شقة تتزين بقطع وإكسسوارات من أسواق شعبية

عندما أرى مقعدا في الشارع أعتقد أنه ينتمي لمنزل ما, تلك الأشياء تختارني مثلما أختارها
عندما أرى مقعدا في الشارع أعتقد أنه ينتمي لمنزل ما, تلك الأشياء تختارني مثلما أختارها

عندما يتحول أسلوب الشارع إلى نمط ديكور عصري صباح كل يوم أحد، ومنذ خمسة أعوام، هي الفترة التي عاشها في اليونان، يتوجه بيتر بولوس إلى سوق السلع الرخيصة والمستعملة في أثينا بحثا عن قطع نادرة وغريبة يمكن أن يستفيد منها بشكل أو بآخر ويوظفها في شقته.
يعلق بولوس: «في اليونان، من المفترض أن تكون لديك فرصة أكبر للاهتمام بأحلامك، إذ ثمة طاقة محيطة تخترق وعيك - حتى الأشياء غير المتحركة يصبح لها قيمة».
وأضاف: «عندما أرى مقعدا في الشارع، أعتقد أنه ينتمي لمنزل ما, تلك الأشياء تختارني مثلما أختارها».
وطبعا، فإن شقته البالغ مساحتها 1.500 قدم مربعة بأثينا هي المستفيد الأول من تلك الرحلات، حيث تتمتع بخليط من قطع الأثاث والإكسسوارات الحيوية والمنتقاة بعناية. فهي تحتوي على أعمال فنية أنجها السجناء، كما تحتوي على أواني طعام من ماركة «روزنتال».
تقع الشقة في حي بلاكا، أحد أقدم الأحياء المأهولة في العالم، ووسط أثينا بالقرب من قاعدة أكروبوليس وتحتوي الشقة على أعمال فنية أنتجها السجناء كما تحتوي على أواني طعام من ماركة «روزنتال» وبيتر بولوس يقضي معظم أيام الأحاد في الأسواق الشعبية بحثا عن قطع نادرة وغريبة. 
يقول بولوس: «باستثناء الأريكة المغطاة باللون الكاكي والطاولة الجانبية رمادية اللون من محلات (هابيتات») ومصباح الأرضية أركو الثقيل للغاية من ماركة (فلوس)، فقد اشتريت معظم الأثاث الموجود في غرفة المعيشة من السوق الشعبية أو على الأصح من الشارع».
بالإضافة إلى سوق السلع الرخيصة والمستخدمة في أثينا، نجح بولوس في تجميع أشياء أخرى من أوعية القمامة والبائعين الموجودين على الأرصفة ومحلات البضائع القديمة والمستعملة وبازارات الكنائس في شتى أنحاء العالم.
تقع شقة بولوس في حي بلاكا، أحد أقدم الأحياء المأهولة في العالم، والذي يقع في وسط أثينا بالقرب من قاعدة أكروبوليس، وقام باستئجارها مقابل 1.100 يورو (1.450 دولارا) في الشهر.
وعلى مدار العامين الماضيين، اعتاد بولوس سماع أصوات المظاهرات من خلال نوافذه المفتوحة (حيث يعيش على بعد 4 كتل سكنية من ميدان سينتاغما)، ولكنه لا يزال يحتفظ بحس التفاؤل.
يقول بولوس: «إن أثينا لديها طاقتها الفريدة الخاصة بها. هناك شيء يؤكد وجود حياة في تلك المدينة، بما في ذلك ازدحام المرور في الخامسة صباحا».
لا يعني هذا أن بولوس، (46 عاما)، غير مكترث بالمشاكل الاقتصادية التي تواجهها البلاد أو أنه منفصل عن السياسة، بل العكس، فقد كرس الجزء الأول من حياته المهنية لجمع التبرعات السياسية والعمل لحساب السيناتور بوب كيري وبول سايمون أثناء فترة وجودهم بمجلس الشيوخ.
انتقل بولوس بعد ذلك إلى العمل في المؤسسات غير الهادفة للربح، حيث كان يجمع التبرعات لحساب المؤسسة الأميركية لأبحاث الإيدز المعروفة اختصارا بـ «إيه إم إف إيه آر» وصندوق الائتلاف الوطني لسرطان الثدي واتحاد الحريات المدنية الأميركي.
ويعتبر مشروع «نافارينو أيكونز» هو مشروعه الأخير، وهو خط جديد من الطعام اليوناني التقليدي من منتجع «كوستا نافارينو» يباع في محلات «دين أند ديلوكا». (يعمل بولوس مستشارا للمنتجع وشريكا في خط الطعام).
انتقل بولوس للعيش في أثينا قادما من مدينة سان فرانسيسكو في عام 2007، وهو من الجيل الثالث من الأميركيين من أصل يوناني، ولكنه لا يزال يمتلك وحدة تخزين في سان فرانسيسكو.
بالإضافة إلى وحدة أخرى في أثينا فضلا عن مساحة قام باستعارتها في قبو أحد الأصدقاء في هامبتونز، بنيويورك.
في المساحة الأخيرة يجمع مجموعة رائعة من الأشياء: عددا من المقاعد وقطعا ذات إطارات معدنية ومجموعات من اللوحات والأواني الفخارية وعددا من الطاولات الخشبية غريبة الشكل؛ إضافة إلى قطعة خاصة بصانع خزف قديم.
غير أن بعض أفضل الأشياء التي تم العثور عليها كانت شقته.
إنها مساحة قد يحسده عليها غالبية سكان نيويورك، التي تكتمل بردهة وغرفة طعام وغرفة معيشة ومطبخ وغرفتي نوم وثلاث شرفات، تطل على كنيسة بيزنطية تعود إلى القرن الحادي عشر، كما تطل على الكثير من البنايات التي تنتمي للعصر الكلاسيكي الحديث.
وقامت إليني كارابا، المهندسة المعمارية المحلية، بتجديد المكان قبل انتقاله إليه.
يقول: «احتفظت بكل المعالم القديمة للشقة - ديكورات الجص والبلاط والأبواب المنزلقة - مع تحديثه بما يواكب القرن الحادي والعشرين».
شكل هذا خلفية مثالية لأجزاء مثل طاولة فرنسية قديمة وجدها في سوق السلع الرخيصة والمستعملة في سان فرانسيسكو، التي أصبحت تتوسط حجرة الطعام.
كما توجد في المطبخ مقاعد خشبية صنعها يدويا رجل من جزيرة رودس، إلى جانب كرسي الحانات الكلاسيكي الذي عثر عليه في الشارع، ويشغل إحدى الشرفات في المنزل.