حمض الفوليك .. فيتامين حيوي للحوامل والأجنة ويمنع الكثير من الإعاقات

حمض الفوليك مهم في إنتاج الأحماض النووية، لذلك فهو ضروري لانقسام وتكاثر الجنين عند تكون الأعضاء في الأيام الأولى للحمل، ومن أهمها تكوّن خلايا الجهاز العصبي المركزي، كما يساعد على تجديد خلايا الجهاز الهضمي، والجلد، والشعر، وأنسجة أخرى في الجسم، لذلك فهو مهم وضروري في فترات النمو السريع مثل الحمل، والمراهقة، والطفولة الجميع يعرف فائدة الفيتامينات والمعادن من أجل الصحة العامة للجسم، وتأثير نقص المتناول منها في الغذاء اليومي للإنسان، وإن كان نقص الكالسيوم وفيتامين «دي» مهمّا لنمو العظام، فإن حمض الفوليك لم يأخذ حقه من التنبيه لأهميته.

فكم منا يعرف حمض الفوليك وفوائده؟ وكم منا يعرف مصادره الطبيعية؟ وهل هي كافية لإمدادنا بالاحتياجات اليومية منه؟ وما الأسباب المؤدية إلى نقص حمض الفوليك؟

فوائد حمض الفوليك 

أن حمض الفوليك (Folic acid)، ويعرف كذلك باسم فيتامين «بي 9»، هو أحد مكونات مجموعة فيتامين «بي» المركب الذائبة في الماء، ويوجد في الكثير من الأغذية، وخصوصا الخضراوات ويسمى في هذه الحالة - الفوليت.

 - مهم في إنتاج الأحماض النووية (آر إن إيه «RNA» ودي إن إيه «DNA»)، لذلك فهو ضروري لانقسام وتكاثر الجنين عند تكوّن الأعضاء في الأيام الأولى للحمل، ومن أهمها تكوّن خلايا الجهاز العصبي المركزي، كما يساعد على تجديد خلايا الجهاز الهضمي، والجلد، والشعر، وأنسجة أخرى في الجسم، لذلك فهو مهم وضروري في فترات النمو السريع مثل الحمل، والمراهقة، والطفولة.

- الوقاية من بعض الحالات والأمراض: فقد أثبتت الدراسات العلمية أهمية حمض الفوليك في الصحة العامة، فهو يساعد على منع أمراض القلب والشرايين التاجية، وقد يمنع السكتة الدماغية، وهناك بعض المؤشرات التي تدل على أن حمض الفوليك قد يقي من بعض أنواع السرطان مثل سرطان القولون وسرطان عنق الرحم.

- الوقاية من العيوب الخلقية: فقد أثبتت الدراسات والبحوث العلمية علاقة نقص حمض الفوليك بحدوث الإصابة بالتشوهات الخلقية للجنين، وخصوصا الصلب المشقوق وعيوب الأنبوبة العصبية، وأيضا العيوب الخلقية الأخرى مثل الشفة الأرنبية وشق الحنك، وتشوهات القلب والكلى، وحدوث متلازمة داون وغيرها.

- الوقاية من أحد أندر أنواع فقر الدم: حيث يقوم حمض الفوليك وبمساندة فيتامين بي 12 بالسيطرة على إنتاج خلايا الدم الحمراء ويساعد على توزيع الحديد بشكل صحيح في الجسم، ونقص هذا الفيتامين يمكن أن يؤدي إلى أحد أنواع فقر الدم النادرة التي يصعب اكتشافها.

نقص الفوليك وفقر الدم 

وتظهر حالة «فقر الدم الناتج عن نقص حمض الفوليك»، وهي نوع خاص من فقر الدم يختلف عن فقر الدم بسبب نقص الحديد، حيث يكون حجم كريات الدم الحمراء كبيرا، مع نقص الهيموغلوبين، وعادة ما يكون بسبب نقص امتصاص حمض الفوليك في حالات الحساسية من القمح وبعض أمراض الأمعاء الدقيقة، وتناول بعض الأدوية كأدوية الصرع أو أدوية السرطانات أو مضادات حمض الفوليك.

وتكون أعراضه: الخمول والإجهاد، وسهولة التعب، والشحوب، والصداع والإرهاق، والتهاب اللسان، وألم الصدر، وأحيانا ما يحدث وخز في القدمين نظرا لتأثير النقص على الجهاز العصبي.

المصادر الطبيعية للفوليك 

- الخضراوات: السبانخ، واللفت الأخضر، والخس، والفاصوليا والبازلاء المجففة، والكرنب والقرنبيط، والفلفل الرومي.

- الفواكه: البرتقال، والفراولة.

- العدس والفول والبندق.

- الحليب والألبان ومشتقاتها.

- الكبدة (كبدة الغنم والدجاج).

- منتجات الحبوب المدعمة بحمض الفوليك مثل الخبز والحلويات وغيرها.

- حبوب الإفطار المدعمة – كورن فلكس.

 نصائح غذائية هل نحصل على كمية كافية من حمض الفوليك في غذائنا؟ أكثر الناس لا يتناولون الكمية الضرورية من حمض الفوليك؛ فهذا الفيتامين سريع العطب، يتأثر بالحفظ كما يتأثر بالطبخ، كما أن أغلب الناس لا يتناولون الكمية الكافية من الخضراوات التي تحتوي على هذا الفيتامين.

- قدم الخضراوات والفاكهة دون طهي.

- قم بطهي الخضراوات فقط حتى تصبح هشة وسهلة المضغ.

- اعرض الخضراوات للبخار أو الميكروويف أو الغلي أو الطهي ببطء في ماء قليل قدر الإمكان.

- قم بتخزين الخضراوات في الثلاجة

- ضع الفاكهة لتنضج في كيس ورقي واسع ومغلق في درجة حرارة الغرفة ثم ضعها في الثلاجة.

 إضافة حمض الفوليك إلى الأغذية لأهمية حمض الفوليك في منع الكثير من الإعاقات ومنع الكثير من الأمراض، قامت الكثير من الدول الأوروبية وأميركا وغيرها باستنفار عام لمحاولة توعية شعوبها على طرق تفادي هذا المرض من خلال حملات التوعية بأهمية حمض الفوليك، كما قامت بإضافة حمض الفوليك للكثير من الأغذية، وخصوصا الدقيق ومنتجاته.

 وقد تمت إضافة حمض الفوليك إلى الدقيق المحلي في دولة السعودية، بإضافة حمض الفوليك وكذلك بعض الفيتامينات الأخرى إلى الدقيق منذ عام 2002 حسب مواصفات هيئة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، حيث يتناوله جميع الناس من خلال مشتقات الدقيق مثل الخبز والحلويات والمخبوزات الأخرى، وقد أدت إضافة حمض الفوليك إلى نقص الإصابة بالصلب المشقوق وعيوب العمود الفقري حسب الدراسات المحلية الصادرة هناك، ولكن الكمية المضافة لا تكفي لسرعة عطب الفيتامين بالحرارة والطبخ، لذا ينصح بتناول حمض الفوليك كأقراص (دواء).

- حمض الفوليك لا يختزن بكمية كبيرة، ولا لفترات طويلة في الجسم، لذا يجب تزويد الجسم بهذا الفيتامين بصورة مستمرة.

- يستنزف حمض الفوليك من الجسم في حالة زيادة إنتاج خلايا الدم الحمراء لفترة طويلة كما يحدث في حالة ‏أنيميا التحلل الدموي المزمنة (الثلاسيميا، والمنجلية، وغيرها) وكذلك العادة الشهرية.

- أكثر أسباب نقص حمض الفوليك شيوعا هو النقص في تناول كمية كافية من خلال الأغذية.

- بعض الناس يعانون من حالة طبية ‏تعوق مقدرتهم على امتصاص الحديد، غالبا بسبب استئصال جزء من المعدة جراحيا أو بسبب الحالات التي تؤثر على بطانة الأمعاء مثل المرض الجوفي والمرض المعوي الالتهابي - مرض كرون.

- استخدام أدوية الصرع والتشنج – الفينوتوين، والفينوباربيتال، والبريميدون.

- استخدام العقاقير المضادة للسرطان – الميثوتريكسات.

- موانع الحمل.

- إدمان الكحوليات.

- غسيل الكلى المزمن حيث تتم إزالة حامض الفوليك.

هل يمكن قياس نسبة حمض الفوليك في الدم؟ 

يعكس قياس نسبة حمض الفوليك في بلازما الدم كمية ما تناوله الشخص من حمض الفوليك في ذلك اليوم وليس نسبته العامة التي تحتاج إلى قياسه في كريات الدم الحمراء، وهو تحليل لا يتم إجراؤه سوى في المختبرات الخاصة، لذلك لا يتم أجراؤه سوى لحالات فقر الدم المصاحب لحمض الفوليك ونقص فيتامين بي 12.

هل هناك أعراض مرضية لمن لديهم نقص في حمض الفوليك؟

في حالة النقص البسيط في حمض الفوليك قد لا تظهر على الإنسان أعراض مرضية واضحة، ما عدا تأثيرها على حيوية وتجدد الخلايا الجسمية، ولكن تكمن المشكلة في العيوب الخلقية لدى الحوامل، حيث تحدث حالات الصلب المشقوق وعيوب الأنبوبة العصبية، والشفة الأرنبية وشق الحنك، ومتلازمة داون، وغيرها.

 أما حالات النقص الشديد، وهي حالات نادرة، فتكون بسبب مشكلات في الجهاز الهضمي تؤثر على امتصاص حمض الفوليك، وعادة ما تكون مصحوبة بنقص فيتامين بي 12، وهو ما يؤدي إلى نوع خاص من فقر الدم.

حمض الفوليك فيتامين ذائب في الماء، والزائد منه عادة ما يخرج مع البول، ومن ثم فهو لا يؤدي إلى التسمم أو أي مشكلات صحية. وفي حالات نادرة يمكن أن يخفي أعراض نقص فيتامين بي 12.