هل بإمكان الحامل في طفلها الثاني أن ترضع طفلها الأول؟
قارئتنا العزيزة .. نشكرك على ثقتك الغالية في موقعنا .. فقد شرفنا حقاً بإستقبال سؤالك ..
الإرضاع ليس وسيلة فاعلة لمنع الحمل، ولذا فمن الممكن أن تحمل المرضع، ومن الممكن أن يستمر لديها إدرار الحليب مما يجعلها قادرة على إرضاع مولودها، أي أن تكون حامل في الطفل الثاني وفي الوقت نفسه ترضع طفلها الأول.
وفي العموم، فإن الإرضاع خلال الحمل فعل آمن ما دامت الأم الحامل والمرضع في الوقت نفسه تهتم بالشؤون المتعلقة بتغذيتها، أي تناول الأطعمة الصحية المفيدة والغنية بالمعادن والفيتامينات والبروتينات وغيرها، وأن تحرص أيضا على تناول الكميات اللازمة من السوائل، وما دامت الأم الحامل والمرضع تتابع كذلك في عيادة متابعة الحمل.
ومع هذا كله، ثمة إشكالية في شأن الحمل والإرضاع تتلخص في أن الإرضاع عامل مثير لنوعية متوسطة الشدة من الانقباضات في عضلة جدار الرحم، وهذه الانقباضات غير مؤثرة بشكل سلبي على الحمل إذا كان الحمل مستقرا ولا توجد به مضاعفات سلبية تهدد سلامة استمراره.
أما إذا كانت ثمة مشكلات أو مخاوف طبية من ضمان استقرار الحمل، مثل حصول نزف مهبلي أو آلام في الرحم أو أن يكون قد سبق للمرأة أن ولدت بشكل مبكر في حمل سابق، فإن الطبيب سينصح الحامل بالتوقف عن ممارسة عملية إرضاع الطفل حفاظا على سلامة حمل الجنين الذي في رحمها.
وهناك جانب آخر على الأم الحامل مراعاته، هو أنه وعلى الرغم من أن القيمة الغذائية لحليب ثدييها تكون جيدة خلال فترة الحمل، فإن طعمه قد يختلف على الطفل، كما أن كميته تقل تدريجيا مع تقدم الحمل، مما يفرض على الأم الحامل أن تفكر في البدء بتقديم الحليب الصناعي لطفلها.
وكذلك ثمة جانب يتعلق براحة الأم الحامل نفسها، مثل آلام الحلمة، وهي أمر شائع لدى الحوامل بالعموم، ويزيد حال رضاعة الطفل من الثدي مباشرة.
وعليه، فإن كل حالة تختلف عن غيرها، والطبيب الذي تراجع المرأة لديه لمتابعة حملها هو أقدر على الإجابة المناسبة الخاصة بحالة أم حامل تريد إكمال رضاعة طفلها الصغير. وهناك حالات تشير إليها المصادر الطبية لأمهات يرضعن في الوقت نفسه طفلين، أحدهما ولدته قبل الآخر، وهو أمر ليس غير ممكن الحصول أو لم يجر توثيق حالته طبيا.