حقا لا يمكن الاستغناء عن إتيكيت الطلاق

بدون شك الطلاق من أصعب اللحظات التي يمر بها الزوجان وكذلك أطفالهما، هذا بسبب الآثار التي قد يتركها الزوجان المنفصلان على الصعيد الاجتماعي أيضا، والتي يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات عندما لا يدري الأصدقاء ولا الأهل ما عليهم قوله أو فعله عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع زوجين مطلقين.
لماذا يعتبر اللجوء إلى إتيكيت الطلاق فكرة فعالة؟
لأن هناك الكثير الذي يجب فعله بخصوص رد فعلنا العاطفي نحو طلاق أي صديق مقرب أو أحد أفراد العائلة، لأنها تجربة غالبا ما تعود على أصحابها بالخسارة الكبيرة، فنحن لا نحب التغيير الذي يحدث للصورة الأسرية بين الزوجين والذي يجعل الأمر يبدو محرجا، بالإضافة إلى أنه ربما يجلب مشاعر غير مريحة بخصوص رابطة زواج كل فرد منا حيث نفكر أن ما حدث للغير ربما يحدث لنا نحن أيضا.
لذلك هنا بعض المشكلات التي تنشأ غالبا عندما يمر أي شخص تعرفه بتجربة الطلاق وكيفية التعامل معها بطريقة صحيحة لائقة.
1- المشكلة:
تخبرك صديقة مقربة أنها سوف تطلق من زوجها وأنت لا تعلمين كيف تردين على هذا الخبر بطريقة صحيحة أو مناسبة.
التصرف الأمثل:
أفضل ما يمكن قوله في مثل هذا الموقف هو ببساطة: "أنا هنا من أجلك أنت".
يجب أن تعلمي عزيزتي أن هناك فرق بين مساندة صديقة تمر بتجربة الطلاق وأخرى تمر بتجربة وفاة أحد المقربين لها، لأن الطلاق حتى ولو كانت ترغب به وحتى إذا كان وديا مشاعره متشابهة وهي الإحساس بالخسارة والفقدان.
حيث تكون بحاجة إلى مساندتك لها لأن الصداقة رابطة أقوى من أي شيء آخر، ومن هنا ستكون أسهل طريقة للمساعدة هي الوقوف بجانبها وتحقيق ما ترغب به، فمثلا إذا أرادت قضاء بعض الوقت معك بدون التحدث عن زوجها السابق فافعلي ذلك، وإذا كانت بحاجة إلى وجودك بجانبها لبعض الأيام حتى تنفس معك عن ما بداخلها كوني معها.
ولو أن كل ما تريده هو مجرد رفقة قليلة اعرضي عليها أن تصحبيها معك وأنت تتمشين في الصباح أو ذاهبة إلى صالة الألعاب الرياضية، فكوني معها وقدمي لها فنجاناً من القهوة أو أي مشروب مهديء إذا لم تستطع القيام بذلك بنفسها.
ولا تنسي أنها ربما تحتاج إلى مساعدة عملية أيضا، فاعرضي عليها أن تأخذي أطفالها إلى المدرسة أو اطلبي من زوجك تقديم ما يستطيع من المساعدة لها مثل دفع بعض الفواتير المتأخرة أو إصلاح سيارتها إذا كانت بحاجة إلى ذلك.
2- المشكلة:
من سوف تطلق هي أختك، لكنك تعتقدين أنها بذلك ترتكب خطأ.
التصرف الأمثل:
في الواقع أنت لا تعلمين ولن تعلمي أبدا إذا كان إقدامها على طلب الطلاق تصرفاً خاطئاً أم لا، فما يحدث خلف الأبواب المغلقة بين الزوجين لا يعلمه أحد إلا هما، وأنت في هذه الحالة حاولت كشف الخبايا، لكنك مازلت لم تتوصلي إلى شيء ولا إلى السبب الذي جعلها ترغب في الابتعاد واتخاذ هذه الخطوة الطائشة.
عليك إدراك أنه رغم الأثر الصادم الذي تركه خبر الطلاق عليك فالأمر مختلف بالنسبة لها لأنها ربما فكرت فيه وناقشته مع زوجها منذ سنوات عديدة قبل أن تصرح به.
ومن هنا فإن توجيه اللوم لها واتهامها بأنها ترتكب خطأ لن يفيد، ومع ذلك ربما تسألينها إذا كانت قد ذهبت لمتخصص في حل المشكلات الزوجية أم لا.
وحتى إذا لم يذهب الزوجان لطلب استشارة زواج سوف ينصحهما الخبير في هذه الحالة بالاستمرار في إجراءات الطلاق.
وفي النهاية ابتعدي تماما عن فكرة تقديم النصيحة لأنها لم تطلبها منك إنما كوني لها مصدر دعم ومساندة.
3- المشكلة:
يجري الطلاق الآن مع زوجين كانا هما الأقرب لك أنت وزوجك، كنتما تقضيان أفضل الأوقات معهما، وأنتما الآن في موقف صعب لا تعلمان مع من ستقفان في صف المرأة أم الرجل فكلاهما سواء بالنسبة لكما.
التصرف الأمثل:
هذه المرة الحل في بعض الخطوات التي يجب الالتزام بها جميعا وهي:
- الافتراض أنكم الأربعة جميعا أصدقاء.
- لا يجب التحيز لجانب ضد الآخر. 
- حذارِ من ترك الاثنين. 
- اعلما أن الأزواج الذين يقدمون على الطلاق يشعرون غالبا أنهم يفقدون أصدقاءهم ويتم استبعادهم من الأحداث الاجتماعية التي كانوا يشتركون بها من قبل، لذا تعاملوا معهما بصورة طبيعية كما كان يحدث قبل الطلاق.
- تذكرا أنه ليس من شأنكما كأصدقاء التحيز لجانب معين، إنما عليكما أن تكونا مصدر دعم له ولها.
- إذا طلبت منكما الزوجة المطلقة الوقوف معها والانفصال التام عن طليقها، حاولا بلطف تذكيرها أنكما ستكونان دائما بجانبها ولأن الزوج السابق لم يسبب لكما أي مشكلة فلا داعي لأن تبتعدا عنه.
- عليكما التعامل مع كلا الطرفين بطريقة تحافظ على مشاعره وعدم إخبار أي طرف عن الوقت الذي تقضونه مع الطرف الآخر والتأكيد على أن الأمور التي يتم مناقشتها مع أي منهما ستكون دائما في غاية السرية.
4- المشكلة:
أخوكِ هو من سيطلق زوجته، في حين أنك شديدة القرب من زوجته وترغبين في الاحتفاظ بعلاقة الصداقة معها.
التصرف الأمثل:
ليس هناك سبب يمنع احتفاظك بعلاقة الصداقة مع صديق أو أحد أفراد أسرة زوجك السابق أو زوجتك السابقة، لكنها مشكلة شائكة من الناحية المجتمعية، فبينما كنت أنت وزوجة أخيك متعلقتين ببعضكما البعض، بعد الطلاق يفضل أن تقضيا وقتا منفردا معا بعيدا عن أخيك وأفراد الأسرة الأخرين.
يمكنك حينها ترتيب موعد للخروج في نزهة مع أخيك وأبنائه وبعدها تقدمين نفس الدعوة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع مع زوجة أخيك السابقة والأطفال.
إذا شعر أخيك بالانزعاج لأنك مازلت صديقة لزوجته السابقة عليك احترام مشاعره ويمكنك تبرير موقفك بأن تخبريه أنك تشعرين بالأسف لذلك، لكنك تستمتعين بقضاء الوقت معها وتتمنين منه أن يتفهم موقفك.
وإذا لم يقتنع وكان مصرا على أن تنهي علاقتك بها، عليك أن تقرري إذا كانت تلك الصداقة تستحق أن تخاطري بعلاقتك مع أخيك من أجلها أم لا.
5- المشكلة:
أصبحت صديقتك المقربة حساسة نحو موضوع المال بعد الطلاق وبدلا من مناقشة الأمر معك تتجنب ذلك.
التصرف الأمثل:
ربما تجدين أن صديقتك بعد طلاقها تعاني من ضائقات مالية وخاصة إذا كانت أماً ولم تكن تعمل أثناء الزواج حتى تراكمت عليها الديون، ونتيجة لذلك تعاني من تغير مفاجيء في نمط حياتها وجعلها تنسحب قليلا من الحياة الاجتماعية، فحاولي أن تكوني مراعية لمشاعرها وللموقف الذي تعيش به، وكريمة بقدر الإمكان.
فمثلا يمكنك تخطيط العديد من طرق الترفيه التي لا تتطلب إنفاق المال مثل التمشية، حضور الحفلات المجانية وتناول العشاء في المنزل، أو الخروج مع مجموعة من الأصدقاء تعلمين أنها تتقبلهم فاخرجا معهم حتى لا تشعر بالعزلة.
6- المشكلة:
حصول الطلاق مع أصدقاء الأسرة مما أثار تساؤلات عديدة لدى الأطفال أصحاب المشكلة.
التصرف الأمثل:
إذا كانت أسركم دائما قريبة من بعضها فربما تجدين نفسك في موضع صديقة موثوق بها لدى أطفال العائلة، وقد يتحدثون معك عن مشكلة الطلاق قبل أن يتحدثوا عنها مع والديهم، فأكدي لهم أن والديهم مازالا يحبونهم وأن الطلاق ليس خطأهم على الإطلاق لأن هذا الأمر هو ما يثير قلق الأطفال في أغلب الأحيان.
وعليك تجنب محاولة الرد على أسئلة محددة عن تفاصيل ما حدث وأسبابه، لأنك في الحقيقة لا تعلمين التفاصيل، كما ستجدين أطفالك أيضا لديهم الكثير من الأسئلة مثل لماذا لا يعيش والد أصحابهم في المنزل معهم؟ أو هل ستفعلين أنت وزوجك مثلما فعلوا أيضا؟.
في هذه الحالة يمكنك الإجابة بنعم إن والد صديقك يعيش في مكان مختلف الآن، لكنه ما زال يحبه كثيرا بدون أن تقدمي توضيحاً مفصلاً، كأن تقولي لهم ما يلي:
- تعاني الأسر أحيانا من بعض المشكلات مما يضطر الأم والأب إلى الانفصال وعيش كل واحد في مكان مختلف عن الآخر، وهذا لا يؤثر أبدا على مقدار حبهم لأبنائهم.
7- المشكلة:
أدى الطلاق بين أحد الأصدقاء إلى انتشار التساؤلات والقيل والقال عن الزوجين المنفصلين بصورة غير مقبولة.
التصرف الأمثل:
إذا حدث ذلك فابذلي ما بوسعك للابتعاد عن هذا، سواء كان زوجك يرغب في البقاء في صف الزوج السابق، تجنبي ذلك تماما مبررة أن هذا تصرف غير مهذب أو غير مقبول لعدم إيذاء مشاعر أطفالهم.
وأخبريهم أن هذه المشكلة قد تحدث لأي أحد منهم في أي وقت ويتعرض لنفس الشيء، وقد يعود الزوجان المنفصلان إلى بعضهما مرة أخرى، وبينما يعتبر من الطبيعي أن ترغب صديقتك في الحديث عن طلاقها، ولأنك حريصة عليها وتهتمين بمشاعرها عليك تجنب إخبارها بما يقال عنها أو عن زوجها السابق.
فقولي لها إنك لا تعتبرين الحديث عن زوجها السابق فكرة جيدة نحو علاقة الصداقة بينهما، بحيث تغيري الموضوع، وإذا لم يمكنك مقاومة إخبار شخص ما أو الشعور بأنك بحاجة إلى تخفيف الضغط، عليك مشاركة الأخبار مع طرف ثالث غير متحيز لأحد حتى لا يتأذى أحد.
8- المشكلة:
ارتبطت صديقتك المطلقة حديثا بعلاقة عاطفية سريعة مع أحد وتعتقدين أن هذا تصرف سيء.
التصرف الأمثل:
في هذه الحالة أمسكي لسانك، في البداية على الأقل، حتى لو كان رأيك أن هذه العلاقة مبكرة جدا وأنها ترتكب خطأ كبيراً، فأحيانا يرغب المطلقون حديثا في الشعور بأنهم مرغوبون مرة أخرى وأن الارتباط بعلاقة جديدة هو أسهل طريق لتحقيق ذلك.
وربما يكون هذا التصرف نوعاً من اختبار مدى قابلية الناس لها أو نوع من أنواع استعراض العضلات، وبالطبع إذا حاولت نصحها لن تستمع إليك، وبدلا من تقديم النصائح التي لن تجدي كوني بجانبها وسانديها بطريقة إيجابية.
وأن الارتباط بعلاقة جديدة في هذه المرحلة من حياتها يجب أن يكون وسيلة لتعلم المزيد عن نفسها وإدراك ما تريده حقا من تكوين علاقة جديدة.
9- المشكلة:
تعيشين قصة عاطفية ولديك الكثير من الأخبار ترغبين في التحدث عنها مع صديقتك المقربة رغم أنها تمر بتجربة طلاق.
التصرف الأمثل:
لا تخبريها بكل ما لديك من أخبار مرة واحدة، واتركيها حتى تسألك هي عن أحوالك ورغم مشكلتها سوف تشعر بالسعادة من أجلك، كما أنها ربما تشعر بالعزلة والإهمال إذا اكتشفت أنك تخفين أخبارك عنها.
في هذه النوعية من الأخبار حاولي إخبار صديقتك بها بحذر ولا تشعري بالإهانة إذا قابلت الخبر ببرود، وكوني صريحة معها كأن تقولي لها أنك ستكونين سعيدة جدا إذا كانت معك في كل لحظة لكنك في نفس الوقت تتفهمين ما تشعر به وما تمر به من ظروف، فهذا يمنحها الاختيار إما تقديم التهنئة لك وجها لوجه بدون الظهور أمام العامة أو غير ذلك.