والدي يشكو ضعفا في الذاكرة ومريض بالسكري وارتفاع ضغط الدم، وأنا أحاول أن أمنعه من قيادة السيارة خوفا عليه، وهو لا يستجيب، ما تنصح؟
12:00 ص - الأربعاء 1 يناير 2020
![](/UserFiles/News/2020/01/01/-8109.jpg?200101000000)
هذا ملخص رسالتك، التي ذكرت أن الطبيب الذي فحص والدك ذكر لكم أن من المحتمل بدرجة كبيرة أن يكون لديه مرض ألزهايمر، وأنكم حاولتم معه أن لا يقود السيارة بنفسه وأن لا يتنقل بها وحيدا، وأنكم وفرتم له سائقا يعينه على قيادة سيارته، ومع ذلك تواجهون الرفض منه.
وبداية لاحظ معي أن قيادة السيارة بالإضافة إلى أنها جزء من متطلبات الحياة اليومية للبالغين، فهي أيضا بالنسبة لغالبية الرجال مؤشر قوي على الكفاءة وقدرة الاعتماد على النفس. ولكن ما يغيب عن الذهن أحيانا أن قيادة السيارة عملية تتطلب الحفاظ على قدرة التركيز وقدرة التفاعل السريع مع أي ظروف يواجه السائق خلال قيادته للسيارة، وهو ما من الطبيعي أن يقل تدريجيا مع التقدم في العمر، وخصوصا عند الإصابة بأي نوع من الأمراض المؤثرة على قدرات الإبصار أو التركيز أو حفظ التوازن أو سلامة حركة المفاصل وغيرها.
والإشكالية في مرض ألزهايمر أو أي نوع آخر من أمراض العته المؤثرة على قدرات الذاكرة، هي ليست في إتقان أداء المهام، أي إتقان أداء مهمة القيادة للسيارة وتنبيه السيارات المرافقة للخطوات التي يعتزم السائق القيام بها خلال السير بجوارها، والتفاعل مع إشارات المرور ومعانيها ومتطلبات التفاعل المطلوب معها حفاظا على سلامة النفس والغير، وأيضا مؤثرة على تذكر مسار الطرقات وكيفية الوصول إلى الأماكن المقصودة والعودة منها إلى المنزل، والتفاعل مع حالات الزحام أو تعطل السيارة، وغيرها.
وعليه، فمن المهم أن يعلم المرء متى يكون من غير الملائم له أن يقود السيارة بنفسه أو يستخدمها منفردا، حفاظا على سلامة صحته وسلامة غيره. والدراسات الطبية التي تم إجراؤها في الولايات المتحدة وغيرها أظهرت أن من تشخص إصابتهم بألزهايمر، حتى في بداياته، أو غيرها من الأمراض المؤثرة على الذاكرة، هم أكثر عرضة لحوادث المرور.
والمطلوب على الأقل الاقتصار على القيادة في النهار وبرفقة أحد أفراد الأسرة ولمشاوير معروفة وقريبة. وثمة علامات قد تتطلب أكثر من هذه الاحتياطات، مثل عدم القدرة على معرفة طريق أماكن معروفة للسائق من قبل، مثل منزل أحد الأبناء أو البنات أو الطريق إلى السوق، أو غيرها من الأماكن المعتادة للشخص. أو ملاحظة عدم الاهتمام بالسير في المكان المخصص من الطريق، كأن يسير في الجهة اليسرى بدلا من اليمنى أو العكس، حسب نظام مرور البلد. أو ملاحظة عدم القدرة على معرفة أبسط قواعد القيادة والاهتمام بالوقود وغيرها من متطلبات القيادة الآمنة للسيارة. أو ملاحظة فقده لأعصابه حال القيادة ومتطلبات التعامل مع الغير. أو عدم ملاحظة إشارات المرور الحمراء والخضراء.
وملاحظة هذه الأمور مهمة من الزوجة أو الأبناء المرافقين بالسيارة؛ لأن الأكاديمية الأميركية لطب الأعصاب أشارت إلى أن ملاحظة شريك الحياة لعدم قدرة الزوج على القيادة وارتكابه أخطاء فيها هي مؤشر قوي على عدم أمان قيادة الشخص المصاب بضعف الذاكرة للسيارة.