الخيانة الإلكترونية .. جوع عاطفي وفراغ وإنتقام
" لو كانت الخيانة حقيقية، لما ترددت في هجرها " .. كلمة سمعتها من أحدهم بعد خيانة حبيبته له . خيانة إلكترونية عن طرق الحاسب الآلي وبإستخدام الشبكة العنكبوتية مع مستخدمين من بني البشر ! أي أن الوسيلة هنا لا تبرر بنظرهم أي هدف يدعو للخيانة . الخيانة هنا ، كثير هم الذين وصفوها بالخيالة . ولكن ألا يمكن أن تبدأ كلمة عبر الشات فتتحول إلى لقاء، فهمسه .. فقبله .. والباقي أتركه لتخيلاتكم ! فالأمر هنا لا يتوقف عن حدود الوسيلة بل يتجاوزها لما أبعد منها ، لإستعداد الشخص لقيامه بالخيانة فكل الطرق تؤدي هنا إلى طريق واحد. ولو كان هذا الشخص سعيد سواء ذكر أو أنثى .. لماذا لجأ إلى محادثات بالخفية وبصورة في غاية السرية !! وفي مقالي هذا اليوم ، سأتحدث عن الخيانة الإلكترونية والخيانة الحقيقية وما بينهما من فرق في الدوافع والنتائج .. بحسب دراسة أجريت مؤخراً لمثات النساء حول اندفاعهن للشبكة العنكبوتية ولجوئهن للتحدث مع غير أزواجهن . فإقتصرن على إحتياجهن إلى الحميمة العاطفية والكلام المعسول والأمان الذي يعوض ما فقدنه من اهتمام الزوج الغائب في كل شيء إلا في مسألة احتياجاته الليلية على وجه الخصوص . فبنظرهن أن العلاقات الإلكترونية لا تقتصر على لحظات أو رغبات عابرة بقدر ما تتنوع فيها المشاعر والأحاسيس وشعور الفتاة بالأمان بذات الوقت .. ووقتها المملوء الخالي من أي ملل أو روتين . فهي تدلل أنوثتها مع أحدهم دون أن تهدم عشها الزوجي .. تشبع ما ينقصها حفاظاً على بيتها وأسرتها وربما خشية من مجتمعها . أما من أسباب الخيانة التي استشفيتها من واقع الكثيرات .. يختصر في الجوع العاطفي والفراغ والإنتقام .. فبعضهن صرحن بالصدمة والخيبة التي اجتاحت حياتهن بعدما أدركوا خيانة الأزواج على غفلة . ومن بعد تلك الليالي الصامتة وذلك الغضب الذي ينهش الجسد من الألم دون رحمه .. قررن أن ينتقمن بنفس الطريقة .. فردوا بذلك الصاع صاعين .. والبعض الآخر استغلن انشغال الزوج ليبحثن عن ذاتهم في العالم الآخر .. فربما تكون العلاقة واحدة وربما تعددت تبعاً للعوامل وإختلاف الإحتياجات .. فالأمر هنا واضح .. بيت أسري في طريق إلى النهاية الزوج يهمل والزوجة تنتقم .. والأطفال .. إلى الإنحراف !