عمري 46 سنة، ولدي ارتفاع في ضغط الدم، والطبيب ينصح بتقليل تناول الملح .. هل الأفضل شرب المياه المعبأة أم ماء الصنبور؟ وهل عسر الماء له علاقة بالأملاح؟
بداية، فإن النصيحة الطبية لمرضى ارتفاع ضغط الدم ولعموم الناس تتضمن تقليل تناول عنصر الصوديوم. ويعبر الأطباء مجازا وليس دقة عن هذه النصيحة بالقول: «تقليل تناول ملح الطعام»، ولكن عليك ملاحظة أن عنصر الصوديوم لا يوجد فقط في ملح الطعام المكون من كلوريد الصوديوم، بل في الحقيقة يوجد بوفرة في أنواع الأطعمة غير الطازجة، مثل المخللات وأنواع اللحوم الباردة كالسلامي والمارتاديلا، وفي أنواع الأطعمة المعلبة. والأهم من كل ما تقدم أنواع المأكولات السريعة، كالهمبورجر وشرائح البطاطا المقلية (فرنش فرايز)، التي تضاف إليها مادة صوديوم غلوتاميت كي تكتسب طعما شهيا يجذب المرء نحو تكرار تناول تلك المأكولات السريعة.
أما في ما يخص المياه فإن مياه الحنفية النقية والمياه المعبأة في القناني الزجاجية غالبا لا فرق بينهما من نواحي الفوائد والتأثيرات الصحية. وهناك شكوك علمية حول أضرار القناني البلاستيكية واحتمالات تسبب تسرب المواد الكيميائية الضارة منها إلى المياه المعبأة بداخلها، وخصوصا عند عدم مراعاة ظروف الحفظ لتلك العبوات البلاستيكية، أي تعريضها لفترات طويلة لحرارة الشمس أو حرارة المستودعات أو طول مدة خزنها.
واختيار الإنسان بين شرب مياه الحنفية النقية وبين المياه المعبأة في القناني الزجاجية هو اختيار شخصي، ولا توجد إرشادات طبية تفضل أحدها على الآخر. وما تشدد عليه الإرشادات الطبية يتعلق بضمان نقاء المياه من الميكروبات وضمان تخزين المياه بطرق تجنب تلوثها بالمواد الكيميائية الضارة، والعمل على تعقيم المياه بكفاءة تضمن تناولها وهي خالية من الميكروبات.
ومياه الحنفية عادة ما يتم تعقيمها بإضافة مواد الكلور، وهي بهذا تضمن إلى حد كبير نقاءها من الميكروبات إلى حين استهلاكها. وبالمقابل، عادة ما يتم تعقيم المياه المعبأة في القناني بواسطة طريقة الأوزون. وهي طريقة تضمن القضاء على الميكروبات وقت معالجة المياه بالأوزون ومن ثم وضعها في القنينة، ولذا من المهم اتباع طرق الحفظ الصحيح والنقل السليم لقناني المياه المعبأة كي لا تتلوث لاحقا بأي مصادر ميكروبية.
وتتأكد أهمية الحرص على شرب مياه نقية من الميكروبات في حالات السفر وللذين لديهم أمراض مزمنة تؤثر على مستوى مناعة الجسم، مثل مرضى السكري وصغار أو كبار السن والحوامل والمرضى الذين يتناولون أدوية تؤدي إلى خفض مناعة الجسم مثل أدوية مشتقات الكورتيزون وغيرها. وإذا ما كانت لدى المرء شكوك في نقاء الماء فإن غلي الماء كفيل بتحقيق المطلوب.
أما بالنسبة لعسر الماء فهو وصف يقصد به أن الماء يحتوي على أملاح معينة بكميات عالية. ومظهر عسر الماء لأي إنسان هو صعوبة تكون الرغوة حال استخدام الماء والصابون مثلا. وعسر الماء ناجم عن وجود أملاح الكالسيوم أو المغنسيوم بنسبة عالية. وأضرار هذه النوعية من المياه ليست أضرارا صحية بشكل مباشر، بمعنى أن شرب هذه النوعية من المياه قد لا تضر بصحة الإنسان ما دامت نقية من الميكروبات وتحتوي على نسبة منخفضة من المواد الكيميائية أو المعادن الأخرى الضارة.
وفي الحقيقة إن عسر الماء مضر بتمديدات أنابيب المياه وغيرها من الجوانب التي لا علاقة مباشرة لها بالصحة. ومن وسائل تخفيف عسر الماء ثمة وسيلة إضافة عنصر الصوديوم إلى الماء العسر، ولكن غالبا ما تكون كمية الصوديوم المضافة منخفضة، ولا تعتبر عالية وفق المقاييس الطبية والصحية، كما أن هناك ملاحظات صحية تشير إلى أن ثمة فرقا بين الماء العسر حينما يكون باردا مقارنة به حينما يتم يتناوله ساخنا في المشروبات كالقهوة أو الشاي، ولكن لا يبدو أن ثمة قوة علمية أو تأثيرات صحية ثابتة في هذا التفريق.
وبالنسبة للفرق بين المياه العادية والمياه الغازية المعبأة فملخص الإجابة أن ثمة بعض الدراسات الطبية التي لاحظت أن شرب المياه الغازية تلك قد يخفف من أعراض القولون العصبي، وربما أيضا يقلل من نسبة الكولسترول في الدم. وأعطت بعض تلك الدراسات تفسيرات للعلاقة الغريبة بين شرب المياه الغازية وخفض الكولسترول.
وهناك نوع من المياه المعبأة يسمى بالمياه القلوية، أي التي تنخفض نسبة الحموضة فيها، وتتوفر في بعض الدول. وعلى الرغم من ادعاء بعض المصادر الطبية أنها قد تكون مفيدة للوقاية من بعض الأمراض المزمنة أو لإبطاء عمليات شيخوخة الجسم، فإنه لا توجد إثباتات علمية تدعم صحية مثل هذه الادعاءات، كما أنه لا توجد أضرار صحية ثابتة جراء شربها.