حقائق لا تعرفينها عن الأحلام

كلنا نحلم كل ليلة.. وبالرغم من ذلك فإننا نعلم القليل عن الأحلام.. فمن أيت تأتي؟ وماذا تعني؟ هل يمكننا التحكم فيها أو تفسيرها؟

لو كنت تذاكرين من أجل الاختبارات أو تحاولين تعلم شيء جديد فربما تفكرين في أخذ قيلولة أو الذهاب مبكرا إلي النوم بدلا من الانكباب علي الكتب لساعات أطول. 

أنه عندما يحلم العقل، يساعدك ذلك علي التعلم وحل المشاكل، كما يقول الباحثون في كلية الطب بهارفرد في إحدى الدراسات الحديثة أثبتت أن الأحلام هي وسيلة المخ للتحليل ودمج وفهم المعلومات الجديدة، ولتحسين نوعية نومك - وقدرة مخك علي التعلم- تجنبي الضوضاء في غرفة النوم مثل التلفزيون لأنه يؤثر بشكل سلبي علي طول ونوعية الأحلام.

إذا استيقظت فجأة وأنت غارقة في عرق بارد بعد حلمك بزوجك وهو يخونك ويهرب مع زميلته في العمل، فأنت لست وحدك في هذا، كما تقول "لوري كوين لينبرغ" خبيرة الأحلام: "من أكثر الأحلام شيوعا هي الأحلام التي يخونك فيها شريكك"، فقد قامت بعمل استطلاع رأي علي أكثر من 5000 شخص ووجدت أن الحلم الخاص بالخيانة هو أكثر الكوابيس شيوعا بين الناس، وفي بعض الأحيان بشكل متكرر ونادرا ما يكون لذلك علاقة بوجود خيانة فعلية، ولكنها مجرد حالة شائعة من الخوف.

قد يمكنك الحلم بأكثر من حلم في ليلة واحدة ولكنك لا تستطيعين تذكر تلك الأحلام كلها، فنحن نحلم كل 90 دقيقة خلال الليل، وكل دورة من الحلم أطول من التي تسبقها، أول حلم عند النوم مدتة 5 دقائق وآخر حلم قبل الاستيقاظ مدته 45 دقيقة وقد تصل إلي ساعة، وتشير التقديرات إلي أن معظم الناس تحلم بأكثر من 100000 حلم طوال عمرهم.

هل استيقظت مرة من حلم جميل ورائع يجعلك تتمنين الرجوع إلي النوم والانغماس في الحلم مرة ثانية.

يمكنك ذلك! فقط ظلي مستلقية بشكل ثابت لا تحركي حتي عضلة من جسمك ويمكنك البقاء في حالة شبه المنام semidreamlike ؛ فأفضل طريقة لتذكر أحلامك هي إبقاء جسمك في حالة ثابتة في الفراش بعد الاستيقاظ على الوضعية التي استيقظت عليها؛ فعندما تحركين جسمك فأنت تفصلين نفسك من الحلم الذي كنت تحلمين به من ثانية واحدة مضت.

في حين أنه من الصعب تصديق أن الأحلام الغريبة مثل السيرك والعواصف الثلجية يمكن أن يكون لها علاقة بالحياة الحقيقية، إلا أنه يمكن أن يكون لها رمزية أو معاني محتملة لتكون موجودة في بعض الأحلام كل ما عليك هو البحث عنها.

معاني أحلامنا تتعلق في كثير من الأحيان بالأشياء التي نحتاج إلي فهمها حول أنفسنا وحول العالم المحيط بنا؛ فبدلا من محاولة نسيان الأحلام الغريبة، فكري في الأحاسيس التي تجعلك تشعرين بها فنحن نميل إلي طرد تلك الأحلام من عقولنا لأنها غريبة جدا، ومع ذلك فما يهمنا حول تلك الأحلام هو الأحاسيس التي نشعر بها في تلك الأحلام، ففي بعض الأحيان قد يكون السيرك أو العواصف الثلجية مثل الفلاتر التي تسمح لنا بمعالجة مجموعة من العواطف نشعر بها تجاه أشخاص معينة وتوفر لنا الإلهاء الضروري حتي نستطيع تجربة طيف من العواطف.

هل تحلمين بنفس الكابوس كل ليلة؟ تري "لينبرغ" البحث عن الرسالة المخفية في تلك الأحلام المتكررة لكي تستطيعي التخلص من تلك الأحلام؛ فعلي سبيل المثال هناك بعض الكوابيس المكررة الشائعة بين معظم الناس وهي الحلم بأن أسنانهم تتكسر أو أنهم يفقدونها.

بالنسبة لهذا الحلم فتري "لينبرغ" أن الناس عليهم التفكير فيما يمثله الفم والأسنان فبالنسبة للمخ الحالم الأسنان مثلها مثل أي جزء في الفم، عبارة عن رمز للكلمات.

الانتباه جيدا للأحلام التي بها أسنان تساعدك علي مراقبة وتحسين طرق التواصل مع الآخرين.

وفقا لنتائج أحد استطلاعات الرأي الحديثة لـ3000 شخص فإن التحكم في الأحلام أو الأحلام الجلية "Lucid dreaming" ربما تكون حقيقية.

في الحقيقة 64.9 % من المشاركين قالوا إنهم كانوا مدركين أنهم يحلمون خلال الحلم نفسه، و34 % قالوا إنهم يستطيعون التحكم بما يحدث في الأحلام في بعض الأحيان.

التحكم فيما يحدث في الحلم مهارة لا يمتلكها كل الناس، ولكن يمكن تطويرها، ويعتبر ذلك الأسلوب مفيداً بالذات لمن يعانون من الأحلام المتكررة، وينصح بإخبار نفسك خطابا حماسيا من نوع ما قبل النوم مثل "إذا حلمت بهذا الحلم مجددا، فسأحاول أن أتذكر أن هذا مجرد حلم، وأن أكون مدركاً لذلك".

عندما تكونين مدركة أنك تحلمين – أثناء الحلم- فلن يكون لديك فقط القوة لإبعاد نفسك عن الوحوش الموجودة في الحلم، بل ستتمكنين أيضا من تدريب مخك علي تجنب الكوابيس في المقام الأول.

اتضح أنك يمكنك أن تحلمي وأنت جالسة علي مكتبك تعملين، أو في السيارة، أو أثناء مشاهدة مباراة ، وهذا يسمي أحلام الأرق wakeful dreaming ولا تخلطي بينها وبين أحلام اليقظة daydreaming، فالنوع الأول حقيقي ويمكن عمله بسهولة، فالأمر ينطوي فقط علي الاستفادة من مخيلتك النشطة.

الخطوة الأولى هي التفكير في حلم حلمت به مؤخرا ويفضل أن يكون حلما جيدا.

جدي مكاناً هادئاً، تأملي واجلبي الحلم الذي تذكرته إلي وعيك المستيقظ واسمحي له بأن ينكشف، دعي الحلم يعيد تنشيط.

ويمكن استخدام هذا النوع من الأحلام للاسترخاء أيضا، ويمكنها أن تساعد مخك علي تحليل ومعالجة الأحلام المحيرة؛ فهي تخلق تفاعلاً أكثر مرونة بين أجزاء اللاوعي في المخ والأجزاء المستيقظة في المخ.