في موضة الشتاء القادم .. القفازات ستغني عن الأكمام
كانت القفازات القاسم المشترك في الكثير من العروض الأخيرة، بعضها جاء بألوان صارخة، وبعضها بألوان هادئة، بعضها كان مرصعا بأحجار الكريستال، وبعضها الآخر مصنوعا من الفرو أو الساتان أو الجلود، التصاميم ايضا تنوعت بين طويل يغطي الكف ويتعداه ليصل إلى الكوع أو فوقه، بحيث يثبت بخيوط وأحزمة، أو قصير لا يتعدى الرسغ ويلتصق باليد وكأنه جلد ثان للمرأة.
من زاك بوسن وكارولينا هيريرا ومايكل كورس في نيويورك، إلى البرتا فيريتي ودولتشي أند غابانا وكافالي وبيربيري في ميلانو، مرورا بكارل لاغرفيلد وسونيا ريكييل وسيلين في باريس، اجتمع المصممون على أن هذا الاكسسوار سيدفئ أيامنا المقبلة، ويضفي الكثير من الأناقة على أزياء الخريف والشتاء القادمين.
ورغم ان بعضها يضفي الكثير من الكلاسيكية الحديثة على أي زي، إلا انها في الكثير من العروض اكتسبت أيضا روحا مرحة وشابة، مثلما هو الحال في عرض «مارني»، حيث جعلها المصمم كونشيلو كاستيليوني، تغطي معظم الذراع ومزج فيها عدة خامات، الشامواه والصوف والجلد.
في عرض جون غاليانو، غلبت التطريزات والترصيعات على قفازات من الدانتيل الأسود، وفي عرضه لدار كريستيان ديور، كان لا بد ان تعكس فخامة الأزياء وفنيتها، فجاءت بخامات مترفة وبطول يكاد يغطي كل الذراع ويغني عن الأكمام تماما.
كما أرسل جيورجيو ارماني عارضاته في مجموعة لا يستهان بها باللون الاسود ومن النوع المخرم، وصلت إلى الكوع وتم شدها وتثبيتها بواسطة أحزمة صغيرة، نفس المظهر تقريبا تكرر في عرض «كوستيم ناسيونال»، حيث شاهدناها باللون الأسود ومن صوف الماعز «الأنغورا» مثبتة على الذراع بواسطة أشرطة بابزيمات.
أما في عرض بيربيري فغلبت الجلود الطبيعية ذات الألوان المائلة إلى اللمعان، وتميزت في تصميمها بمعانقتها اليد لتتسع نوعا ما من الرسغ إلى الكوع مكتسبة مظهرا قويا يستحضر قفازات الملاكمين،
لكن طبعا أكثر أناقة وملاءمة للأيام العادية التي لا تحتاج فيها المرأة إلى صراع سوى مع باقي الأنيقات. المصمم كارل لاغرفيلد، من جهته، طرحها بخامات وألوان مختلفة تصل إلى الرسغ ومفتوحة عند الأصابع، في لعبة ذكية لتسويق طلاء الأظافر والمانيكير،
بالنسبة لمصمم دار «مارني» كاستيليوني فهي من «الاكسسوارات الأنيقة جدا والعملية جدا، وهو قول فيه كثير من الصحة؛ إذ لو رجعنا إلى الإنسان الأول، لاكتشفنا انه كان يستعمل أشكالا بدائية منها للحماية من تأثيرات الطبيعة القاسية عند الحفر وغيرها من الأعمال الشاقة، كما ارتبط في العصور الوسطى بالأناقة والطبقة الأرستقراطية. في عصر الملكة إليزابيث الأولى، مثلا، كانت تعتبر جزءا من أناقة المرأة ولا يمكن ان تتجرأ على الخروج من بيتها بدونها، كذلك في العهد الفكتوري، ولم يتغير الوضع كثيرا فيما بعد لكنها عرفت تراجعا ملحوظا في العقود الماضية.
تجدر الإشارة أيضا إلى انها بدأت تشق طريقها إلى خزاناتنا منذ بضعة مواسم؛ فأرقام المبيعات تشير إلى المصممين ودور الأزياء العالمية يجنون من ورائها الكثير من الأرباح. وحسب دراسة قامت بها مؤسسة «مينتيل» البريطانية، وصلت مبيعاتها في عام 2005 إلى 46 مليون جنيه استرليني، وهو ارتفاع لا يستهان به مقارنة بـ41 مليون جنيه استرليني في عام 2000، ويتوقع أن تحقق المزيد من الأرباح في عام 2006.