صدق من قال .. إن المصريين شعب "ابن نكتة"

منذ تأجج الأحداث السياسية التي وقعت في بلادنا العربية، والشعب المصري أثبت أنه حقا شعب "ابن نكتة".

 

فقد كان يتجاوز الأزمات ويهون من الصدمات مستخدما خفة دمه بمنتهى البراعة، وقام بالتعليق على الأحداث المشتعلة من خلال الصور والنكات، ووصل الأمر إلى ميدان التحرير ذاته، حيث رفعت "اليافطات الضاحكة" والصور التي تصيبك بالحيرة؛ هل أنت في قلب ميدان التحرير، أم في قلب السيرك القومي؟!

 

قام شعبنا العظيم بممارسة خفة دمه عبر العديد من الوسائل، وكان من أبرزها موقع الفيسبوك الشهير، الذي نشأت منه الثورة وأيضا الضحكات!

 

فمنذ قيام الثورة التونسية وبجانب عشرات التعليقات والمداخلات المساندة لشعب تونس الثائر عبر موقع الفيس، انتشرت مجموعة كبيرة من التعليقات الساخرة قبل وبعد هروب "زين العابدين بن علي" أو "زين الهاربين" كما سماه الملايين، وكان من بينها:-

 

-الفرق بين الشعب المصري والتونسي.. أن الشعب التونسي تقول له ثور فيثور، والشعب المصري تقول له ثور يقول احلبوه.

- الشعب التونسى أراد الحياة فاستجاب القدر.. الشعب المصرى أراد "الحياة" فوجدها على تردد 11255 أفقي.

- بمناسبة التغيير.. إحنا أكبر تغيير حصل في بلدنا الفترة اللي فاتت، نزول جدو في آخر ربع ساعة يجيب جون.

- الشعب بتاعنا سخن النهاردة بعد ما تابع أحداث تونس.. لكنى أعتقد إنه بكرة هايرجع تانى يتابع غزوات شيكابالا وكبوات الأهلي.

-بسم الله الرحمن الرحيم: الإجابة تونس.

- تونس اختارت التغيير.. ومصر اختارت شيبسي بالجمبري.

- آخر نكتة: بن على يتصل بالرئيس مبارك ، ومبارك بيكنسل عليه.

لم يكن الشعب المصري يعرف وقتها أن مبارك "مش هيكنسل عليه"، وبالفعل تحققت نبوءات الكثيرين في حدوث الثورة، ووقعت الثورة المصرية في الخامس والعشرين من يناير لعام 2011.

انشغل المصريون فترة بأحداث البلد وما نشأ فيها من أمور غريبة لم يرها الشعب منذ 30 عاما، ولم تلبث أن اشتعلت تلك الأحداث حتى عاد مرة أخرى إلى أجمل ما فيه من خصال؛ ألا وهي خفة دمه وطرافته.

 

-أمنية واحد مصري: ياريت مبارك كان ضربنا إحنا الضربة الجوية، وراح حكم إسرائيل 30 سنة، كان زمانهم بيشحتوا دلوقتي!

- الرئيس يعلن في بيان: وفاء مني لمصر ورغبة في تلبية طلبات الشعب، لن أرحل حتى أحقق مطلب الشعب في القبض على السفاح ومحاكمته.

- بيقولك واحد لقي الفانوس السحري ودعكه.. طلعله العفريت وقاله: شبيك لبيك تطلب إيه؟ قاله الراجل: أنا عايز كوبري بين القاهرة وأسوان، العفريت قاله: دي صعبة قوي.. اختار حاجة تانية، الراجل قاله: خلاص خلي حسني مبارك يسيب الحكم، العفريت قاله: أنت عايز الكوبري رايح جاي؟ ولا رايح بس؟.

- "بلطجي" لقناة العربية: العيال بيرموا علينا قنابل "بلوتوث".

- شهود عيان فى أروقة وزارة التربية والتعليم تفيد بأنه قد تم تأجيل امتحانات الدور الثاني إلى أجل غير مسمى، معللة هذا بأن النظام سقط وعاوز وقت عشان يلحق يذاكر.

- عقد الرئيس جلسة مع وزير الداخلية السابق حبيب العدلي وقال له محتداً: منعت الحشيش يا فالح؟ أهو الشعب صحصح علينا.

- عمر سليمان: حسني مبارك ده هو أبونا كلنا.. محشش: ده إحنا طلعنا ولاد حرام يا رجالة.

 

- رابطة نجاري مصر يسألون الأسطى مبارك: "ما نوع الغراء الذي تستخدمه؟".

- ارحل.. الولية عاوزة تولد والولد مش عايز يشوفك.

- ارحل عاوز أتجوز.

- ارحل مراتي وحشتني.. متزوج من 20 يوم.

- ده لو كان عفريت كان انصرف.

- لو ما استحمتش النهاردة في بيتنا.. هاستحمى يوم الجمعة في قصر الرياسة.

وتعقيباً على الاتهامات بوجود أجندة لدى المعتصمين في ميدان التحرير، ومندسين من الخارج بينهم، سخر البعض بما وصفوه بـ"نشيد الأجندة"، الذي يقول:-

 

 

لم يستطع مبارك أن يصمد أمام رغبة تلك الجموع الحاشدة، وإرادة شعب بأكمله اجتمع على كلمة "الشعب يريد إسقاط النظام"، وبالفعل تنحى مبارك في الحادي عشر من فبراير، وعادت من جديد نكات الشعب المصري التي شملت:-

- إبليس شاف 3 ملايين بيصلوا في ميدان التحرير راح مصوت وقال: الله يخرب بيتك يا مبارك بقالي 30 سنة أضلل فيهم وأنت بعماليك السودا دي تخليهم يتجمعوا ويصلوا؟.. وهتف مع المتظاهرين "يسقط يسقط حسني مبارك!".

- الرئيس مبارك قال: أنا خسارة في المصريين، وتنحي وقرر إنه يرشح نفسه لرئاسة تونس، مما دفع ملايين التونسيين إلى المطالبة بعودة زين العابدين بن علي."

- بعد ثورة مصر وتونس يوم الجمعة، القذافي قرر إلغاء صلاة الجمعة في ليبيا! 

- الشعب المصري يوجه كلمة لرئيسه المخلوع.. ياااااااه .. أخيرا فهمتنا.

- في مثل هذا اليوم.. اخترع توماس أديسون المصباح الكهربائي.. واليوم.. الشعب المصري أضاء هذا المصباح.

- رئيس سابق يبحث عن وظيفة.. خبرة في إنشاء الكباري متعددة الطوابق.. والمعتقلات شديدة الوحشية.. ولديه قدرة خاصة على التناحة.

 

أما على موقع فيسبوك، فقد تم إطلاق صفحة خاصة حول "خفة دم الشعب المصري في المظاهرات"، وورد فيها:-

- من أفلام الثورة: مبارك في الزنزانة - يا أنا يا حسني - الواد سليمان بتاع الرئيس - مبارك شيكا بيكا - إنها حقا أجندة محترمة - خالتي أجندة - تيمور وحسني - شورت وأجندة وكاب - حسنيكانو - بلطجية في كي جي تو - المرأة والدستور - مطب رئاسي - اللي بالي ماشي - اللعب مع الإخوان - نحيني شكرا - يادنيا ياحرامي - حب في الدبابة - مع دخول المسرحية الكوميدية "امشي يا حسني لا مش ماشي" موسمها الثلاثين بنجاح ساحق."

- أكبر فرق بين التلفزيون المصري وسبيس تون.. إن التلفزيون المصري لا بيسابق ولا بيلاحق، إنما سبيس تون فيه سابق ولاحق.

- مفاجأة مدهشة: كل الأجيال راحت الجيش، إحنا الجيل اللي الجيش جاله.

 

تلت فترة التنحي قيام الحكومة بعمل استفتاء على الدستور، والذي خير المصريين بين نعم ولا، واستمرارا لروح النكتة والدم الخفيف، خرج المصريون بنكاتهم وتهكمهم الظريف قائلين:-

- أنا مش سلبي .. ‬أنا صباعي بمبي.

- وصباعي لونه بينك أنا مصري مش فشنك.

- صباعي بمبي فسفوري، أنا قلت رأيي في دستوري.

- الله يرحم أيام مبارك عمره ماحيرنا ولا عمره خيرنا ما بين نعم ولا. 

- أنا عرفت ليه كانت الانتخابات بتتزور، علشان الحكومة كانت عايزة تريح الشعب ومتشتتش فكره.

- الحكومة اكتفت بطوابير العيش والأنابيب وخلت طوابير الاستفتاء عليها.

- سيدة مصرية تقول أحضرت طفلى ليصوت معى فى الانتخابات بسبب ضياع صوتي، وعند سؤالها عن سبب ضياع صوتها ردت متعجبة: "إنت سبت كل المليارات اللى ضاعت وجاى".

 

وتوالت الأحداث في مصرنا الحبيبة، وتوالت القرارات والصدامات والمظاهرات والاحتجاجات، إلى أن جئنا - والحمد لله- إلى انتخابات البرلمان التي عقدت منذ عدة أيام، وفاز الإخوان - حزب الحرية والعدالة - بأغلبية ساحقة، وفاز أيضا المصريون بجائزة أوسكار في النكات السياسية، والتي شملت:-

- تغيير اسم الطريق الدائرى إلى الطريق المستقيم، الشتيمة هتتوحد وتبقى «تبا لك»، السينما هتبقى للكفار فقط، أمن الدولة هيبقى اسمها «إدارة مكافحة الكفار» والداخلية وزارة «الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر».

- تامر حسنى يحول سلسلة عمر وسلمى إلى "الشيخ عمر والأخت سلمى".

- وتداول نشطاء آخرون نكات تسخر من تشدد السلفيين قالت إحداها: واحد سلفي متعصب ركب تاكسى قام قال للسواق: «هو على أيام الرسول كان فى راديو؟، السواق قاله: لأ، قاله: خلاص لازم تطفي الراديو، اتحمق السواق وضرب فرامل وقاله: هو على أيام الرسول كان فى تاكسى؟ قاله: لأ، قاله: خلاص انزل واستنى قافلة قريش».

- وعلى موقع «تويتر» كتب عدد من النشطاء: «مصر بين طريقين.. التكفير والهجرة، والتفكير فى الهجرة، وقام عدد من النشطاء بإعادة تسمية المسلسلات والأفلام لتتناسب مع ما سموه «عصر الإخوان» بعد الفوز الساحق فى الانتخابات البرلمانية، وقد شهدت تلك التدوينة تفاعلاً كبيراً من زوار الموقع ومنها: «أبى فوق المئذنة» على غرار فيلم «أبى فوق الشجرة»، و«دموع فى عيون علمانية» على غرار مسلسل «دموع فى عيون وقحة»، و«شورت وعباية وحجاب» على غرار فيلم «شورت وفانلة وكاب»، إلى جانب سلسلة أخرى منها: «التجربة التركية» و«مواطن ومرشد وحرامى» و«ليلة القبض على الأخت فاطمة» على غرار مسلسل «ليلة القبض على فاطمة»، و«جاءتنا الخطبة التالية» و«فى جامع مصر الجديدة» و«عودة العلمانى الضال» و«همام فى قندهار» و«إسماعيل يس فى المعتقل»، و«ما تيجى نصلى» و«طباخ المرشد» و«على من نقيم الحد».

- وأبدى عدد من الزوار غضبهم من هذه التدوينة، واعتبروها استهزاءً من الدين الإسلامى وليس من تيار سياسى إسلامى بعينه، حيث كتب أحدهم: «لو فيه ذرة إيمان فى قلوبكم احترموا دينكم.. انتوا كده بتستهزئوا بالدين وتعاليمه مش الإخوان».

- فيما رد عليهم أحد مدشنى هذه التدوينة وكتب: "عزيزى عضو جماعة الإخوان.. إحنا شعب بنحب الهزار، وأنتم جماعة محترمة بس من حقنا نختلف."

كانت هذه آخر الأحداث وبالطبع آخر النكات التي توصل إليها الشعب المصري، ألقاكم في حدث آخر وطرائف أخرى، وأخيرا ادعوا لمصر .. ربنا يستر عاللي جاي.