عمدة نيويورك يعلن الحرب علي مطاعم الأكل السريع

يحب عمدة نيويورك، مايك بلومبيرغ، الـ«بوب كورن» (الشامية) مع مشروب ميرلوت، لكنه «لايفضلهما دائما معا». وهو يراقب وزنه بعناية وهو في الغالب يكتفي بهمبرغر وأحيانا بتناول وجبة خفيفة من الكعك المغموس بالجبن القشدي. بصيغة أخرى، ما يتناوله من طعام بسيط لا يتناسب مع ملياردير مثله. لكن بلومبيرغ تبنى قضايا أكثر تخص الطعام، وأثار جدلا أكثر من أي عمدة قبله. ونتيجة لذلك فإن هناك امكانية أن يغير الطريقة التي يتبعها أهالي نيويورك بما يتعلق بما يأكلونه، سواء كان ذلك في قاعات الطعام أو في مطابخ العوائل الأكثر فقرا، بحيث يزيد عما يفعله الناشطون في قضايا الطعام ونقاد المطاعم معا.
وقال تيم زاغات أحد مؤلفي كراريس الإرشاد بما يخص الطعام إن «الكثير مما يفعله بلومبيرغ سيحدث على المستوى القومي. فتدخل الحكومة بما نأكله هو أصبح واضحا والهدف هو جعل الناس أكثر صحة».


ومنذ البدء فرض العمدة بلومبيرغ أسلوبه على مطاعم المدينة على أساس الطعام الصحي. فمنع التدخين في البارات والمطاعم الصغيرة، وفي الفترة الأخيرة فرض على مطاعم الأكل السريع أن تضع عدد السعرات الحرارية ووقف بوجه تقنيات الطبخ في الحاويات البلاستيكية.

وهدد أصحاب المطاعم بسحب تأييدهم له في الانتخابات البلدية القادمة بسبب منع التدخين. أما أصحاب المطاعم فما زالوا يعبرون عن استيائهم على الإجراءات الأخرى التي فرضها عليهم.

وكان تسلم العمدة الحاد لنظام الطهي في المدارس عام 2002 قد أدى إلى تحسين الطبخ لصالح 1.1 مليون تلميذ. وحاليا لديهم في كل مدرسة رئيس طباخين وخبز من طحين بالكامل ومصبَّع سلَطَة وعلب بلاستيكية صغيرة من تفاح ولاية نيويورك. بل حتى قبل انتشار الفئران الواسع والإغلاق الواسع، أصبح مفتشو الصحة أكثر استعدادا للقيام بأكثر من 15 ألف زيارة للمطاعم سنويا عما كانوا يتمكنون من القيام بها قبل 4 سنوات. وفي يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) الماضيين أغلق قسم الصحة في البلدية 147 مطعما وهذا بزيادة الضعف عما كان عليه الحال في الفترة نفسها من السنة الماضية.

والآن سلط العمدة اهتمامه تجاه الجوع والفقر، إذ راح يعمل مع مجلس البلدية كي يُمنح عدد أكبر من الأشخاص من طوابع الطعام مع العمل بحمية متجددة لضمان إيصال الطعام الصحي للناس الذين يعيشون في المناطق الخالية من محلات البقالة.

ولعل أهم تصريح للعمدة بلومبيرغ في ما يخص السياسة الغذائية في يناير الماضي جاء من خلال تشغيل بنجامين توماسس،31 سنة، وهو من سكان نيويورك ويحمل شهادة ماجستير من جامعة كولومبيا، حيث أصبح مسؤولا عن التنسيق ما بين سياسات المدينة بما يخص الطعام.

وقالت كريستين كوين الناطقة باسم البلدية «إنها لحظة مهمة في حياة المدينة».

مع ذلك، ما زال الناس منشغلين بالإصلاح الزراعي وبالعمال المعادين للجوع. بل حتى الشخص العادي من نيويورك والمهووس بدرجة معتدلة بالطعام يتساءل عما إذا كان العمدة يقود حقا ثورة في مجال الطعام أم أنه يمشى فقط أمام تحول اجتماعي بدأ بالتحقق قبل استلامه لمنصبه.

وقالت التربوية توني ليكوري، التي عملت في مشاريع تتعلق بالصحة والغذاء في مدينة نيويورك لأكثر من 20 سنة، بما فيها إدارة منحة وقفية كيلوغ لتحسين عادات الطعام وصحة تلاميذ المدارس في مدينة نيويورك: «بما يخص شؤون الطعام فإن إدارة بلومبيرغ غريبة. ما يحدث هو أن قضية ما تفرض نفسها فيقوم شخص ما بتحمل معالجتها مثل قضية البدانة أو وجبات الطعام المدرسية. لكنك تدرك بسهولة أن ذلك لا يعني أن الإدارة تقوم بتحقيق تحول شامل. وليس كما لو أنها تبنت كل الأواصر المتعلقة بالطعام». وأثنى مؤيدو محاربة الجوع الذين لديهم شكوك قوية تجاه التزام بلومبيرغ تجاه الفقراء، عليه لإظهاره اهتماما جادا بموضوع الطعام من حيث صلته بموضوع الفقر. وقال جويل بيرغ، المدير التنفيذي لتحالف مدينة نيويورك ضد الجوع والعضو السابق في إدارة كلينتون: «كل الأدوات متوفرة الآن لتحقيق تقدم، لكن ذلك يعتمد على ما إذا كانت البلدية تريد استخدام كل الادوات». وأضاف: «تطلب الأمر من نيكسون أن يذهب إلى الصين، ولعل تحقيق تقدم في مجال مكافحة الجوع والفقر يتطلب وجود ملياردير جمهوري».

أما توماس المسؤول عن تنفيذ السياسة الغذائية للمدينة فقال: «أنا أفضل عدم التفكير بنفسي كمسؤول عن الطعام». ويكسب من عمله راتبا قدره 85 ألف دولار في السنة، وقال بعض العاملين في البلدية إن الراتب سيكون أعلى لو أنه المنصب يتضمن صلاحيات أكثر.