والدتي مصابة بالسكري، ونواجه صعوبات في ضبط نسبة السكر في الدم لديها، بماذا تنصح؟

بداية، علينا تأكيد معلومة مهمة، وهي أن نسبة السكر في الدم بالإمكان ضبطها ضمن المعدلات التي تتطلبها معالجة مرض السكري، أي المعدلات التي يهدف إلى الوصول إليها علاج مرض السكري. ولأن وزن كل إنسان مختلف عن الآخر، وعمره وكمية ما يتناوله من أطعمة طوال اليوم ومقدار بذله النشاط البدني وحالة عمل مختلف الأعضاء في الجسم، كلها هي الأخرى مختلفة من إنسان إلى آخر، فإن تصميم طريقة المعالجة تختلف من مريض إلى آخر.


وعلى الرغم من اختلاف طريقة معالجة كل مريض، فإن هناك خمسة خطوط عامة للمعالجة تنطبق على جميع المرضى. والخطوط العامة هي: الحرص على تناول الأطعمة الصحية الملائمة للشخص المصاب بالسكري، وممارسة الرياضة اليومية، ومراقبة مستوى السكر في الدم، والالتزام بالمتابعة لدى الطبيب واتباع إرشاداته وتناول الأدوية التي يصفها للمريض، والحرص على الاطلاع على المعلومات التي تتعلق بالسكري.

والسير على جميع هذه الخطوط يستلزم من أفراد الأسرة المحيطين بمريض السكري أن يساعدوه أو يساعدوها. بمعنى أنه حينما يكون مريض السكري كبيرا في السن، فإن على الأبناء أو البنات أو الأحفاد مساعدته في توفير الأطعمة الصحية له، وإعدادها وطهيها بطريقة صحية، وتقديمها له مع حساب كميتها. وكذا مساعدته في الالتزام بممارسة النشاط البدني اليومي كالمشي أو الهرولة. وأيضا مساعدته في إجراء تحليل قياس نسبة السكر في الدم وفق توجيهات الطبيب.

وأيضا متابعة مواعيد المراجعة مع الطبيب، وتذكيره بيوم الموعد وبأي فحوصات قد يطلب الطبيب إجراءها قبل الموعد، والحضور معه لزيارة الطبيب وفهم إرشادات الطبيب ومتطلبات العناية المنزلية الصحيحة به. وكذلك مساعدته في تناول الأدوية أو تلقي حقنة الإنسولين وحفظها بطريقة صحيحة تضمن فاعلية الإنسولين، ويجب إعطاؤه المعلومات الطبية المفيدة والبحث عنها في الإنترنت أو أي مصادر طبية موثوقة.

ومن المتوقع أن تسهم مساعدة الوالدة في معالجة مرض السكري في الوصول إلى نجاح انضباط نسبة السكر في الدم. وغالبا ما يكون سبب عدم النجاح هو عدم معرفة المريض بكيفية إدارة معالجة المرض، إما لعدم اتضاح المعلومة الطبية التي قالها الطبيب له، أو نسيانه لها، أو ما شابه ذلك. وربما يكون مريض السكري مرهقا بأمراض أخرى، أو يفتقر إلى العزيمة، وهنا يمكن لأفراد الأسرة مساعدته ونجاح ضبط نسبة السكر لديه.

ويمكن لعدد من أفراد الأسرة تناوب العناية بمريض السكري، أو تقسيم مهام العناية به فيما بينهم، كأن يحرص أحد الأبناء على مرافقته في المشي اليومي، وآخر على ضبط نوعية وكمية الأطعمة التي يتناولها، وثالث في زياراته للطبيب، وهكذا دواليك.