هل صحيح أن الكركم مفيد في الوقاية من السرطان أو في معالجته؟

قبل بضع سنوات كان هناك مقال علمي عن الدراسات والبحوث التي تناولت تأثيرات الكركم على نمو وانتشار الخلايا السرطانية. وفي ذلك المقال المنشور في جريدة «الشرق الأوسط»، تم عرض المواد الكيميائية المفيدة التي تحتوي عليها جذور الكركم التي تمت دراستها في الولايات المتحدة وغيرها، حيث تشير تلك الدراسات إلى نتائج إيجابية مبدئية في احتمالات أن تكون ثمة آثار إيجابية للكركم في هذا الشأن.


ولكن تجدر ملاحظة أن الأدلة العلمية وإن كانت مشجعة جدا، إلا أنها لا ترقي إلى حد الإثبات العلمي في جدوى الكركم في منع نمو الخلايا السرطانية أو منع انتشارها، والبحوث والدراسات الطبية لا تزال مستمرة. وعدم الثبوت هذا لا ينفي عدم الجدوى، بل الجدوى حتى اللحظة ترجح على احتمالات عدم الجدوى، ولكن الأوساط العلمية تتبنى ضرورة يقين الإثبات العلمي كي تستخلص نتيجة علمية تقال للناس بشكل مبني على البرهان والدليل.

ولاحظ معي أن مادة «الكركمين» مادة كيميائية موجودة في جذور الكركم، وهي مستخدمة في التوابل الآسيوية المحتوية على الكركم، وتستخدم منذ قرون في أنواع الطب الشعبي الآسيوي، كالهندي والصيني، بوصفها مواد علاجية صحية لمجموعات عدة من الأمراض. وهو ما لفت الباحثين الطبيين في العالم للبحث في جدوى وفوائد تناولها.

والنتائج مشجعة وغير جازمة نظرا لضرورة إجراء دراسات طويلة المدى وعلى البشر لملاحظة استفادتهم الصحية في عمل الكركم على تقليل إصابتهم بالأمراض السرطانية.

وترى الأوساط العلمية أن مادة «الكركمين» قوية جدا وفاعلة بصفتها مادة مضادة للأكسدة، مما يجعلها نظريا وعمليا مادة مفيدة جدا في تقليل آثار الالتهابات في الجسم والحد من تكوين المواد المثيرة لنشوء الأمراض السرطانية.

وتفيد نتائج التجارب العلمية التي تمت في الولايات المتحدة وأوروبا بالمختبرات على الحيوانات وعلى الخلايا السرطانية، أن مادة «الكركمين» لها خصائص قد تمنع نشوء الخلايا السرطانية وقد تمنع تكاثرها ونموها، مما يجعلها مفيدة في إبطاء عمليات نمو السرطان.

كما يفيد الباحثون من «مايو كلينك» أن ذلك ربما يعني أنها مادة مفيدة في جعل المعالجات الكيمائية للسرطان أكثر فاعلية في القضاء على الخلايا السرطانية وفي الحفاظ على الخلايا الحية السليمة من التلف جراء العلاج بالأشعة للمناطق التي توجد فيها الأورام السرطانية.