من أجل عيون القراء والمعلنين .. مجلات الموضة تجدد مظهرها
12:00 ص - الإثنين 5 مارس 2012
على جدار مكتب سيندي ليفي، رئيسة تحرير مجلة «جلامور» الواقعة في مبنى «كوندي ناست»، تجد عددا من أغلفة المجلة، جميعها لنجمة مشهورة.
اللافت في هذه الأغلفة أنها كلها على خلفية بيضاء، بينما تبرز كلمة «جلامور» على ظلال من اللون الأحمر أو الوردي المتوهج.
في الجانب الآخر، تراصت أغلفة لمجلات منافسة مثل «إن ستايل» و«ماري كلير» و«كوزموبوليتان» و«ريد بوك» و«إيل» و«ويمينز هيلث» وغيرها، وهي أيضا تتميز بصور لمشاهير على خلفية من اللونين الأبيض والأحمر.
والسبب في غلبة هذين اللونين على الكثير من الأغلفة النسائية أن رؤساء التحرير يعتقدون أنهما يشكلان خلفية رائعة، والأهم أنهما يبيعان.
لكن، لا يمكن اعتبار الأمر علما مفروغا منه، إذ إن مبيعات مجلة «غلامور» تراجعت بشكل كبير خلال العام الماضي، بنسبة 17 في المائة خلال شهر يونيو (حزيران) وبنسبة 9.9 في المائة خلال النصف الثاني من العام بحسب إحصاءات هيئة تدقيق التوزيع.
ولم يقتصر الأمر على «جلامور»، بل غيرها من المجلات النسائية المشابهة التي تراجعت مبيعاتها مؤخرا. البعض يعيد السبب إلى عدم تميز هذه المجلات عن بعضها نظرا لالتزامهم بنفس معادلة تحقيق النجاح. لكن، سينتبه القراء إلى بعض التغيير في أعداد مارس (آذار) في كل من مجلتي «جلامور» و«هاربرز بازار»، اللتين ستكشفان عن وجه جديد.
مجلة «جلامور» ستظهر في السوق بغلاف للممثلة أماندا سيفريد ببلوزة مطرزة من «بالمان» Balmain وبنطلون جينز من «هادسون» Hudson وهي تقف بأريحية في حمام ممسكة بمجفف شعر أصفر.
عنوان الغلاف سيكون باللون الأصفر على غلاف بظلال داكنة.
تقول ليفي: «الأصفر يعني بالنسبة لي كسر القواعد».
وأضافت جيرالدين هيسلر، مديرة التصميم: «يبدو أيضا باعثا على السعادة والمرح».
وتعد «جلامور» من أكثر المجلات التي تحقق أرباحا في مؤسسة «كوندي ناست» نظرا لوصول عدد قرائها إلى 12 مليون، 1.85 مليون منهم من أصحاب الاشتراكات وبمتوسط مبيعات قدره 453.707 نسخ. لهذا يعد العبث بمحتواها مخاطرة كبيرة.
لكن، من الخطأ القول إن التغييرات اقتصرت على غلاف المجلة، فالمواضيع الخفيفة أصبحت تحتل مكانا متقدما، وتولت آن كريستينسين، رئيسة التحرير السابقة لمجلة «نيويورك تايمز ستايل ماغازين»، ملف الموضة ومنحته أولوية مع تركيز على المشاهير.
وتوضح صورة التقطت لسارة جيسيكا باركر توجها سائدا للموضة حاليا متمثلا في بنطلون ملون، وصور مماثلة لسيينا ميلر وكيم كاردشيان بأن تصفيفة الشعر على شكل كعكعة أيضا ستكون دارجة.
تشرح ليفي: «لقد شعرت بأن (جلامور) لم تعد تحمل قدرا من المفاجآت ويمكن توقع ما ستقدمه، إلى حد أني سئمت منها، وبالتالي لا بد أن يكون هذا هو شعور القارئ أيضا».
وتعد عملية إعادة التصميم وسيلة لإشراك القارئ وجذب المعلنين، كما تظهر قسيمة الاشتراك لمجلة «بازار» الجديدة التي تحمل صورة لغوينيث بالترو ووجها مغطى.
كذلك تم إضافة قسم جديد تماما لمجلة «جلامور» بعنوان «افعل ولا تفعل»، ويتضمن الطرق الصحيحة لارتداء الملابس المزركشة بالزهور أو الملابس البيضاء أو السترات وتم وضعه في موقع متقدم من المجلة.
وتضمن عدد مارس (آذار) مقالات تتناول ظاهرة أيقونات الموضة الشابات، وكذلك مقال خفيف بقلم ميندي كيلينغ عن أفظع ما يمكن ارتداؤه في الاحتفالات الرسمية.
كذلك تضمن العدد قصصا لسيدات عائدات من الحرب ومثقفات، ما زلن يتمتعن بروح معنوية مرتفعة، لكنهن يتحدثن بصيغة المتكلم.
وقالت ليفي إنها أرادت التخلص من فكرة تقديم النصائح وكأنها من شخص حكيم.
مع ذلك، يظل هناك مأخذ واضح على المجلة وهو أنها في الوقت الذي تجعل فيه شؤون المرأة هدفا أسمى لها، إلا أنها لا تزال تتحدث عن الجنس إلى حد كبير، وإن أصبح أقل حدة واستفزازا.