التفكير في إصدار تصاريح خاصة لمقاهي الشيشة في بريطانيا
12:00 ص - الثلاثاء 20 مارس 2012
ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية في تقرير لها أن المجالس البلدية في المملكة المتحدة تفكر في إصدار نظام تراخيص لمقاهي الشيشة في بريطانيا، في محاولة لمواجهة الأعداد المتزايدة من المقاهي السرية التي انتشرت في البلاد، ولا سيما بعد منع التدخين في الأماكن المغلقة، بما في ذلك الشيشة.
ويخشى المسؤولون أن المزيد من مقاهي الشيشة بدأت تتجه إلى أماكن سرية في محاولة للتهرب من قوانين منع التدخين.
وأوضح التقرير الذي بثه «راديو 5» التابع لهيئة الإذاعة البريطانية، أن عددا من المسؤولين في المجالس البلدية ذكروا أنه ربما يحتاج الأمر إلى نظام تراخيص بسبب المخاطر المتعلقة بالصحة، والمخاوف من انتشار الحرائق.
وقد كشف الطلب الذي تقدم به البعض طبقا لقانون «حرية المعلومات» عن أن عدد مقاهي الشيشة في بريطانيا زاد بنسبة 210 في المائة منذ عام 2007.
وطبقا للطلب الذي تم تقديمه إلى 133 مجلسا بلديا في بريطانيا من قبل مؤسسة القلب البريطانية، وهي هيئة لا تسعى للربح تهتم بالوقاية من أمراض القلب، فإن عدد المقاهي زاد في تلك الفترة من 179 إلى 556 مقهى.
وكانت مؤسسة القلب البريطانية قد حذرت أمس (بمناسبة يوم عدم التدخين) من ارتفاع عدد المقاهي التي تقدم أداة التدخين (الشيشة) بنسبة 210 في المائة، وذلك بعد تطبيق قانون منع التدخين.
وأكدت المؤسسة في تقريرها عدم وعي كثير من مدخني الشيشة بأضرارها، مضيفة أن المقاهي التي توفر الشيشة انتشرت بشكل كبير في جميع أنحاء البلاد منذ تطبيق قانون حظر التدخين في عام 2007.
وأشارت إلى أن قانون حظر التدخين يمنع التدخين داخل المطاعم والمقاهي المغلقة، إذ يمكن التدخين في الأماكن الخارجية التي تسمح بتدوير الهواء.
وذكرت أن الشركات والقطاع الخاص توفر حاليا خدمة تقديم الشيشة في الحفلات والاجتماعات والأعراس وأي أحداث أخرى، مبينة أن مدخني الشيشة يستنشقون التبغ المضاف إليه نكهات ومواد محلية عبر الخرطوم الموصول بجرة المياه.
وقال التقرير إنه على الرغم من تخفيف الماء من حدة التبغ فإن مضاره ما زالت موجودة ويؤدي إلى الإضرار بالصحة ويسبب سرطان الفم والرئة.
واستند إلى قول بعض الخبراء إن المدخنين يستنشقون الدخان المبرد بعمق أكثر إلى رئتهم، ما يزيد من مخاطره.
وقال المدير الطبي المعاون في جمعية القلب البريطانية، الدكتور مايك نابتون، إن «تدخين الشيشة ليس أفضل أو أكثر أمنا من تدخين السجائر، حيث إن استخدام الشيشة يعتبر أحد أنواع التدخين التي تضع الصحة على المحك، فلا تنخدع بالرائحة الطيبة ونكهة الفواكه التي تتميز بها الشيشة».
وأكد ارتباط تدخين الشيشة بأمراض مميتة وخطرة بسبب التعرض لسموم من الخشب والفحم المستخدم لإحراق التبغ.
وكانت أسكوتلندا هي أول دولة أوروبية تحظر التدخين في الأماكن العامة المغلقة عام 2006، ثم تبعتها إنجلترا، وقد أدى ذلك إلى منع تدخين الشيشة في المقاهي العربية في أنحاء البلاد، وقد شن أصحاب المقاهي في بريطانيا حملة في وسائل الاتصال الحديثة، مثل «فيس بوك»، في محاولة لاستثناء مقاهي الشيشة من ذلك الحظر.
وكانت وجهة نظر أصحاب المقاهي أن ذلك سيؤثر على دخلهم، كما أن تدخين الشيشة ظاهرة اجتماعية بين الشباب والشابات العرب الذين لا يفضلون الذهاب إلى الحانات والمراقص طبقا للتقاليد الإنجليزية للتواصل الاجتماعي، فتلك المقاهي أصبحت مثل مجالس السمر التي يجتمع فيها الأصدقاء والأقارب.
وقد نجح أصحاب المقاهي في التحايل على هذا القرار بعدة وسائل، مثل الحصول على تصاريح بوضع طاولات على الأرصفة أمام المقاهي لتقديم الشيشة، وهو من الحالات المسموح بها. ولمواجهة الطقس البارد في المملكة المتحدة وضع أصحاب المقاهي دفايات تعمل بالغاز بجوار الطاولات بالإضافة إلى بطاطين، ونجحت التجربة وازدهرت المقاهي مرة أخرى.
إلا أن السلطات البريطانية تخشى من انتشار المقاهي السرية، التي خصصت البدرومات لتدخين الشيشة بعيدا عن رقابة السلطات بالسماح للزبائن المعروفين لدى أصحاب المقاهي بالتدخين، أو في الوحدات الصناعية القديمة أو في الشوارع الخلفية. ويسمع الزبائن عن تلك الأماكن عبر خدمات «فيس بوك» و«تويتر»، ويدخلونها بعد الدق على جرس أو بالاتصال الهاتفي أمام المقهى، وهذه الأماكن ليست مجهزة للحماية من الحرائق، وهو ما يمكن أن يتسبب في أضرار كثيرة.
فهل تطبق فكرة إصدار تصاريح خاصة لمقاهي الشيشة أم يستمر الحظر الشامل على منع التدخين في الأماكن العامة؟