مقارنة طبية بين نوعين من عقاقير علاج عجز القلب

ظهر أن أدوية «مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين» لها فوائد أكثر من أدوية حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين في تقليل عدد الوفيات. وتعتبر أدوية «مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين» - Angiotensin-converting enzyme (ACE) inhibitors - وأدوية حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين – (ARBs) angiotensin-receptor blockers - من العقاقير الرئيسية المستخدمة في علاج عجز القلب (heart failure)، إذ يؤدي كل منها مهمة مساعدة القلب لضخ الدم بكفاءة أكبر وذلك بتأثيرها على منظومة «الرنين - الأنجيوتنسين- الألدوستيرون» - (RAAS) renin-angiotensin-aldosterone system - التي تتحكم في ضغط الدم. ولذلك فقد بدا غريبا عدم قيام الباحثين حتى وقت قريب بإجراء مقارنة محددة خاصة حول تأثير كل من هذه الأدوية على الوفيات بسبب ارتفاع ضغط الدم.

أفاد باحثون في هولندا نشروا دراسة لهم في عدد 17 أبريل (نيسان) 2012 من مجلة القلب الأوروبية بأن تحليلاتهم لـ 20 تجربة إكلينيكية شملت 158 ألفا و998 من المرضى الذين شخصت لديهم حالات ارتفاع ضغط الدم، من الذين عولجوا بمثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين، وبحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين وبالأدوية الأخرى من مثبطات منظومة «الرنين - الأنجيوتنسين- الألدوستيرون».

ورغم وجود فوارق يسيرة بين الأدوية الأولى والأدوية الثانية لدى استخدامها في علاج عجز القلب، فإن تأثيرات كل منها على ارتفاع ضغط الدم مختلفة بشكل واسع. وفي الدراسة ظهر أن مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين قللت من الوفيات لمختلف الأسباب بنسبة 10 في المائة، بينما كان تأثير أدوية حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين محايدا على الوفيات.

ويبدو أن الفروق بين تأثير هذين النوعين من الأدوية على الوفيات راجع على الأكثر إلى طريقتها المختلفة في العمل. فأدوية مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين تتداخل مع عملية تكون «الأنجيوتنسين 2» (angiotensin II) وهو الهرمون الذي يؤدي إلى انقباض الشرايين ويزيد من ضغط الدم. أما حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين فإنها تحاصر «angiotensin II» وتمنعه من الالتحام الأوعية الدموية والأعضاء لمنع تأثيره عليها.

إن التأثير المحتمل لهذه النتائج قد يشمل التوجه إلى وصف دواء دون آخر على نطاق واسع. ووفقا للمشرفين على الدراسة فإن علاج ارتفاع ضغط الدم بمثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين سوف يؤدي إلى إنقاذ الكثير من الأرواح.