عمري 43 سنة، ولا أشكو من أي أمراض، هل إجراء الفحوصات الطبية الدورية ضروري؟

نظام إجراء الفحوصات الطبية الدورية مقصود به بداية الوقاية من الأمراض، وزيارة الطبيب وفق نظام سنوي أو خلال بضع سنوات، وإجراء بعض الفحوصات الطبية والتحاليل، ثبت أنه مفيد لاكتشاف أي اضطرابات صحية أو أمراض في وقت مبكر لمعالجتها، كما ثبت أنه يرفع من مستوى الوعي والثقافة الطبية لدى الإنسان، ما يُمكنه من سهولة التواصل مع طبيبه وسهولة ملاحظة أي اضطرابات صحية، وهناك بالنسبة للبالغين ممن تجاوزوا سن الـ18 سنة، ترتيب لما يجب أن يتم الفحص عليه خلال مراحل العمر التالية، فمثلا قياس ضغط الدم ينصح بإجرائه مرة كل ما بين سنة وسنتين، وقياس تحليل نسبة الكولسترول والدهون في الدم، ينصح به مرة كل 5 سنوات، وتحليل نسبة السكر في الدم، ينصح به مرة كل 3 سنوات، وغيرها. وهذه النصائح هي «على أقل تقدير»، بمعنى لو تبين للطبيب دواع لإجراء أي منها أو غيرها في فترات زمنية أقصر فإن الواجب اتباع نصيحة الطبيب.
وخلال زيارة الطبيب للمتابعة الدورية يسأل الطبيب الشخص الزائر عن أي اضطرابات قد يشكو منها أو يسأل أسئلة محددة عن بعض الجوانب الصحية التي لها أهمية طبية. كما يُراجع الطبيب مع الشخص أي اضطرابات مرضية ظهرت لدى أحد الأقارب، كمرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو أمراض شرايين القلب أو غيرها، وهذه الأمور كلها مهمة للمتابعة المستقبلية لصحة الإنسان، كما يراجع الطبيب مع الشخص أي أدوية يتناولها وفق توجيه الطبيب أو وفق احتياج المرء، مثل التي لمعالجة الصداع أو الإمساك أو غيرها، كما يتأكد الطبيب خلال الزيارة من ممارسة المرء للعادات الحياتية الصحية، مثل الرياضة البدنية اليومية وتناول الأطعمة الصحية والتوقف عن التدخين والامتناع عن المشروبات الكحولية، ويجيب عن أي استفسارات في هذه الجوانب المهمة التي يحتاج كل منا لمعرفة الكثير عنها. ثم يُجري الطبيب الفحص السريري وهو ما يشمل الوزن والطول والنبض وضغط الدم والحرارة، إضافة إلى فحص الأجهزة المهمة في الجسم، ثم يراجع الطبيب سجل اللقاحات ومدى الحاجة لتلقي أي منها.
وهذه الزيارة مفيدة وليست مضيعة للوقت، وخاصة إذا ما تمت مرة في العام للأشخاص فوق سن الخمسين، أو مرة في كل عامين للأشخاص بين سن 40 و50 سنة، ومرة كل 3 أعوام للأشخاص ما بين سن 30 و40 سنة، ومرة كل 5 أعوام لمن هم ما بين سن 18 و30 سنة. وهي فرصة للمرء كي يستفسر عن كثير من الجوانب الصحية لتلقي إجابات واضحة عنها من مصدر طبي مباشر.