ماذا تعرفين عن مخاطر الإصابة بالبطانة المهاجرة للرحم
02:28 م - الأحد 12 أغسطس 2012

خاص الجمال - محفوظ الهلالي
تحدث الإصابة بالبطانة المهاجرة للرحم أو "الإندومتريوزيس" لدي بعض النساء، أى أن جدار الرحم يتخطى الرحم نفسه ويخرج ليقوم بنشاطه من الخارج، وهى منتشرة بين السيدات بشكل كبير.
وتعرف بطانة الرحم المهاجرة بأنها عبارة عن حدوث نشاط لرحم المريضة ولكن من الخارج، أى خارج الرحم نفسه مما يتسبب للمرأة فى ألم شديد ومزمن فى الحوض، وهذا المرض شائع ويؤدى إلى ضعف خصوبة المرأة بدرجات متفاوتة.
ولكى نقرب مفهوم هذا المرض للأذهان يمكن أن نتصور أن المرأة التى تعانى من هذا المرض تحيض داخل بطنها، بمعنى أن هناك داخل تجويف البطن أنسجة مشابهه لبطانة الرحم تحيض شهرياً، وكما ينزل دم الحيض من المهبل فإن هناك كمية أخرى من الدم تتجمع داخل البطن قد تكون على المبيض أو الغشاء البريتونى.
ووجود الدم المشابه لدم الحيض داخل البطن يؤدى لالتصاق الأعضاء الداخلية بعضها ببعض، فقد يلتصق المبيض بجدار الرحم الخلفى أو بالأنابيب الرحمية، أو يلتصق بالأمعاء أو يتجمع الدم ليكون أكياساً دموية بالمبيض يكون لون الدم فيها داكناً فتسمى بالأكياس الشيكولاتية، وحدوث التصاقات الأعضاء داخل البطن بعضها ببعض يضعف خصوبة المرأة لأسباب متعددة أهمها أنه يعوق عملية انتقال البويضة من المبيض إلى الأنابيب.
الأسباب:
مرض الإندومتريوزيس ليس له أسباب معروفة، فقد يكون هناك عامل وراثى وعادة ما تزيد نسبه حدوثه في سن 35 سنة وما بعدها، خاصة في اللاتى لم يسبق لهن الإنجاب ولكننا كثيراً ما نراه في فتيات دون هذا السن بكثير.
علاقة الإندومتريوزيس بتأخر الحمل:
يقسم الإندومتريوزيس إلى أربع درجات حسب توصيات الجمعية الأمريكية للخصوبة والتي يمكن تشخيصها وتقييمها بالمنظار، ويتسبب الإندومتريوزيس وخاصة الدرجة الثالثة والرابعة في حدوث التصاقات بالحوض وخاصة حول قناتي فالوب مما يعوق التقاط البويضة بعد خروجها من المبيض، وكذلك حركة البويضة داخل قناة فالوب بعد التقاطها مما يؤدي إلى تأخر الحمل.
أما بالنسبة للدرجة الأولى والثانية من المرض فلا يعتقد البعض أنها تسبب تأخر الحمل بصورة مباشرة، في حين يعتقد الآخرون أنها تسبب تأخر الحمل لأسباب عدة مثل تغيير المناخ والبيئة المحيطة بالبويضة بعد خروجها من المبيض وكذلك في وصول البويضة إلى مراحل النضوج الأخيرة، ولقد أكدت الأبحاث العلمية مؤخراً أن معالجة الدرجة الأولى والثانية من الإندومتريوزيس باستخدام الكي الحراري أو الليزر من خلال المنظار يرفع من نسب احتمالات الحمل ممن لم يعالجوا، مما يرجح وجود علاقة بين الإندومتريوزيس بجميع درجاته وبين تأخر الحمل، ولكن يجب البحث عن الأسباب الأخرى لتأخر الحمل قبل أن نرجع السبب للدرجة الأولى والثانية من المرض.
الأعراض الجانبية والمضاعفات:
إعاقة وتغيير فى الهرمونات لدى المريضة، كما أنه يتسبب فى شعورها بآلام شديدة فى الحوض بسبب العصب الموجود فى الحوض. حدوث التصاقات عديدة لدى المرأة المصابة، كما أنه من الممكن أن تكون سببا فى تكوين كيس دموى على المبيض، وهى من المضاعفات التى تعد خطيرة ومتقدمة. آلام مع الدورة الشهرية قد تغفلها السيدة إذا كانت قد تعودت على حدوث آلام الحيض الطبيعية قبل الزواج.
وكثيراً ما يتم اكتشاف المرض إما مصادفة عند عمل تصوير بالموجات فوق الصوتية للحوض أو عند تأخر الحمل وبداية رحلة الفحوص الطبية حيث تظهر الأكياس الدموية على المبيض.
وسائل التشخيص:
وأهم وسائل تشخيص المرض على الإطلاق هو منظار البطن؛ حيث يمكن معرفة مدى انتشار التجمعات الدموية ومعرفة ما إذا كانت قد سببت التصاقات بالفعل ودرجة هذه الالتصاقات ومكانها، مما سيكون له أهمية كبيرة في العلاج كما سنرى.
العلاج:
وعلاج هذا المرض يعتمد على درجة انتشار المرض من ناحية ومدى تأثيره على الإنجاب من ناحية أخرى. في الحالات البسيطة التى يثبت بمنظار البطن أنها غير مصحوبة بالتصاقات تعوق الحمل أو في حالة وجود المرض في جهة واحدة من الحوض بينما المبيض والأنبوبة الأخرى في حالة طبيعية، يمكن تشجيع حدوث الحمل باستعمال منشطات التبويض والمتابعة بالموجات فوق الصوتية وتحديد موعد الجماع، وفى حالة عدم حدوث الحمل بالرغم من حدوث التبويض لمدة ستة شهور فإن الحالة قد تحتاج لتدخل أكثر فاعلية.