العثور على مخلوق عملاق من القشريات في أعماق المحيط
12:00 م - الأحد 19 فبراير 2012
خاص الجمال - إيناس مسعود
"تم العثور على قشري عملاق في عمق المحيط بالقرب من سواحل نيوزيلندا"
تم العثور على مخلوق قشري عملاق في عمق 7 كيلومتر في مياه المحيط الواقعة بالقرب من ساحل نيوزينلدا.
أطلق العلماء على هذا المخلوق اسم (العملاق)، وهو نوع من القشريات متعددة الأرجل التي تتراوح أطوالها في الطبيعي بين 2 إلى 3 سنتيمتر، لكن هذا القشري الذي اكتشف في خندق في الأعماق قد كسر القاعدة؛ حيث يمثل حجمه عشر أضعاف الحجم الطبيعي لأمثاله ووصل طوله إلى 34 سم.
وقال الخبير (آلان جاميسون) من جامعة أبردين قسم المحيطات مايلي:
"إن هذا الاكتشاف كالعثور على صرصور بأرجل طويلة، لقد توقفت عند رؤيته وفكرت وقلت لنفسي ما هذا؟ فقد كان هذا القشري متعدد الأرجل أكبر بكثير مما تخيلت أو اعتقدت أنه ممكن، حتى وصل الأمر لأقول إنه كلما توقعت أشياء مبالغ بها، كلما عثرت بالفعل عليها".
أضاف الدكتور (أشلي رودن نيوا) أحد الباحثين ما يلي:
تم العثور على حيوانات غريبة باستخدام فخ معدني كبير مزود بالكاميرا وموضوع في زجاج ياقوتي أزرق حتى يبقيه في مأمن من التعرض للضغط العالي في أعماق البحار، والإمساك بـ 7 نماذج والقبض على 9 ظهرت في فيلم من قبل فريق من جامعة أبردين في استكلندا والمعهد الوطني لأبحاث المياه والغلاف الجوي (نيوا) في نيوزيلندا.
ويبلغ طول المخلوق "العينة" الذي تم إحضاره مع الفريق العلمي على ظهر السفينة 28 سم، بينما كان طول المخلوق القشري الذي رصدته الكاميرا 34 سم.
حيوان خارق للطبيعة:
اكتشف أن المخلوقات مزدوجة الأرجل تعيش في أعداد كبيرة في أقصى أعماق المحيطات والوديان الضيقة في قاع البحر، والتي يمكن أن تغطس لأسفل حتى 11 كيلومتر تقريبا.
غالبية المخلوقات صغيرة، لكنها نشطة للغاية ويبدو أنها تزدهر وتعيش في هذا المكان حيث يزداد الضغط بما يعادل ألف مرة ضعف الضغط الموجود عند سطح البحر، وعادة يبلغ طول القشريات المشابهة الموجودة في أي مكان آخر ما يتراوح بين 2 إلى 3 سم.
أطلق العلماء مصطلح (العملاق) أول مرة بعد العثور على بعض عينات المخلوقات الكبيرة جدا عام 1980 وخلال فترة الثمانينات قبالة سواحل هاواي، ومنذ ذلك الوقت أصبح الباحثون يرونها في القطب الجنوبي حيث تنمو ليصل طولها 10 سم، لكنها تتضاءل الآن وهذا يتضح من خلال آخر الاكتشافات.
وقال الدكتور "أشلي رودن" من نيوا ما يلي:
"بدأ الأمر يبدو وكأنه كلما ازدادت عملية البحث والتنقيب كلما ازدادت الاكتشافات، وأثبت اكتشاف هذا الحيوان العملاق الخارق للطبيعة الذي كان موجودا منذ فترة طويلة ولم يلحظه أحد، مدى ضآلة ما نعرفه عن أماكن الحياة في أعماق البحار الفريدة بنيوزيلندا".
فوجئ العلماء على مدى السنوات القليلة الماضية بالحياة التي اكتشفوها في خنادق المحيطات التي كانوا يعتقدونها مجرد بقع خالية جدا لكونها تقع في أقصى الأعماق، وتتسم بشدة البرودة والظلام حيث الضغط المرتفع جدا مما يجعلها أماكن يصعب على أي مخلوق البقاء بها، لكن جاء اكتشاف العلماء ليجدوها كثروة من الحياة في أعمق الأعماق.
هذا فضلا عن أسراب عديدة من المخلوقات مزدوجة الأرجل شبيهة الجمبري تعيش على عمق 7700 متر في الأعماق وأطلقوا عليها (isopods) و (snailfish).