هل استنشاق غاز الهيليوم ضار؟

هذا ملخص رسالتك التي تحدثت فيها عن ملاحظتك أنه في أحد الأفلام استنشق طفل غاز الهيليوم وبدأ بعدها الغناء بصوت ذي حدة عالية شبيهه بصوت «دونالد دك» في أفلام الكارتون، وسؤالك عن أضرار غاز الهيليوم حال استنشاقه ومدى تسببه بالفعل في تغيير نبرة الصوت. وهناك جانبان في سؤالك؛ الأول يتعلق بصوت الكلام، والثاني يتعلق بغاز الهيليوم.


وبداية علينا ملاحظة كيفية صدور الصوت من أحدنا حال الكلام أو الغناء أو الصراخ ولماذا يختلف الناس في نوعية الصوت الذي يصدرونه في تلك الأحوال، وصوت الكلام نتيجة للخصائص الفيزيائية للهواء ومكونات الغازات فيه، وشكل وحجم الحلق والفم والجيوب الأنفية واللسان والشفاه وتراكيب أخرى في مجرى الهواء الخارج من الرئة.. وإضافة إلى الصوت المعتاد للمرء، هناك تغيرات نجريها لكي نصدر أصواتا نقلد فيها آخرين.

والصوت يبدأ من جزء في الحلق يدعى الحنجرة، أو صندوق الصوت، حيث تهتز الحبال الصوتية في تلك المنطقة مع مرور الهواء بين تلك الحبال الصوتية.

ويعتمد اختلاف درجة الحدة وغيرها من صفات الصوت، على طول وسماكة ومرونة اهتزاز تلك الحبال ومدى خلوها من أي اختلال في شكلها. ولذا يكون صوت الرجال عادة أقل حدة من النساء نظرا لاختلاف طول وسمك الحبال الصوتية.

وغاز الهيليوم أحد الغازات التي هي أخف من الهواء، ولذا ترتفع البالونات المحتوية على غاز الهيليوم. ولذا أيضا، فإن سرعة الصوت في غاز الهيليوم هي أسرع بمقدار أكثر من الضعف مقارنة بسرعة الصوت في الهواء. وكلما زادت سرعة الصوت، زادت حدة الصوت.

واستنشاق «نفس» أو «نفسين» من غاز الهيليوم بالعموم غير ضار لو وقع بطريق الخطأ، ولكن يجب الحذر من تعمد استنشاقه، وهو ما يعني أن على منتجي الأفلام والمسلسلات مراعاة أن البعض قد يقلد الممثلين بجهالة، وبدلا من استنشاق كمية قليلة غير ضارة، فإن الأطفال ربما يتعمدون استنشاق أكثر دون دراية بأضرار ذلك.

والسبب أن هناك كثيرا من التقارير الطبية المنشورة في عدة مجلات طبية تحدثت عن أضرار وقعت على أشخاص استنشقوا ذلك الغاز مما أدى إلى نقص في كمية الأكسجين في الدماغ نتيجة لنقص وصول الأكسجين إلى الرئتين حال تنفس قليل المحتوى بالأكسجين وعالي المحتوى بغاز الهيليوم، كما تم الحديث في الأوساط العلمية عن حوادث تلف في الرئة وحويصلاتها الهوائية نتيجة لاستنشاق غاز الهيليوم المضغوط واندفاعه إلى الرئة بقوة.

وهناك استخدامات طبية محدودة لمزج غاز الهيليوم بهواء التنفس في بعض حالات أمراض الجهاز التنفسي المزمنة وفي حالات الارتفاع السريع خلال عملية الغوص، ولكن لا مجال لعرضها لعدم جدوى ذلك في مقام العرض هذا.