متى تجرى عملية الصمام المايترالي لعلاج التسريب فيه؟
بداية فإن الصمام المايترالي صمام ينظم مرور الدم من حجرة الأذين الأيسر إلى حجرة البطين الأيسر في داخل القلب. ومعلوم أن القلب فيه أربع حجرات، هي: الأذين الأيسر والأذين الأيمن، والبطين الأيسر، والبطين الأيمن. والجزء الأيمن مفصول شعن الجزء الأيسر. وهناك ممر بين كل أذين وبطين على جانبي القلب. وهذا الممر فيه صمام ينظم تدفق الدم في الاتجاه الصحيح، ويمنع أي تسريب للدم بين الأذين والبطين في الاتجاه غير الصحيح.
والسليم أن ينقبض الأذين الأيسر كي يدفع الدم الذي فيه لينتقل إلى البطين الأيسر. ومهمة الصمام المايترالي تسهيل جريان الدم بالطريقة هذه.
ويتكون الصمام المايترالي من ورقتين، وسمي مايترالي لأنه أشبه بقبعة يضعها البعض في المناسبات الدينية لبعض الطوائف، وهناك من يسميه الصمام التاجي لأنه أشبه بقبعة التاج. وهناك فرق بين الصمام التاجي أو المايترالي والشرايين التاجية التي تغذي عضلة القلب بالدم اللازم لحيوية ونشاط عمل عضلة القلب.
وحينما لا يتمكن الصمام، لأسباب عدة، من الإقفال بشكل تام لمنع تسريب الدم من البطين الأيسر إلى الأذين الأيسر، تنشأ حالة تسريب الصمام المايترالي. ويصنف أطباء القلب درجات هذا التسريب غير الطبيعي، وهي: خفيف جدا، خفيف، متوسط، شديد. ووسيلة معرفة درجة التسريب هو إما بالأشعة الصوتية للقلب وإما من خلال التصوير بالصبغة الملونة في قسطرة القلب.
وبعد تشخيص سبب نشوء هذه الحالة المرضية في الصمام المايترالي فإن ما يفعله طبيب القلب عند متابعة حالات تسريب الصمام المايترالي هو أمران رئيسيان: الأول محاولة تخفيف حدة تأثيرات هذا التسريب على أجزاء مهمة في القلب، عبر إعطاء أنواع من الأدوية. والثاني متابعة مدى تطور درجة التسريب ومدى تطور تأثيرات التسريب على أجزاء مهمة في القلب. وهناك أمور أخرى يقوم بها الطبيب خلال المتابعة، مثل متابعة تخفيف السبب إن أمكن، والنصيحة بتناول المضادات الحيوية في بعض الظروف التي قد ترفع من احتمالات التهاب الصمام المايترالي، ومتابعة حالة القلب عند الإصابة بأي أمراض عارضة أو ظروف صحية تتطلب العناية بالقلب والجسم كالعمليات الجراحية أو الحمل أو غيرها.
ولاحظي معي بتمعن أن تسريب الصمام المايترالي عرضة للزيادة في مقدار درجة التسريب، وهو ما يتابعه الطبيب عبر تصوير القلب بالأشعة الصوتية. كما لاحظي معي بتمعن أن هذا التسريب في الصمام المايترالي يضع عبئا على البطين الأيسر من القلب. وهذا العبء قد يؤدي، مع الوقت ومع عدم المعالجة لتخفيف التأثيرات، إلى توسع حجم حجرة البطين الأيسر. كما قد يؤدي كذلك إلى ضعف قوة انقباض البطين الأيسر. وهذان الأمران، أي حجم البطين الأيسر وقوة البطين الأيسر، تتم متابعتهما من خلال تصوير القلب بالأشعة الصوتية.
وبالعموم، تسريب الصمام المايترالي شائع بين كبار السن وفي المجتمعات التي تنتشر فيها أمراض صمامات القلب الناجمة عن الحمى الروماتزمية ولدى بعض مرضى شرايين القلب.
وقرار اللجوء إلى الحل الجراحي يقرره طبيب القلب وفق معطيات تتعلق إما ببدء ملاحظة ضعف في قوة القلب أو وجود توسع في حجم البطين الأيسر أو ارتفاع ضغط الدم في الرئة بنسبة متوسطة أو بدء شكوى المريض من أعراض معينة بصفة يصعب التحكم فيها بالأدوية. ويوجه العلاج الجراحي إما لإصلاح الصمام، أو زراعة صمام صناعي مكانه. ويكون الصمام الصناعي إما صماما معدنيا بالكامل وإما صماما يحتوي على أنسجة حيوانية.