أصابت والدي نوبة إغماء بعد تبوله وخروجه من الحمام، وقد أجرى الطبيب له العديد من الفحوصات، ولم نعلم ما السبب. هل من الممكن أن يتكرر الأمر؟

رسالتك لم يتضح لي من خلالها ما الأمراض التي قد تكون لدى والدك، خاصة مرض السكري أو أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم ومشكلات البروستاتا، وما العلاجات التي ربما يتناولها لأية أمراض مزمنة، وما عمره، وما الفحوصات التي أجراها طبيبه في باريس ونتائجها.


ولاحظي معي أن إغماء التبول أو إغماء ما بعد التبول هي حالة من الإغماء التي تصيب كبار السن إما أثناء عملية التبول أو في الغالب بعد الفراغ منه مباشرة، وهي في الغالب حالة ناجمة عن انخفاض مقدار ضغط الدم، وغالبا ما تحصل لهم عند الذهاب إلى الحمام للتبول في الليل بعد الاستغراق في نوم عميق.

وفي كثير من الأحيان، لا يعرف على وجه الدقة سبب حصول نوبة الإغماء هذه، ولكن من الملاحظات الطبية أن انخفاض ضغط الدم يرافقها، ويحصل غالبا توسع في الأوعية الدموية عند وقوف الشخص بسرعة بعد فراغه من التبول بطريقة سريعة لإفراغ المثانة الممتلئة بالبول وشعوره بالارتياح جراء زوال تلك الحالة من حصر واحتباس البول لديه، وهو ما قد تسبب في توسيع في الأوعية الدموية وانخفاض حاد ومفاجئ في ضغط الدم جراء ذلك.

وتشير المصادر الطبية إلى عوامل أخرى ربما تلعب أدوارا مهمة في احتمال حصول هذه الحالة، أو تكرار حصولها، مثل الجوع الشديد، أو عدم تناول كميات كافية من السوائل، أو الإجهاد البدني والنفسي، أو تناول الكحول، أو الإصابة المرافقة بالالتهابات الحادة في الجسم كالجيوب الأنفية أو الحلق أو الرئة، وارتفاع درجة حرارة الجسم. كما أن هناك حالات من تضخم البروستاتا وإعاقة سهولة التبول التي تتم معالجتها بأدوية قد تعمل على خفض ضغط الدم وقد تتسبب في حالة الإغماء هذه.

وتتطلب هذه الحالة من الطبيب الاهتمام بالبحث عن السبب، والعمل على منع تكرارها، لأن إغماء كبار السن يتسبب في أضرار محتملة جراء الوقوع وإصابات الهيكل العظمي في الحوض أو الفخذ أو الرأس. ولذا من الضروري فهم كيفية الوقاية وتأمين عوامل السلامة لحركة كبار السن في الحمام وغرفة النوم.

كما من المهم إفهام كبير السن ضرورة عدم السرعة والاستعجال حال الاستيقاظ من النوم بداعي ضرورة التبول السريع لإفراغ المثانة الممتلئة أو لدى الشكوى من سلس البول وعدم القدرة على التحكم فيه. ولذا ينصح عند الاستيقاظ بالجلوس قليلا على جانب السرير للتأكد من عدم الشعور بالدوار أو الدوخة، والراحة قليلا بعد الفراغ من التبول وعدم الاستعجال في القيام من مقعد الحمام، وعدم التبول وقوفا.

كما تجدر مراجعة الطبيب لأي أدوية قد يتناولها المرء وتعمل على خفض ضغط الدم.