المذيعة: داليا نجاتي : دخلت المجال الاعلامى بالصدفة .. ونفسى اتعلم التركى
12:00 م - الخميس 16 فبراير 2012
حاورها: مجيب رشدي
رقيقة مثل الزهرة... مشرقة مثل شمس ساطعة.. عذبة مثل مياه النيل... تؤمن بأن الإنسان موقف.. وأن الصدق هو أقصر الطرق لقلوب الناس... أناقتها هي جزء من شخصيتها... وابنها هو كل حياتها.
إنها المذيعة اللامعة داليا نجاتي (ابنة الجنوب التي تنتمي لمجتمع الواحات) والتي تطل علينا من خلال قناة أورينت السورية كقارئة للنشرة الإخبارية وقناة TRT التركية الناطقة بالعربية من خلال فقرتها القاهرية في "صباح الخير من إسطنبول".
نبحر معها فى عالمها من خلال عملها كمذيعة، ونقفز من خلال هذا الحوار إلى قضايا إعلامية وإنسانية واجتماعية تستحق أن نرصدها ونقف عندها.
تقول داليا... عن نفسها وبداية عملها في المجال الإعلامى:
أنا خريجة فنون تطبيقية... فدراستي لم يكن لها علاقة بالإعلام، ودخولي لهذا المجال جاء بمحض الصدفة... في أحد الأيام جاء صحفي من مجلة نصف الدنيا ليجرى حواراً مع والدتي ابتسام أبو رحاب (أمينة المرأة في الوادي الجديد وعضو مجلس الشورى السابق) ... وكنت أعلق وأشارك معهما برأي في الحوار... فإذا به يقول لي: لماذا لا تعملين بالصحافة؟!
أعجبتني الفكرة وتعرفت على الأستاذة سناء البيسي، وكانت وقتها رئيساً لتحرير نصف الدنيا وكانت أماً بمعنى الكلمة تقف إلى جوار الشباب وتساعدهم، وبالفعل قمت بعمل عدة تحقيقات صحفية ... وفى هذه الأثناء علمت أن قناة النيل للأخبار تعقد اختبارات للمذيعين فتقدمت ونجحت وبدأت مشواري مع التلفزيون.
عدة برامج:
- ما هي الفترة التي قضيتها في النيل الإخبارية وأهم محطات النجاح بها؟
قضيت 6 سنوات بالقناة كقارئة للنشرة، وقدمت عدة برامج منها برنامج المشهد الذي لازال يقدم حتى الآن، ثم سافرت لتغطية الأحداث في فلسطين... ثم في السودان، كما قدمت برنامجاً آخر بعنوان مراسلو النيل، وكان يعتمد على التواصل مع الأحداث من خلال المراسلين داخل مصر وخارجها.
- ولماذا تركت التلفزيون المصري؟
أنا لم أتركه وإنما أخذت إجازة لأنني لم أكن راضية عن التغطية الإعلامية لأحداث الثورة.
- وكيف جاء اختيارك للعمل فى القناة التركية الرسمية الناطقة باللغة العربية؟
القائمون على القناة اختاروا مجموعة من المذيعين المصريين، وكنت واحدة منهم واختاروني لأقدم "فقرة مباشر القاهرة" ضمن برنامج "صباح الخير من إسطنبول" وهو برنامج صباحي لطيف يتواصل مع المشاهدين في مصر والوطن العربي عاكساً الثقافة التركية من ناحية... وعارضا للثقافات العربية المختلفة من ناحية أخرى.
من أجل الأسرة:
- ما هي الموضوعات التي تركزون عليها فئ البرنامج؟
أغلبها موضوعات اجتماعية عن الزواج والمراهقة وكبار السن، بالإضافة لموضوعات طبية... وكل ما يخص الأسرة.
- أبرز ضيوفك:
أعتز بلقائي مع السفير التركي بالقاهرة حسين عوني بوطحالى وزوجته، وأعتبره حواراً شيقاً تناولنا فيه العلاقات التاريخية بين مصر وتركيا، والجسور المشتركة بينهما وعن أحب الأكلات إلى قلبه... أيضاً أعتز بحوارات أجريتها مع الفنان هشام عبد الحميد والمذيع شريف مدكور.
مجرد بداية:
- كيف تقيمين كإعلامية العلاقات الثنائية المصرية التركية؟
أتصور أن الشعبين المصري والتركي مرتبطان يبعضهما أكثر مما يعكسه التنسيق الإعلامي... فهناك جهود أكبر لابد أن تبذل في هذا المجال، ولعل القناة التركية العربية هي البداية... وربما كانت زيارة أردوغان الأخيرة لمصر لتطوير العلاقات الثقافية والإعلامية، مما يعنى أنها ستكون أفضل وأقوى في السنوات القادمة.
- وكيف ترين الإعلام المصر بعد عام على الثورة؟
أراه مرتبكاً رغم جهود ومحاولات البعض للخروج من عباءة البيروقراطية، والسبب أنه وقت الثورة لم يكن محايداً ودائماً كان يتحدث بلسان النظام.
- إذاً... فأنت لا تفكرين في العودة إليه قريباً؟
حالياً لا... لكن ربما في وقت لاحق.
- ما هي مواصفات المذيعة الناجحة من وجهة نظرك؟
الصدق يأتي على رأس هذه المزايا أو المواصفات يليه الإطلاع الدائم على كل الأحداث صغيرها وكبيرها، والإلمام بكل التطورات، وأن يكون لديها لغة سليمة وأداء متماسك وأن تمتلك هذا الأداء.
ثقافة وشخصية:
- وهل المظهر جزء من هذا النجاح؟
هو جزء من شخصية المذيعة... ومن ثقافتها... وهنا البساطة والصدق أيضاً هما مفتاح لهذا النجاح فلا مانع من إتباع الموضة ولكن فئ حدود المعقول والملائم لها.
- إلى أي مدى أثرت فيك بيئة الواحات؟
أهل الواحات ناس طيبين... حياتهم بسيطة بها مساحة كبيرة من الصدق وعدم التكلف سواء في الحديث أو الحياة... لديهم أمل وتطلع... وعندهم تجد الكثير من الصبر والتحمل... وأتصور أنني تأثرت بكل ذلك واكتسبت منه الكثير.
لباقة مطلوبة:
- هل هناك موقف صعب مر عليك وأنت على الهواء؟
عموماً تتكرر قصة بعض الأخطاء فى الأسماء أو وظائف الضيوف بشكل غير مقصود، ولكني أتدارك تلك المواقف، وأتصور أن هذا جزء من لباقة المذيعة... وأذكر يوماً انقطع فيه النور وكنا على الهواء وعندما عاد قمنا أيضاً بتدارك الموقف وضحكنا معلقين بأن ذلك يحدث فى كل الأماكن.
- من هي مذيعتك المفضلة في الماضي والحاضر؟
من الجيل القديم زينب سويدان، وحالياً ليلى الشخلى في قناة الجزيرة.
- حالة الحب التي تجمع طاقم عمل برنامج صباح الخير من إسطنبول تبدو واضحة على الشاشة... فما تعليقك؟
هذا صحيح... وهو حب صادق يشعر به المشاهد على الهواء، وعلى سبيل المثال منذ عدة أيام كان عيد ميلادي وفاجأونى وهم يغنون لي سنة حلوة يا جميل... مباشرة من الأستوديو في إسطنبول.
عام وخاص:
أتمنى الخير لمصر... وأتمنى أن تهدأ وتستقر الأمور في وطننا العربي وأن تؤتى الثورات العربية ثمارها، هذا على المستوى العام... أما الخاص فأتمنى أن أتعلم اللغة التركية... فأنا أصبحت مرتبطة بالثقافة التركية من خلال عملي كإعلامية... وحبي لتركيا يدفعني لذلك وأتمنى أن أحققه خلال هذا العام.
- هل تمارسين أي أنشطة اجتماعية بجانب عملك الإعلامي؟
أنا عضوه في جمعية الجسر الثقافي العربي التركي، ومعي مجموعة من الزملاء والأصدقاء الإعلاميين والصحفيين العرب والأتراك والمصريين، وكلنا أمل أن نُفَعِّل أنشطتنا الاجتماعية والثقافية بين العالم التركي والعالم العربي.
- وحياتك الاجتماعية؟
عندي ابن واحد اسمه "آدم" عنده 4 سنوات... شقي جداً وهو كل حياتي.
- وعملك في القناة السورية أورينت... هل أضاف لرصيدك الإعلامي؟
بدون شك... أضاف بعداً جديداً، خصوصاً أنني أعمل فئ ظل ظروف الثورة السورية وقد فتح لي هذا، المجال للإطلاع على الملف السوري، وقد أفادنا ذلك كثيراً.
- هل تخبرينا عن أحلامك للمستقبل؟
الأحلام لا تتوقف عند حد معين... فالإنسان دائماً يحلم بالمزيد... وأتمنى أن أخوض العمل في قنوات أخرى جديدة مثل العربية أو الجزيرة.