سامية أبو الفتوح: نفسي أشوف مصر بـخير!!
12:00 ص - الأربعاء 16 مايو 2012
هي واحدة من أهم سيدات العمل الاجتماعي في مصر في الربع قرن الأخير، تربت في أحضان "حب الخير"، وصنعت من المشاريع التي تبنتها عقدا من الفرح والأمل والسعادة للكثيرين.
تساند الشباب.. وتفخر بالصناعة المصرية والتأكيد على أن الحياة بلا عطاء لا تساوي شيئا. هي السيدة "سامية أبوالفتوح".. سيدة العمل الاجتماعي في مصر والرئيسة السابقة لأندية الأنرويل والمسئولة حاليا عن لجنة تنمية العضوية، تحدثنا عن مسار العمل الاجتماعي بعد الثورة والتحديات التي تواجهها، كما تحدثنا عن السوق الخيري الذي نظمته مؤخرا وحول تنامي الدور الاجتماعي بعد الثورة.
- تقول سامية أبوالفتوح:
"كان من المفترض أن يقوى، ولكن مع الأسف تراجع هذا الدور في ظل اختلاط الأوراق ببعضها البعض واختلاط الحابل بالنابل، ومن يعمل كمن لا يعمل، وجاءت قضية التمويل الأجنبي وألقت بظلالها على الساحة حتى أن بعض الجمعيات الخيرية أنفقت الملايين على مشاريعها وأصبحت هناك تساؤلات حول هذه التمويلات واستفسارات حولها، ورغم حزني الشديد لذلك إلا أنني أراه أمرا طبيعيا بعد كل ثورة".
- وتواصل..
"لا شك أن العمل الاجتماعي بعد الثورة تأثر سلبا نتيجة لتراجع حجم التبرعات نظرا للظروف، وكذلك مع تزايد الاحتياجات والمطالب الفئوية فإن كثيراً من المصانع تقلص إنتاجها والبعض أغلق أبوابه، وبالتالي فإن الناس في المواقف الإنسانية إذا تعلق الأمر بعلاج أو عمليات جراحية لبعض المرضى يسارعون للخير، وهنا يظهر معدن الشعب الأصيل الذي لا مثيل له.. شعب مصر العظيم".
عيد العطاء
- هل تجمعين التبرعات في وقت معيَّن؟
"أخصص موعداً لجمع التبرعات سنويا أثناء السوق الخيري الذي أنظمه وأشرف عليه في شهر مارس من كل عام، وهو شهر الأعياد.. عيد المرأة المصرية، عيد الأم وهو عيد العطاء والخير للمجتمع ككل، والتبرعات تذهب لعلاج مرضى الكلى، وقد لاحظت هذا العام انخفاضا في حجم التبرعات عن السنوات السابقة".
- ما انعكاس قضية التمويل الأجنبي على عائد التبرعات للمشروعات الخيرية؟
"مشكلتنا أن الجمعيات الأهلية كلها توضع في سلة واحدة، جمعيات خيرية مع حقوق إنسان "كله مع كله" كما يقولون بالتعبير الشعبى، ولكننى أتصور أننا لم نكن بحاجة إلى العمل الخيرى في مصر كما نحن فى حاجه إليه الآن".
- ما هى القضية الاجتماعية الملحة فى الفترة الحالية؟
"ثلاث قضايا رئيسية: العشوائيات، التعليم والعلاج".
- إذا بدأنا بقضية التعليم.. ما الذى نحتاجه حتى ننهض به؟
"أنا عضوة في مؤسسة فودافون الخيرية التي تتبنى قضية محو الأمية بالتعاون مع "صناع الحياة"، وقد خصصوا 17 مليون جنيه في خلال 5 سنوات لمحو الأمية وإصلاح التعليم، وأتمنى أن ينجح المشروع لأننا في أزمة حقيقية، فلدينا كم هائل من الجهل بين خريجي الجامعات وعلينا أن نفيق من هذا الكابوس بأسرع وقت ممكن".
مشروع طموح
ماذا عن العشوائيات؟
"لا أراها قضية مصر الكبرى، ومنذ سنوات ونحن نحاول كأندية ''أنرويل" أن نفعل شيئا للمساهمة في حل القضية، وبدأنا مع الفنان القدير "محمد صبحي" في مشروعه الطموح للقضاء على العشوائيات، ولكن المشكلة كانت ضرورة إيجاد مكان مناسب لنقل أهالي العشوائيات، بالإضافة إلى الخدمات المصاحبة للسكن، ومن هنا أقول.. لابد أن تكون مشروعا قوميا يشارك فيه المصريون جميعا، لأن الأمر يستفحل يوماً بعد آخر، وإذا نظرنا سنجد أن القاهرة مطوقة بحزام عشوائيات، وكذلك بورسعيد والإسكندرية".
وتسكت قليلا ثم تضيف:
"الثورة على مدار 18 يوما كانت حلما جميلا لم نتوقعه، ولكننا انتظرنا الكثير بعد ذلك ومع الأسف سرق الحلم؛ لأن من حققوه لم يوصلوا العمل للحفاظ عليه، والآن وبعد كل هذه القضايا الملحة أرى قطار التغيير في العالم سريع جدا ونحن دائما "محلك سر" أو نتقهقر للوراء ".
دعم كبير
- قضية العلاج في مصر .. كيف تساهمون فيها خاصة أن كثيراً من التبرعات تذهب للمستشفيات وللمرضى؟
"أنشأنا قسما باسم د.علي ناصر عبد العال في مستشفى '' أبوالريش '' لنقل الكلى بالمجان من أقارب المريض، والأطباء هناك متبرعون بأجرهم عن هذه العمليات، وأنشأنا أيضاً غرفة للعمليات، وخلال العامين الأخيرين أجرينا 50 عملية ناجحة، إضافة إلى قسم الحوادث بـمستشفى أبوالريش وقسم للجراحة وآخر للفشل الكلوي.
واكتشفت أن نسبة كبيرة جدا من المستشفيات الحكومية تحتاج إلى دعم كبير وإلى تبرعات ليس فقط للجراحات والعمليات، وإنما أيضا للتجهيزات والأدوية والمواد الطبية".
- حدثينا عن السوق الخيري الذي تنظمينه سنويا وتشرفين عليه؟
"هذا السوق عمره 12 عاما وأنظمه سنويا، وأبحث فيه عن روح الشباب وعن كل ما هو جديد، وأحرص فيه على التأكيد على تراثنا في المنتجات التي تعرض وتباع حتى لا ينسى هذا التراث ويظل موجودا، وأبحث عن كل مصري يقدم شيئا جديداً وأسعد وأفتخر عندما أجد عبارة "صنع في مصر '' على منتجات السوق الخيري الذي يعاونني فيه 20 جمعية خيرية ويذهب دخله للأعمال الخيرية في مصر".
روح مصرية
- ما الجديد الذي لاحظتيه هذا العام؟
"أعجبني شغل البنات اللاتي فكرن في صناعة الأثاث المنزلي من خلال قطع عملية ومبتكرة مثل.. منضدات للكمبيوتر واللاب توب، ومنضدات مستخدمة للصالون والسفرة معا بأدراج، أيضًا الإكسسوارات المنزلية التي تحمل الروح المصرية، والأطباق التى عليها رسومات للفلاحين والفلاحات وعليها كتابات عربية، وهناك مصمم أسعدنا بتصميماته من الصواني وعليها عبارات جميلة مثل: صباح الفل، أهلا وسهلا وغيرها، وكذلك الملابس الجميلة المحتشمة والتي تساير خطوط الموضة ".
- كيف تقيمين رحلتك مع العمل الاجتماعي؟
"هناك أشياء كثيرة أنا سعيدة بها، ولكن يستوقفني أنني أسهمت في 6 من نوادي الأنرويل؛ منهم 2 للشباب وهما الأكثر نشاطا، وهذا العام قمنا بتزويد عناصر شبابية فى الأندية بمنحهم العضوية لأنهم الأمل".
- وماذا عن أمنياتك؟
"نفسى مصر تبقى بخير.. هذا كل ما أتمناه".