عمري 30 سنة، ومتزوجة، وقد شخص الطبيب لدي أوراما ليفية بالرحم، وهو ينصحني بضرورة إزالة الأورام جراحيا، وقال إن ذلك ربما يتضمن إزالة الرحم، بينما أنا أريد الإنجاب .. بماذا تنصح؟

المشكلة لديك تم اكتشافها كما ذكرت في رسالتك نتيجة لفحوصات حول سبب وجود فقر الدم لديك. ومعلوم أن زيادة نزيف الدورة الشهرية هي إحدى علامات وجود تورم ليفي في جدار الرحم.


وبداية، فإن الأورام الليفية شائعة بين النساء، وبالعموم، فإن هذه المشكلة ربما تنشأ لدى 15% من النساء في عمر أقل من 35 سنة، وترتفع النسبة ربما إلى 40% فوق ذلك من العمر. وهي أورام حميدة وليست سرطانية خبيثة، وتنشأ من تراكم نمو غير منضبط للخلايا العضلية التي يتكون منها جدار الرحم، ولأن الرحم يحاصرها بغلاف ليفي قوي فإنها تأخذ شكلا متكورا تقريبا. وربما يكون مثير النمو غير الطبيعي هذا هو هرمون أستروجين الأنثوي، ولذا يلاحظ طبيا تقلص حجم الورم الليفي بعد بلوغ سن اليأس.

وصحيح أن وجود أورام ليفية في الرحم قد لا يؤدي إلى أعراض لدى المرأة، إلا أنه إضافة إلى زيادة نزف دم الحيض، ربما تعاني بعض النسوة المصابات بالأورام الليفية من ألم حاد خلال فترة الحيض واضطرابات في انتظام الدورة الشهرية. وخلال الحمل، ربما يكون لموقع وحجم الأورام الليفية تأثيرات على مجريات فترة الحمل والولادة، وخلال فترة الحمل نفسها ربما يزداد حجم الورم الليفي تأثرا بزيادة الهرمونات الأنثوية، ويقل الحجم بعد الولادة نسبيا.

وقد يتسبب وجود الأورام الليفية في إسقاط الحمل أو الولادة المبكرة، أو عدم إتمام عملية انقباض الرحم بشكل طبيعي بعد الولادة وفراغ الرحم من الجنين وصعوبات في خلال مراحل الولادة مما قد يتطلب في بعض الحالات إجراء عملية ولادة قيصرية.

وبالنسبة للعلاج، فإنه بالعموم يمكن القول إن الأورام الرحمية الليفية الصغيرة الحجم والتي لا تتسبب في أي أعراض يمكن تركها دون معالجة مع استمرار مراقبتها بفحوصات الأشعة. وإذا كانت تتسبب في أعراض يرى الطبيب المعالج ضرورة التعامل معها من أجل ذلك، فإن لدى الطبيب عدة خيارات، منها أدوية معينة تساعد على تقليص حجم الأورام تلك. وإذا لم تفلح هذه الأدوية في تحقيق المطلوب لسلامة المرأة، فإن هناك العلاج الذي يهدف إلى التدخل لاستئصال هذه الأورام أو تصغير حجمها.

وتتم دراسة خيارات المعالجة الجراحية أو التدخلية بعناية وفق معطيات تتعلق بحجم وموقع وتأثيرات هذه الأورام على الحالة الصحية للمرأة وخلال فترة حمل وولادة سابقة، بمعنى أن المعالجة تختلف للمرأة التي تسببت الأورام الليفية بمشكلات معقدة لها خلال فترة الحمل أو مرحلة الولادة، عن تلك التي لم تتسبب في ذلك. وكذلك إذا كانت المرأة لا ترغب في الحمل مستقبلا أو أنها ترغب في ذلك.

وقرارات الطبيب الذي يعمل في مستشفى تتوفر فيه كل الخيارات العلاجية والتدخلية هي أفضل من قرارات طبيب معالج لا يملك إلا العملية الجراحية لاستئصال الورم الليفي. ولذا، فإن استخدام العلاج التدخلي بالقسطرة عبر شريان الفخذ وصولا إلى الشرايين المغذية للرحم؛ وتحديدا تلك التي تغذي منطقة الورم، ربما يكون مفيدا في بعض الحالات. ونتائج هذه الوسيلة جيدة، خاصة للنسوة اللاتي لا يرغبن في الحمل مستقبلا.

والوسيلة الجراحية لا تزال تحمل في طياتها احتمال اضطرار الطبيب إلى إزالة الرحم إذا تبين له خلال العملية الجراحية أن لا بد من ذلك.

أما ما سألت عنه حول استخدام الموجات فوق الصوتية المركزة، فإنها قد تكون مناسبة للأورام ذات الحجم الصغير. وأما استخدام وسيلة التأثير الحراري للماء لتدمير غشاء بطانة الرحم، فإنها وسيلة لمعالجة مضاعفات الأورام الليفية على حيض الدورة الشهرية، أي تخفيف زيادة نزف الحيض، ولكنها لا علاقة لها بعلاج الأورام الليفية نفسها.