كتاب يقدم نصائح من 6 خطوات لتنظيم حياة أفضل

نظم ذهنك .. ورتب أفكارك في 6 خطوات
نظم ذهنك .. ورتب أفكارك في 6 خطوات

وفقا لكتاب بعنوان «نظم فكرك. تنظم حياتك» (Organize Your Mind, Organize Your Life)، فإن جوهر سريان الأمور بشكل أبطأ، ومن دون التعرض للتوتر والإجهاد، لا يكمن ببساطة في التحول إلى تنظيم أفضل للأمور.. بل يكمن في تغيير طريقة التفكير.
ويقول مؤلفا الكتاب وهما: الدكتور بول هامرنيس، الأستاذ المساعد في الطب العقلي والباحث في علوم المخ في مستشفى ماساتشوستس العام، ومارغريت مور، المديرة المشاركة لمعهد التدريب (Institute of Coaching) في مستشفى ماكلين، وهما مؤسستان مرتبطتان بجامعة هارفارد.
وفي كتابهما هذا يبحث المؤلفان في أحدث ما تقدمه علوم المخ بخصوص التنظيم فيه، ويقدمان نصائح حول توظيف القدرات التنظيمية الداخلية للدماغ بهدف تحويل الحياة إلى حياة أقل توترا وأكثر إنتاجا، وبالنتيجة النهائية إلى حياة مزهرة أكثر. وقد تناقشا في بعض المواضيع الأساسية في كتابهما مع أعضاء هيئة تحرير «رسالة هارفارد للصحة العقلية».
يصف المؤلفان في الكتاب عملية تتألف من 6 خطوات بهدف تنظيم الوقت، وتنظيم الحياة. وإليكم نظرة مقتضبة على هذه الخطوات المقتبسة من الكتاب:
1- «ترويض الجنون المؤقت»: إن من الصعب التأمل بعمق، وتأمين الأداء الجيد، عندما يكون الإنسان منزعجا، خائبا أو يائسا، أو مشتت الفكر. ولذا عليك أولا أن تتمتع بالهدوء، ثم عليك بالعمل على استقرار عواطفك - مثل الشعور بالخيبة، أو الغضب - التي يمكن أن تكون ملازمة لك في وقت ما.
2- كن يقظا: عليك أن تكون قادرا على الحفاظ على تركيز الذهن والنجاح في إهمال أي أشياء تثير التشتت، وذلك لتمكينك من تخطيط وتنسيق سلوكك، ولتنظيم أمورك، بهدف التوصل إلى النتائج المرغوبة.
3- اضغط على «مكابحك»: عليك في بعض الأحيان أن تكون قادرا على كبح جماح أفعالك أو أفكارك. وتسمى وظيفة المخ المسماة «التحكم المثبط» (inhibitory control) بذلك، ويمكنك أن تعتبرها مثل نوع من التحكم في الاندفاعات لكي تجنب مخك التشتت أثناء تنفيذ المهمات.
4- تشكيل و«نحت» المعلومات: من المهم تلقي المعلومات، ثم التأمل فيها، والتفكير بها، ووزنها، ثم التمعن بها عميقا. وبهذه الوسيلة ستنظر غالبا إلى الأمور بطرق جديدة مختلفة.
5- ربط المواقع: إن الشخص المنظم والكفؤ يجمع كل المواقع هذه مع بعضها ويجمع كل تلك القدرات لكي يفكر في الوضع المطلوب دراسته. وهو يصل بين مختلف المواقع لكي يرسم صورة كاملة لذلك الوضع.
6-«تحريك القوالب»: إن الأشخاص الذين يتمتعون بمرونة بدنية يمتلكون ما يطلق عليه باحثو «فسلجة التمارين الرياضية» أنه «نطاق من الحركة»، وعلى نفس المنوال، فإن الفكر المنظم يكون مرنا ومتكيفا، يكون قادرا أيضا على «تحريك القوالب» والتمتع ببصيرة خلاقة.
حوار مع المؤلفين 
ما هي خلفيات التأهيل العلمي لديكما؟
- الدكتور هامرنيس: أنا طبيب في الأمراض العقلية للبالغين وللأطفال. وإني أعالج أشخاصا يعانون من مختلف أنواع المشكلات المرتبطة بالعواطف، والتفكير، والسلوك. كما أنني أنفذ مزيجا من أعمال البحث والدراسات الإكلينيكية.
- الدكتورة مور: في العقد الماضي كنت أشغل منصب المديرة التنفيذية للتدريب الصحي الشخصي، وترأست فريقا أشرف على تدريب 5000 من المدربين في الصحة والسلامة الصحية. وقد درب هؤلاء بهدف تحسين الأداء العقلي والبدني للأفراد المحتاجين إلى ذلك.
هل يمكن أن يصبح الناس فعلا أفضل تنظيما؟
- الدكتور هامرنيس: بالتأكيد. هناك بحث عظيم ينفذ حاليا يشمل إجراء تصوير للمخ مع اختبارات للإدراك. إلا أن الناس ليسوا واثقين من أهمية توظيف مثل هذه المعلومات لتغيير حياتهم. ولهذا السبب فإن كتابنا يبدأ بتوضيح الأساسيات حول كيفية عمل المخ ثم توظيف استراتيجيات التدريب الشخصي لمساعدة الناس على استخدام تلك المعلومات بشكل عملي. ويقدم الكتاب إطارا للعمل، أي طريقا نحو التنظيم.
ما الوقت الذي تحتاجه عملية التنظيم هذه؟
- الدكتورة مور: إن كنت تريد الاهتمام بنطاق معين من الأمور، مثل تنظيم عملك في مجال العمل، فإن بمقدورك أن تنفذ العملية خلال 3 أشهر. أما الانطلاقة الأكبر فإنها تحتاج إلى وقت أطول، فإن كنت تروم تغيير أنساق عملك أو حياتك العائلية، فإن فترة 12 شهرا هي الفترة العملية المطلوبة.
ما هي النصائح التي ترغبان في توجيهها للأشخاص الذين يريدون أن يكونون أفضل تنظيما؟
- الدكتور هامرنيس: أكثر النصائح أهمية ربما تكون هي: العمل خطوة خطوة، أي التأني. وقد طرحنا في كتابنا طريقة تتبع بواسطة «قواعد النظام» التي تستند إلى وظائف المخ. وإننا نبدأ من الأساسيات مثل التحكم في العواطف والتوتر في حياة الشخص، ثم وانطلاقا من ذلك نشرع في البناء، خطوة خطوة، للوصول إلى حياة مثمرة أكثر.
- الدكتورة مور: إن الطريقة التي ننظر بها إلى عملية تنظيم الذهن تختلف كثيرا عما نقرأه حول هذا الموضوع؛ تنظيم الأوقات، ووضع قوائم بالأمور الواجب تنفيذها، والأولويات، ووضع مخططات المواعيد، والتذكير، وكل الأمور الأخرى التي نعملها لكي نحافظ على وضعية التنظيم لدينا.
إن الأمر الحقيقي الذي يخلق انعدام التنظيم لدى الأفراد هو أنهم لا يستطيعون رؤية الصورة الكاملة (للأحداث والأمور). لأنهم محشورون في ركام حياتهم ومنغمسون في قدر كبير من المتطلبات. ولذا فإن الذي نعنيه بالتنظيم هو تعلم رؤية الصورة الكبيرة. ويقدم كتابنا 6 خطوات يمكنها أن تمنح الناس القدرة على التوصل إلى ذلك.