متلازمة الإجهاد المزمن .. قليل من المعرفة كثير من التعب

تعرف متلازمة الإجهاد المزمن بأنها تلك الظاهرة التى تصيب بعض المرضى بالتعب المفاجئ وغير المتوقع، ولها العديد من الأعراض التى أثبتت الأبحاث أنها تتعدد وتختلف وتتباين من حالة إلى أخرى، نظرا لأن المتلازمات ما زالت فى مجال البحث ولم يتحدد لها شكل محدد، ولم يتم التعرف حتى الآن على كل علاماتها وأعراضها التى تصيب الإنسان.
بما ترتبط المتلازمة:
وترتبط أهم علامات المتلازمة بشعور المريض بعد شفائه التام من نزله برد قوية جدا بألم مبرح فى الجسم بشكل مفاجئ وغير متوقع، كما أنه قد يشعر بعلامات المتلازمة أيضا ولكن بعد شفائه التام من الإصابة بفيروس يطلق عليه CMV وفيه تتضخم الغدد الليمفاوية للمريض فى الرقبة وتحت الإبطين بشكل ملحوظ ومؤلم.
كما يشعر المريض بآلام مبرحة فى الظهر وآلام لا يمكن تحملها فى عضلات الجسم والمفاصل، كما يعانى بعض المصابين بمتلازمة الإجهاد من آلام شديدة فى اللوزتين والزور، ويعانى البعض أيضا من الإحساس بعدم الحصول على ساعات نوم كافية بالرغم من نومهم لمدد طويلة، كما يعانى البعض من خلل فى الذاكرة.
التشخيص:
أولا: 
أن يكون هناك وهن وإرهاق شديدين ظهرا حديثا في حياة الشخص، ولا يذهب هذا الإرهاق أو الإجهاد أو الوهن مع أخذ قسط من الراحة أو يعود بشكل متكرر ويكون ذلك بشكل متواصل، ويكون الوهن والإرهاق شديدين لدرجة أنهما يمنعان الشخص من العمل، ويقللان قدرته الجسدية ونشاطه اليومي إلى أقل من نصف ما كان عليه قبل ظهور هذا الإرهاق أو الوهن أو الإجهاد، ويستمر ذلك على الأقل لمدة لا تقل عن ستة أشهر.
ثانيا:
أن يكون هذا الإجهاد والوهن والإرهاق ليس نتيجة لمرض عضوي، وأن تكون كل التحاليل والفحوصات المخبرية سليمة، وليس هناك أي شيء غير طبيعي في هذه التحاليل أو الفحوصات المخبرية، كذلك يجب أن يكون التاريخ الطبي معروفا للمريض بحيث لا يكون هناك تاريخ اضطرابات نفسية وكذلك ليس هناك مرض نفسي في العائلة التي ينحدر منها المريض، يستحسن عمل فحص نفسي كامل للتأكد من أن المريض لا يعاني من أي اضطراب نفسي، لأنه إن بدأ معه المرض بعد اضطراب نفسي فلا يمكن تشخيصه بأنه مريض بمتلازمة الإجهاد المزمن، فقد يكون ذلك نتيجة اضطراب نفسي، خاصة اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب أو اضطرابات نفسية أخرى.
العلاج:
يشير الأطباء إلى أن المريض الذى يعانى من متلازمة مزمنة للإجهاد هو مريض نفسى بالدرجة الأولى. ويؤكد العلماء أن مريض المتلازمة لم ولن يستجيب أبدا للأدوية الباطنية، وذلك لأن مرضه نفسى بحت وكل هذه الأعراض هى مجرد انعكاس لهذا المرض النفسى.
وعن طبيعة العلاج النفسى للمرض يوضح الأطباء المتخصصون أن الطبيب النفسى فى تلك الحالة يوضح للمريض طبيعة وصعوبة مرضه بصراحة، كما يقوم فى بعض الحالات بوصف أدوية من النوع المضاد للاكتئاب، كما يقوم الطبيب النفسى بمساعدة المريض نفسيا على تخطى مرضه ويطلب منه مساعدة نفسه أيضا، ويضع له نظاما غذائيا دقيقا ونظاما رياضيا قويا للتخلص من آثار هذه المتلازمة.
وبالرغم من أن آخر ما توصل إليه العلم فى مجال هذا النوع من المتلازمات هو ضئيل بعض الشئ وغير كاف خاصة فى مجال علاج مثل تلك الحالات المصابة بالمتلازمات المزمنة، إلا أنه من الشائع أن يعرض فى البداية مريض المتلازمة المزمنة على طبيب باطنى متخصص فى أمراض الجهاز الهضمى والذى يقوم معه بتجربة العديد من الأدوية التى تعالج العديد من الأمراض الباطنية.