أعاني من نوبات الغضب بشكل مزعج لي ولأسرتي، وزوجتي تنصحني كثيرا ولكن لا أتحكم فيه، هل صحيح أن الغضب ضار بالقلب كما تقول لي؟
صدقت زوجتك فيما قالته لك. وقد لا أكون أقوى تأثيرا من كلام زوجتك المحق في شأن تأثيرات الغضب على صحتك وسلامة قلبك، إلا أن علينا مراجعة تأثيرات نوبات الغضب على الجسم كي ندرك حجم المشكلة وتأثيراتها على جسمك.
المتفق عليه طبيا أن أكثر الانفعالات تأثيرا على الجسم هو الغضب، وخاصة على القلب والأوعية الدموية في القلب نفسه وفي الدماغ وبقية الجسم، وذلك بالمقارنة مع أي انفعالات أخرى تصيب الإنسان مثل الحزن أو الفرح أو الخوف أو القلق. وحتى الاكتئاب ذو التأثيرات الصحية السيئة على الجسم هو أقل ضررا على الجسم في المنظور القريب، وإن كانت تأثيرات الاكتئاب سيئة على الجسم على المدى البعيد.
وقد لاحظت المراجعات الطبية أن تأثيرات الغضب من أقوى العوامل المؤثرة بصفة سلبية على القلب، أسوة بارتفاع الكولسترول وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري والتدخين وغيرها من العوامل القوية في التسبب بأمراض القلب وشرايينه.
ولاحظ معي أن المرء حينما يغضب فإن ضغط الدم لديه يرتفع بنسبة نحو 25 في المائة، وهذا يشمل الضغط الانقباضي والضغط الانبساطي. وكذلك يزيد معدل نبض القلب بنسبة 30 في المائة. وبالتالي ترتفع كمية الدم التي يضخها القلب بنسبة قد تصل إلى 40 في المائة.
وفي حالة الغضب ترتفع نسبة إفراز الجسم لمواد ضارة على الشرايين وعلى عمل عضلة القلب، مثل هرمونات الأدرينالين والنورأدرينالين. ولاحظ معي أن في حالة الغضب مقارنة بحالة الخوف، ترتفع نسبة إفراز نورأدرينالين بشكل يفوق إفراز أدرينالين، وبكمية تقارب ثلاثة أضعاف الطبيعي. وتأثيرات هذه الارتفاعات لهذه الهرمونات القوية هو إجهاد للقلب والأوعية الدموية والتسبب بالأذى عليها في طريقة العمل وفي تكوينها.
وتحديدا ترفع من احتمالات انقباض الشرايين ومن احتمالات ارتفاع ترسب الكولسترول في الشرايين، وفي نشوء تضيقات الشرايين القلبية والدماغية، وفي إضعاف عضلة القلب لاحقا. وأضرار الغضب هذه لا تقتصر على نوبة الغضب نفسها، بل أيضا في تذكر تفاصيل النوبة أو مسبباتها.
وحقيقة، عليك أن تعمل على تخفيف انفعالات الغضب لديك، وخاصة تلك المتعلقة بالتعاملات مع الأقارب وأفراد الأسرة والأصدقاء، وأن تحاول أن تجد العون بصدق من الذين قد يساعدونك على التحكم في هذه الانفعالات، وأبسط ما يمكنك فعله هو تحاشي الظروف التي قد تتسبب بالغضب لديك والابتعاد عن أي من مسبباته.
وربما من الضروري، وخاصة مع ملاحظة زوجتك إكثارك من الإصابة بنوبات الغضب، أن تستشير الطبيب النفسي الذي بلا شك قد يكون لديه ما يساعدك على التحلي بالهدوء والتحكم في انفعال الغضب.