بعد تهيئة أنفسهم للهزيمة .. الجمهوريون يراهنون على بالين في 2012

مع بدء العد التنازلي علي واحدة من أكثر انتخابات الرئاسة الأميركية سخونة، بدأت ترتسم في الأفق ملامح المشهد السياسي المتوقع حدوثه يوم الرابع من نوفمبر المقبل، حيث بدا من الواضح أن الجمهوريين يؤقلمون أنفسهم علي تذوق مرارة الهزيمة والرضوخ لفوز منافسهم الديمقراطي وذلك حسبما أفادت اليوم صحيفة التليغراف البريطانية، التي كشفت في الوقت ذاته عن أن الجمهوريين يفكرون جديا في نفس الوقت باختيار سارة بالين كمرشحة عن الحزب في الانتخابات الرئاسية المقبلة ضد الرئيس باراك أوباما عام 2012.


وقالت الصحيفة أن عدد من أبرز أعضاء الحزب الجمهوري المحافظين يتحدثون الآن بكل حماسة عن بالين كمتسابقة للبيت الأبيض خلال الدورة الانتخابية القادمة، معترفين بأنه إذا كان الأسبوع الواحد فترة طويلة في عالم السياسة، فان أربعة أعوام بمثابة العديد من الأعمار.

ونقلت الصحيفة عن أحد أعضاء الحزب المحافظين والمقتنع بأن ماكين سوف يخسر في الانتخابات قوله :" سارة هي الأفضل، وحقيقة ً يمر الحزب بمرحلة انكسار وهي الوحيدة القادرة علي إصلاح ذلك. نحن بحاجة لشخص يأتي من خارج واشنطن ويعمل من أجل طموحات البسطاء من الشعب الأميركي".

وقالت الصحيفة أن بالين تعمل بدهاء الآن علي إبعاد نفسها عن ماكين، وتسعي لإعداد نفسها كي تتحول لمرشحة انتخابية علي طريقتها الخاصة، تماما مثل فعل جون ايدواردز في عام 2004 حينما كان نائب المرشح الديمقراطي جون كيري.

وأوضحت الصحيفة أيضا أنها ذكرت في عديد المرات من خلال حديثها المعتدل للإذاعة أنها ستكون أكثر عدوانية ضد أوباما في الوقت الذي كانت تبعد نفسها عن التكتيكات الانتخابية مثل المكالمات الهاتفية الآلية.

وتري حاكمة ألاسكا – بطلة الحق الديني بسبب موقفها المتصلب حول قضية الإجهاض -  وحتي قضايا الاغتصاب، أن الإجهاض يجب أن يتم حظره كما قالت مؤخرا ً علي عكس ما قاله ماكين أنها تدعم إجراء تعديل دستوري لحظر زواج الشواذ. كما اختلفت بالين مع ماكين حول السياسة تجاه باكستان، والتنقيب عن النفط في ألاسكا وشطب كوريا الشمالية من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

 وفي الوقت الذي يعتبر البعض فيه أن تلك الاختلافات بمثابة الزلات التي تبين جهلها بالسياسة، يري البعض الآخر أنها تعمل عن قصد علي تقويض مرشحها الجمهوري.

ويقول توبي هارندين، محرر الشؤون الأميركية بالصحيفة الإنكليزية أن بالين سبق لها وأن أعلنت عن عدم رضاها بالطريقة التي تعاملها بها حملة ماكين الانتخابية حيث يتم حجبها عن الأضواء الإعلامية، إلي أن يشعرون بأنها أكثر جاهزية ووقتها يقومون بترتيب سلسلة من اللقاءات مع بعض مقدمي الشبكات التلفزية وهي اللقاءات التي تتحول فيما بعد لكوارث.

ويخشي بعض الجمهوريين من أن سمعة بالين قد تعرضت للضرر بشكل لا رجعه فيه بين الناخبين الجدد، المطلوبين للفوز بالانتخابات.  

ويري أليكس كاستيلانوس، أحد أبرز الخبراء الاستراتيجيين في الحزب الجمهوري أن بالين ربما تحظي بمستقبل أفضل. 

وهذا الأمر يتوقف علي مدي قدرتها علي التحول لتصبح أكثر من مجرد شخصية  تسير علي القاعدة التقليدية.

وأضاف :" تمثل بالين الأميركان المحبطين من الحكومة الفاشلة في واشنطن. فهي لم تكن مجرد شخصية محافظة، بل كانت شعبية. وهي تبدو من نوعية الرئيس هاري ترومان ورئيسة وزراء إنكلترا السابقة ماغي تاتشر وهي تستطيع أن تصبح ذلك مرة أخري ".