أشهر الفيزيائيين في العالم: لغز الكون الأكبر هو المرأة
لندن: كان كتابه «تاريخ موجز للزمن» الذي نشره في 1988 هو الذي أماط اللثام بلغة رجل الشارع عن العديد من أسرار الكون من وجهة النظر العلمية. وفي كتابه «المشروع (أو التصميم) الكبير» (2010 بالاشتراك مع ليونارد ملوديناو) هزّ المؤسسات الدينية على تعددها بقوله إنه لا خالق للكون لأنه ليس بحاجة له وإنه خلق نفسه بنفسه.
لكن ستيفن هوكينغ، المعتبر لدى العديدين أعظم فيزيائي على قيد الحياة اليوم، يعترف بأنه عاجز عن فك طلاسم ما يقول إنه معضلة محيرة. وكشف عن هذه المعضلة عندما سئل عن الموضوع الذي يشغل فكره ويستعصي على فهمه فقال: «النساء... اعترف بأنني أقف حائرا تماما أمام كيفية فهمهن»!
الاعتراف المثير جاء في حوار معه أجرته مجلة «نيو ساينتيست» العلمية في إطار الاحتفال بعيد ميلاده السبعين في الثامن من الشهر الحالي، وألقى الضوء على «الجانب الهيّن الليّن» من العقلية الوقّادة التي يتمتع بها. وكل هذا مع العلم أنه سبر في حياته المهنية أغوارا عسيرة على السواد الأعظم من بقية البشر مثل فيزياء الكم، وعلوم الكون والعلاقة بين الثقوب السوداء والديناميكا الحرارية، وماهية التسلسل الزمني .. الى آخر قائمة طويلة.
وأقر هوكينغ بأنه ارتكب في مسيرته العلمية بعض الأخطاء في ما يتعلق بفهمه لطبيعة الثقوب السوداء. لكنه ألمح الى أن مصدر ندمه الحقيقي ربما كان يتصل بحياته الشخصية وعلاقته بالمرأة. ويذكر أنه تزوج في 1965 من جين وايلد التي اعتبرها «ميلاده الجديد»، فقد عزف عن المضي قدما لنيل الدكتوراه (في علوم الكون) من جامعة كيمبريدج باعتبار أن وفاته القريبة تحيل المجهود بدون معنى. لكن زواجه منها أقنعه بأن هذا الافتراض نفسه خاطئ ومضى ليصبح أحد أشهر الفيزيائيين في العالم.
على أنه انفصل عن جين في 1991 لأسباب قيل إنها تتعلق بضغوط الشهرة الواقعة عليه، وأيضا بسبب تدهور حالته بعدما أقعده مرض العصبية الحركية منذ أن كان في الحادية والعشرين من عمره. وقد أنجبت له ثلاثة أبناء هم روبرت ولوسي (وهي اليوم صحافية وروائية معروفة) وتيموثي.
وفي 1995 تزوج هوكينغ ممرضته إيلين مايسون، وهي طليقة ديفيد مايسون المهندس الذي صمم له النسخة الأولى من صندوق الكمبيوتر الصوتي الذي يتيح له الحديث. واستمر هذا الزواج حتى تشرين الأول (اكتوبر) 2006 عندما تقدم بطلب قضائي للطلاق منها. وربما كانت تجربته في زواجين آلا للفشل هي التي حدت به لاعتبار المرأة أكبر أسرار الكون العصية على الفهم كما يقول.
وأتى حوار هوكينغ مع المجلة قبل مؤتمر دولي يعقد على شرفه ويبدأ اليوم في جامعة كيمبريدج، التي كان يشغل فيها كرسي بروفيسير الرياضيات. ويختتم هذا المؤتمر أعماله الأحد ويشهد مساهمات من بعض ألمع الأسماء في مجال العلوم، مثل عالمي فيزياء الفلك البريطاني اللورد ريس والأميركي سول بيرلموتر حائز «نوبل للفيزياء» في 2011، وعالم الفيزياء النظرية الأميركي كيب ثورن من معهد كاليفورننا للتكنولوجيا.
ويقول هوكينغ في حواره مع «نيو ساينتيست» إنه، في سن السبعين، لم يفقد توقه الى الاستكشاف. لكنه يضيف أن الوقت صار غير متاح له الآن بالشكل الذي يريد، وأنه لو عاد شابا لبدأ البحث في نظرية جديدة معينة ستفتح أبوابا لم يطرقها العلم بعد.