ما توسعة الشرايين التاجية القلبية، وكيف تتم؟

رسالتك التي لم يتضح لي منها حالة معينة تستفسر عن طريقة معالجتها أو نصيحة طبية حول ذلك، ولذا ستكون الإجابة من نوع العرض الطبي النظري.


إن شرايين القلب عرضة للتضييق نتيجة تراكم الكولسترول ضمن طبقات جدار الشريان. والتضييقات تلك ممكن أن توجد في عدة مناطق من أحد شرايين القلب التاجية أو في عدة شرايين، وهناك ثلاثة شرايين رئيسة في شبكة الشرايين التاجية للقلب، وتتفرع من كل منها أفرع متفاوتة الحجم.

ووجود التضييقات هذه يتسبب بإعاقة لتدفق الدم من خلال الشرايين التاجية، ومعلوم أن كل واحد من الشرايين التاجية الرئيسة يغذي منطقة أو جانبا من عضلة القلب المكونة لحجرات القلب الأربعة: البطينان والأذينان الأيمنان والأيسران.

وإعاقة تدفق الدم تعني عدم تلقي عضلة القلب الكمية التي تحتاجها للعمل كمضخة لدفع الدم إلى أرجاء الجسم كله، وبالتالي يشكو المرء حينها من آلام الذبحة الصدرية، وخصوصا عند بذل الجهد البدني وطلب الجسم من القلب ضخ المزيد من الدم. كما أن التضييقات متفاوتة الحجم، منها ما قد يصل إلى حد سدد كامل لتدفق وجريان الدم من خلال الشريان المسدود، وبالتالي قد تظهر حالة نوبة الجلطة القلبية.

إن عملية توسيع تضييق الشريان، والتي تتم من خلال عملية القسطرة، هي وسيلة علاجية لتوسيع المجرى الشرياني المتضيق كي يتم السماح لتدفق كمية أفضل وأوفى من الدم خلال الشريان. وبالتالي إعادة تزويد عضلة القلب بالكمية اللازمة لكي تعمل عضلة القلب بكفاءة في ضخ كمية الدم التي يحتاجها الجسم.

وهي ليست عملية جراحية فيها شق للجلد والوصول إلى عضو القلب بشكل مفتوح، بل تتم من خلال إدخال قسطرة أنبوبية رفيعة، شبيهة بحجم «مكرونة سباغيتي»، عبر إما شريان أعلى الفخذ أو شريان باطن المعصم.

ويتم دفع هذه القسطرة الأنبوبية وصولا إلى القلب، وذلك تحت توجيه التصوير التلفزيوني بالأشعة السينية المستخدمة عادة في أشعة الصدر أو البطن أو العظام. كما يتم استخدام مادة سائلة كصبغة ملونة لتظهر من خلال الصور التلفزيونية شكل الشرايين القلبية ومكان أي تضييقات قد تكون فيها.

وعند ملاحظة تضييقات مهمة، وعند استقرار الرأي الطبي أنها بحاجة إلى معالجة، وعند تبني الأطباء أن المعالجة لها تكون أفضل من خلال التوسيع بالبالون خلال عملية القسطرة، يتم العمل على إتمام ذلك.

ولذا من المهم ملاحظة أن ليس كل التضييقات تتطلب المعالجة. وأن ليس كل التضييقات التي تتطلب معالجة، علاجها فقط هو التوسيع بالبالون خلال القسطرة، بل المعالجة قد تكون أيضا جراحية عبر عملية جراحات التخطي لشرايين القلب.

ولذا فإن الرأي الطبي لطريقة المعالجة يكون وفق عدة ضوابط علمية وبالمشورة بين طبيب القلب وطبيب جراحة القلب، وعرض الأمر على المريض للقيام بما هو أفضل.