، حيث أن الإهمال في العلاج قد يؤدي إلى فقدان الشعر بشكل كامل، أو في منطقة محددة مع ضمور بصيلات الشعر بها، ومن المشاكل الأخرى التى يتسبب بها استخدم الصبغات الصناعية بصورة متكررة تقصف الشعر وتكسره مما يؤدي لاحقا الى تساقط الشعر، ولعلاج هذه المشكلة يجب التوقف عن صبغ الشعر لعدة شهور فينمو الشعر من جديد.
الصبغات المعدنية الأصل:
كالأملاح غير العضوية، وما يتبعها من تغييرات كيميائية عند الاستخدام ومن المعروف أنها تسبب تقصف الشعر مع كثرة الاستعمال.
وبشكل عام ينصح باستشارة الطبيب المختص بالأمراض الجلدية قبل اللجوء الى اي وسيلة أو استخدام اي نوع من أنواع صباغات الشعر من اجل تجنب المضاعفات والتأثيرات غير المرغوبة التي يمكن أن تنجم عنها.