أريد توضيحاً لحالة تسارع نبض القلب مع تغير وضعية الجسم من الجلوس إلى الوقوف.
إن هذه الحالة يحدث فيها ارتفاع في معدل نبض القلب عند تغير وضعية الجسم من الاستلقاء إلى الوقوف، أو من الجلوس إلى الوقوف. ولتشخيص هذه الحالة يجدر أو يحدث ارتفاع في معدل نبض القلب بما يفوق 30 نبضة في الدقيقة؛ أي لو أن معدل نبض القلب حال الاستلقاء كان 80 نبضة في الدقيقة مثلاً، فإن يحدث ارتفاع في النبض بما يفوق 110 نبضات في الدقيقة خلال الدقائق العشر التالية أثناء الوقوف، أو أن يرتفع نبض القلب إلى ما يفوق 120 نبضة في الدقيقة عند الوقوف بعد الاستلقاء.
ويرافق هذا انخفاض في ضغط الدم. والعرض الشائع لهذه الحالة هو الشعور بالدوار أو حصول الإغماء. وهناك أعراض أخرى مثل زيادة التعرق وتشويش في الرؤية والغثيان، وربما الشعور بألم في الصدر أو برودة الجسم أو الصداع أو التوتر النفسي أو الإسهال.
وتعد «متلازمة تسارع دقات القلب الانتصابي الوضعي» واحدة من مجموعة من «اضطرابات الحساسية المفرطة لتغير وضعية الجسم»، أي إن تفاعل الجسم مع حدوث تغير في وضعيته لا يتم بطريقة سليمة، وبالتالي لا يتحمل الجسم هذا ولا يحافظ أثناء ذلك على سلامة ضغط الدم ونبض القلب. وفي هذه الحالة التي يميزها انخفاض في ضغط الدم، يحدث ذلك نتيجة تناقص كمية الدم الواردة إلى القلب من الأطراف السفلية، مما يُقلل كمية الدم التي يضخها القلب للدماغ وبقية أجزاء الجسم.
ومن بين أنواع «اضطرابات الحساسية المفرطة لتغير وضعية الجسم»، تتميز حالة «متلازمة تسارع دقات القلب الانتصابي الوضعي» بحدوث ارتفاع نبض القلب بشكل مفرط حال الوقوف؛ أي أكثر من 30 نبضة في الدقيقة، أو أن معدل ضربات القلب يتجاوز 120 نبضة في الدقيقة، في غضون 10 دقائق من بدء الوقوف.
وهناك عدة حالات مرضية قد يرافقها حدوث هذه الحالة، مثل فقر الدم وبعض أنواع أمراض اضطرابات المناعة الذاتية، ومرض السكري، وارتخاء الصمام المايترالي، والتصلب اللوحي العصبي.
وأفضل شيء يمكن فعله عند الشعور بالدوار هو العودة إلى الاستلقاء على الظهر. وهناك وسائل لتشخيص هذه الحالة، كما تتوفر وسائل لمعالجتها، وهو ما يتطلب مراجعة طبيب القلب.