لأنها تسبب بعض الحرج لهن ..علاج التأتأة والحبسة في الكلام لدي النساء

تشعر النساء علي وجه الخصوص بالحرج عند التأتأة والحبسة في الكلام أمام الآخرين، وخاصة أمام أزواجهن الذين يعيشون معهن في نفس البيت الواحد؛ حيث يتم التخاطب بينهما كثيرا بل وربما يحدث الحرج للأم أمام أبنائها وذلك علي الرغم من أن هذه حالة عفوية تحدث دون قصد من الشخص الذي يعاني منها.
التأتأة في الكلام هي عدم تناغم بين الإشارات الكهربائية الموجهة من المخ والخاصة بالكلام وبين حركة النطق نفسها، فإما أنها أسرع أو أبطأ.
وفي حالات التلعثم في الكلام، وأكل بعض الحروف وتكرارها ووجود صعوبة في نطق بعض الأحرف، فهذا غالباً ما يكون نتيجة أن الإشارات الموجهة من المخ تنطلق بسرعة أكبر من أن يتجاوب معها الفم واللسان، وتسير بتلاحق شديد، أحياناً تظهر هذه الحالة عند بعض الأشخاص في أوقات معينة وليس كل الوقت؛ إذ إنه يكون طبيعياً جداً في كل الوقت، ولكن في حالات معينة تحدث له حالة من التلعثم والاضطراب في الكلام، وتزداد حدة تلك الحالة إذا انتبه لها وشعر بالقلق بسببها أو بالحرج، أو إذا التفت إليه الآخرون وعلقوا عليه أو سخروا منه أو أظهروا له اكتشافهم وانتباههم لتك الحالة.
في بعض الحالات إذا كانت تلك هي حالة مستمرة طوال الوقت، فأخصائيو التخاطب هم الأقدر على علاج تلك الحالة حتى لو كان في عمر كبير، فيمكن تحسين وتطوير الحالة ولكن ذلك يحتاج إلى قدر عالٍ من التفهم والتعاون من الشخص نفسه. وفي حالات أخرى قد يحتاج بعض التمرينات النفسية والسلوكية من خلال أخصائيين نفسيين.. كبرامج العلاج بالاسترخاء والتأمل.
ارتباطها بالمزاج:
هذه الحالات غالبًا ما تكون مرتبطة بالمزاج، فمزاج الإنسان يتأرجح في بعض الأحيان، والحبسة والتأتأة عند الكبار قد يلعب القلق فيها دورًا أساسيًا، فالتفسير لهذا التأرجح يحدث عند القلق حيث ينتج عنه التأتأة والحبسة، وفي بعض الأحيان قد تكون البدايات هي التي أثرت، فمثلاً قد يكون هذا الشخص واجه موقفا اجتماعيا معينا، ووجد صعوبة في طلاقة الكلام، ونتج عن هذا تأتأة، وبعد ذلك لديك المزيد من القلق وعدم الثقة في قدراتك، وهذا جعل الحبسة أو التأتأة تستمر فترة من الزمن ثم بعد ذلك تتلاشى وتختفي، وهكذا. إذن التقلب المزاجي وظهور القلق حتى وإن لم نشعر به كاملاً مرتبط ارتباط وثيقاُ بالتأتأة وهو مُثبت جدًّا خاصة لدي البنات.
التمرينات على النطق:
وبعض التمرينات على النطق وإجراء تلك التمرينات أمام المرآة على الأحرف التي تتلعثم فيها أكثر، وتكرارها بشكل كثيف أو أن هناك تمرينات للسان نفسه لتحسين أداء عضلات اللسان مثل تدوير اللسان في الحلق عدة مرات وبشكل مستمر لفترات مختلفة خلال النهار.
كل هذا أو بعضه يحدده الأخصائي المعالج، وهذا بالتعاون مع الشخص نفسه والذي قد يحتاج لمعاونة أحد من أسرته لإرشاده على نقاط الضعف في بعض الحروف التي يتكرر تلعثمه فيها.
مظاهر التأتأة:
للتأتأة ثلاثة مظاهر أساسية وهي:
1- التكرار لمقطع أو كلمة.
2 - الإطالة: حيث يطيل الطفل نطق الكلمة من خلال الإطالة بالصوت مثل سيارة.
3- الحبسة: أي توقف النفس عن الصوت بداية الكلمة.
خصائص عامة للتأتأة:
1- لا علاقة بين التأتأة والذكاء.
2- لا علاقة بين التأتأة والأداء الدراسي؛ فمعظمهم متفوقون دراسيا وذوو حساسية واضحة نفسيا.
3- تظهر التأتأة لدى جميع الأعراق والبلدان والمستويات الاقتصادية.
4- الأثر النفسي يزيد المشكلة سوءا، لكن غالبية مشاكل التأتأة التي تظهر في الطفولة لا يكون سببها نفسيا مثل تلك التي تظهر بعد اكتساب اللغة أو بعد المراهقة.
الأعراض النفسية للتأتأة:
الإحباط، القلق، الاكتئاب، وقد يكون الطفل مفرط النشاط، وعديم الانتباه. ويلاحظ على الأطفال الذين يعانون من التأتأة فشلهم في إقامة علاقة مع أصدقائهم وأقرنائهم من الأطفال الآخرين، وقد يصل ذلك إلى حد العزلة الاجتماعية.
ربما يعاني الطفل في هذه الحالة من صعوبة التحصيل العلمي، وذلك في حالة تجنب التكلم في الفصل، وفي مرحلة البلوغ قد يصادف الشخص صعوبة في الحصول على وظيفة. وكذلك ليس هناك عمر محدد لعلاج تلك المشكلة ولكن يجب أن يتوفر بالشخص المعاني قوة الإرادة لكي يستطيع التغلب على مشكلته.
أسباب التأتأة:
هناك سببان وهما:
الأول: عصبي من خلال عدم التنسيق بالجهازالعصبي الحركي، والثاني: زيادة نشاط القسم الأيمن من الدماغ. ولم يتم التأكيد علميا على أن عامل الوراثة هو سبب للتأتأة، وأشارت الدراسات الحديثة إلى أن هناك أطفالا من عائلة واحدة يعانون من التأتأة، أي أن الوراثة سبب ولكن ليس بشكل رئيسي بل تربة صالحة لظهور أعراض التأتأة.
إن أشكال المعاملة داخل الأسرة هي من العوامل المسببة، فالضغط الشديد والعقوبات المتكررة سواء الجسمية منها أو المتمثلة بالتوبيخ والإهانة مضافاً إليها النظام الصارم، جميعها عوامل تجبر الطفل على اتخاذ رد فعل متمثل باللعثمة كسلوك عدواني تجاه الأهل ومن ثم تجاه المجتمع.
كذلك مشاعر انعدام الأمن والطمأنينة والحاجة إلى العطف يخلق رواسب نفسية سلبية تعمل على زعزعة الثقة بالنفس، فيلجأ الطفل للتأتأة وكأنها نزوع دفاعي يحتمي به لجلب العطف أو لخوفه من إعطاء جواب على أمر يخاف من نتائج الكلام عنه، وأحيانا تكون قدرة الطفل الذهنية على التفكير بالكلام أسرع من تمكن اللسان على إخراجها.
نسبة الانتشار:
تدل الإحصائيات أن نسبة الإصابة بين الذكور تكون أكثر من الإناث؛ حيث إن كل ثلاث حالات إصابة ذكورية تكون هناك واحدة أنثوية، أما نسبة تواجدها فهو واحد بالمئة في الصفوف الابتدائية إلى إثنان ونصف بالمائة في الحضانات ودور رياض الأطفال، ويمكن لها أن تحدث في عمر الشباب نتيجة صدمة أو إصابة عصبية، كما أنه يحدث في جميع المجتمعات.
بالنسبة للسيدات ينصح بالتالي:
أولاً: أن تثقي في قدراتك، فقدراتك بفضل الله تعالى ممتازة جدًّا.
ثانيًا: لا تراقبي نفسك أثناء الكلام.
ثالثًا: طبقي تمارين الاسترخاء فهي مفيدة جدًّا .
رابعًا: حاولي أن تمثلي بعض المواقف الدرامية مع نفسك، بأن تتصوري أنك تقومين بإلقاء عرض معين أمام جمع كبير من الناس، والخيال في مثل هذه المواقف يجب أن يمتد لنصف ساعة على الأقل، يعني أن تعيش الحدث كما هو.
خامسًا: عليك أن تنخرطي في بعض الأنشطة الاجتماعية والثقافية، هذا يعطيك القدرة على المواجهة، وتحسنين من مهارات التخاطب، ولا شك أن الانضمام لحلقات تحفيظ القرآن ذو فائدة كبيرة جدًّا.
سادسًا: عليك بأن تجلسي يوميًا وتتخيلي أنك أمام جمع كبير من النسوة، ولابد أن ترتجلي كلمة ترحبي بهنَّ أو تقدمي لهنَّ عرضًا أو درسًا معينًا، عيشي هذا الخيال بكل تأني.
سابعًا: حاولي أن تتكلمي ببطء، فهذا مهم جدًّا.
ثامنًا: لا تراقبي نفسك وأداءك أثناء الكلام، حاولي أن تتخلصي من مراقبة الذات أثناء الكلام.