أنا حامل في بدايات الشهر الثالث، وأنوي السفر بعد نحو ثلاثة أشهر، وتدون الرحلة نحو سبع ساعات في الطائرة. هل السفر ضار بي في ذلك الوقت من الحمل؟

رسالتك يتكرر طرحها نظرا لأهميتها. بالعموم الطبي، فإن السفر بالطائرات وفي ظروف انسيابية المدة الزمنية ومقدار الجهد البدني المبذول خلال الإجراءات المرافقة للسفر، لا يحمل خطورة طبية لا على الحامل ولا على جنينها، ولكن حينما تكون ثمة اضطرابات صحية في الحمل فإن السفر بالطائرة قد يحمل نوعا من الخطورة التي تتطلب استشارة الطبيب.


والاضطرابات الصحية المقصودة هي تلك المرتبطة بقدرة جسم الأم على تزويد الأم نفسها والجنين بالأكسجين كوجود فقر شديد في الدم أو أمراض في الرئة أو وجود الأنيميا المنجلية أو مشكلات في المشيمة، كما أنها مرتبطة باحتمالات حصول تجلط أو تخثّر الدم في الأوردة لدى الحامل، أو مرتبطة بوجود اضطرابات صحية أخرى مع مضاعفاتها على الكلى أو ضغط الدم، أو سابق إصابة بجلطة في أوردة الساق.

وهناك الكثير من أطباء النساء والتوليد الذين ينصحون بتجنب الحامل السفر بالطائرة عموما في الفترة ما بعد الأسبوع 36 من الحمل، وعلى وجه الخصوص منْ يخبرها طبيبها أن هناك احتمالا للولادة المبكرة لديها. ووفق ما تؤكده إرشادات الكلية الأميركية لأمراض النساء والولادة فإن السفر بالطائرة هو أكثر أمانا وأقل احتمالا لإسقاط الجنين أو الولادة المبكرة، أثناء الثلث الثاني من مرحلة الحمل، أي فيما بين الأسبوع 18 إلى الأسبوع 24.

ولاحظي معي أن مقدار الضغط الجوي داخل المقصورة، ومهما حاول صانعو الطائرات تقريبه نحو المعدل الطبيعي، فإنه سيقارب ما هو في منطقة مرتفعة عن سطح البحر بمقدار ما بين 5 إلى 8 آلاف قدم، أي إن الظروف المحيطة ستجعل تزويد رئة الأم لدمها بالأكسجين أقل. ولكن حتى هذا الأمر قد لا يؤثر لا على الأم ولا على الجنين طالما كان جسمها طبيعيا ولا تشكو من الاضطرابات المتقدمة الذكر في أي فترات الحمل أو خصوصا في مراحل متأخرة منه.

وتذكر المراجع الطبية عدة نصائح تجدر مراجعتها من قبل الحوامل اللائي يُردن السفر بالطائرة، وهي ما تشمل:

- زيارة الطبيب المتابع للحمل وأخذ مشورته حول الأمر، وكذلك مراجعة الأمر مع شركة الطيران الناقلة لمعرفة قوانينها حوله.

- الحرص على حجز مقعد مريح، ذي فسحة أمامية، قريب من الممر، في منطقة الجناح.

- ربط طرفي حزام الأمان تحت البطن وعدم شده.

- الحرص كل نصف ساعة على المشي قليلا في الممر. وتحريك عضلات الساق والقدم أثناء الجلوس لتفويت الفرصة لتجنب حدوث تجلط الدم في أوردة الساقين أو الفخذين.

- الحرص على تناول السوائل لتخفيف حدة الجفاف الناجم بشكل طبيعي في مقصورة الطائرة بفعل قلة الرطوبة في الهواء داخلها.